يبدو أن الولاياتالمتحدةوبريطانيا لديهما سرا خطيرا يخفيانه حتى الآن بشأن حادث تحطم الطائرة الروسية التى سقطت الاسبوع الماضى فى سيناء بعد اقلاعها من مطار شرم الشيخ ومقتل كل ركايها البالغ عددهم 224 فبعد خمسة ايام من تحطم الطائرة الروسية تحدث الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن احتمال حصول اعتداء بقنبلة وكأنهما يملكان حقائق موثقة عن الطبيعة الإرهابية لهذه الكارثة الجوية وهو ما اعتبرته القاهرة وموسكو مجرد تكهنات لكن حديث اوباما وكاميرون فى هذا الموضوع جر العالم الى اتجاه أضر بالمصالح المصرية على الرغم من عدم الانتهاء من تفريغ الصندوقين الأسودين للطائرة والذى بناء عليه سيمكن كشف كافة الحقائق حول سقوط الطائرة وكان عليهما عدم القفز وعدم استباق نتائج التحقيقات التي ماتزال متواصلة ولكنمن الثابت أن اوباما وكاميرون ينسقان معا منذ بداية الربيع العربى للاضرار بمصر وقررا وبشكل فورى وقف الرحلات الجوية الى شرم الشيخ كما دفعت بريطانيا بطائراتها لاجلاء رعاياها من مصر بعد أن حذرت الخارجية البريطانية رعاياها من السفر الى المنطقة بسبب ما أسمته نشاط الجماعات الارهابية في سيناء. ومن الغريب أن يقول الرئيس الأمريكى اوباما لاذاعة محلية تابعة لمجموعة سي بي اس الأمريكية "اعتقد انه هناك احتمال لوجود قنبلة على متن الطائرة ونحن ناخذ هذا الاحتمال ببالغ الجدية لكننا غير متأكدين من هذه الشكوك" وأعتقد أن هذه التصريحات جائت متسرعة وأن ورائها أهداف أخرى من أهمها محاولة تحويل مصر الى ملعب لخوض معارك سياسية بين الولايات المتحة ودول الغرب من جانب وروسيا من جانب آخر خاصة وأن الأخيرة ألقت بثقلها العسكرى فى مسرح الحرب السورية كما أن مصر تمكنت من عزل جماعة الاخوان والوقوف فى وجه اللعبة الأمريكية لتنفيذ مخططها والتآمر عليها ومحاولة ضرب استقرارها . كل ذلك تصادف مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لبريطانيا بناء على دعوة رسمية من رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون كانت محددة سلفا وليبرر كاميرون قرار حكومته وقف الرحلات الى شرم الشيخ من دون انتظار نتائج التحقيق متعللا بوجود معلومات واستخبارات لديهم بأن حادث الطائرة الروسية على الارجح نتاج عملية تفجير ارهابية وهوما أثار مخاوفهم موضحا أنه لايمكن تأكيد أن الطائرة أسقطت بتفجير إرهابي . وعلينا هنا أن نتأمل الخطوة الأمريكية البريطانية التى أضرت ضررا بالغا بمصر قبل انتهاء النتائج النهائية للتحقيقات لاجلاء الحقائق حول سقوط الطائرة الروسية فعلى خطى البريطانيين والأمريكات تحركت ايرلندا هى الاخرى وطلبت شركات الطيران الايرلندية تعليق رحلاتها من والى شرم الشيخ التي كاتن يستقبل مطارها يوميا الاف السائحين الذين يمضون اجازات على شواطىء البحر الاحمر كما اعلنت مجموعة لوفتهانزا الالمانية انها تعليق رحلتين أسبوعيتين تابعتين للشركة من والى شرم الشيخ وذلك على سبيل الاحتياط كما اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية انها "لا تنصح" بالسفر الى شرم الشيخ الا فى حالات الضرورة . ورغم تأكيدات وزير الطيران المدني حسام كمال أن المحققين "لم يحصلوا بعد على دليل أو معطيات تؤكد فرضية" وجود قنبلة الا أن التصرف الأمريكى البريطانى كان اشارة لتحركات هذه الدول للتحذير من السفر الى شرم الشيخ وهو ما أضر سياحيا واقتصاديا بمصر لكن العديد من دول العالم الأخرى ومنها أسبانيا لم توقف رحلاتها الى شرم الشيخ بل وانتقدت تحرك واشنطن ولندن واعلان أن الحادث قد يكون ارهابى وانشاء الله سيحفظ الله مصر من شرورهم وسنتخطى هذه الأزمة كما تخطينا مئات قبلها .