عقد الدكتور حمودة الجزار، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، لقاءً موسعًا بمكتبه مع فرق المراجعة الداخلية والحوكمة بالمديرية، بحضور الدكتور تامر الطنبولي، وكيل المديرية لشئون الطب الوقائي، والدكتور رامي السعيد، مدير إدارة الرعاية الأساسية، والأستاذة مها الجمال، مدير إدارة الحوكمة، وعدد من مديري الإدارات الفنية ومديرات الوحدات والمستشفيات على مستوى المحافظة. في إطار تعليمات الأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، بالمتابعة المستمرة لسير العمل داخل المنشآت الصحية ورفع كفاءة الأداء الإداري والفني،
من التفتيش إلى التصويب.. فلسفة جديدة للحوكمة
استهل وكيل الوزارة اللقاء بالتأكيد على أن الهدف من الحوكمة ليس التفتيش أو رصد الملاحظات فحسب، بل بناء منظومة متكاملة تقوم على الشفافية والمساءلة والتصحيح الفوري، بما يضمن استدامة جودة الخدمات الطبية وتحسين بيئة العمل داخل جميع منشآت الصحة بالدقهلية. وأوضح أن فلسفة المراجعة الداخلية تقوم على الإجراء التصحيحي لا العقابي، مؤكدًا أن الهدف هو تصويب الأخطاء ومنع حدوثها وتكرارها مستقبلًا، من خلال متابعة دقيقة وتعاون فعّال بين فرق العمل. وأشار الدكتور الجزار إلى أن إدارة الحوكمة والمراجعة الداخلية أصبحت اليوم أحد الأعمدة الأساسية في منظومة التطوير التي تتبناها وزارة الصحة، حيث تسعى إلى ترسيخ ثقافة الانضباط المؤسسي ومتابعة المعايير الفنية والإدارية، بما يحقق أعلى درجات الكفاءة التشغيلية داخل المستشفيات والوحدات الصحية.
رؤية واضحة وآلية جديدة لكتابة التقارير
وخلال اللقاء، تم وضع رؤية واضحة وآلية محددة لكتابة التقارير ورفعها إلى إدارة الحوكمة، بحيث تكون مختصرة وواقعية وتحتوي على توصيات قابلة للتنفيذ، ليصبح التقرير وسيلة تطوير فعّالة لا مجرد روتين إداري. وأكد وكيل الوزارة على ضرورة أن تتحول التقارير من أداة رصد إلى أداة تحسين فعلي، مشيرًا إلى أن المراجعة لا تكتمل إلا حين تتحول ملاحظاتها إلى حلول عملية مطبقة على أرض الواقع. وأضاف الدكتور الجزار أن تواصله مفتوح مع جميع فرق المراجعة على مدار الساعة، قائلًا: «هاتفي متاح لكم من أي مكان وفي أي وقت للتعامل الفوري مع أي تحدٍ ميداني، لأن دورنا هو أن ندعمكم لتؤدوا مهامكم بكفاءة ودون تعطيل».
الرقمنة والتكامل لتعزيز المتابعة الميدانية
كما أشار وكيل الوزارة إلى أن المديرية تعمل حاليًا على تطوير منظومة الحوكمة لتشمل المتابعة الرقمية وتكامل قواعد البيانات، بما يتيح رصد الأداء اليومي للمستشفيات والوحدات الصحية بشكل لحظي وشفاف، ويضمن سرعة التدخل في معالجة أي قصور فور حدوثه. وأضاف أن الحوكمة لا تنفصل عن جودة الخدمة التي يتلقاها المواطن، فكل ملاحظة يتم تصويبها وكل إجراء يُعاد تنظيمه ينعكس مباشرة على راحة المريض وسلامة الخدمة المقدمة له.
«نبحث عن الحلول لا الأخطاء»
واختتم الدكتور حمودة الجزار اللقاء بالتأكيد على أن الحوكمة تمثل لغة الإدارة الحديثة في القطاع الصحي، وهي الضمان الحقيقي لنجاح أي خطة تطوير أو إصلاح، لأنها تضع كل مسؤول أمام دوره، وتحوّل المتابعة إلى أداة بناء وتحسين لا مجرد تقييم أو عقاب. وقال في ختام حديثه:
«نحن لا نبحث عن الأخطاء بقدر ما نبحث عن الحلول، فكل خطوة تصويب هي خطوة نحو خدمة أفضل ومواطن أكثر ثقة في منظومة الصحة بالدقهلية».
اجتماع مع الكوادر المؤهلة لبنك القيادات
وفي سياق متصل عقد وكيل الوزارة اجتماعًا مع أعضاء الصف الثاني من القيادات الذين تم اختيارهم من خلال بنك القيادات، وذلك لبحث احتياجاتهم التدريبية ووضع خطة متكاملة لتأهيلهم لشغل المناصب القيادية مستقبلًا.وذلك فى طار اهتمام سيادته بتأهيل الكوادر الشابة وتطوير المهارات القيادية داخل القطاع الصحي وخلال الاجتماع، أكد وكيل الوزارة أن الهدف هو إعداد كوادر قادرة على الإدارة الفعّالة وتحمل المسؤولية، بما يواكب توجهات وزارة الصحة في مجال التنمية البشرية وبناء جيل جديد من القيادات المؤهلة علميًا وعمليًا لإدارة المنظومة الصحية في المرحلة المقبلة. كما وجّه الأستاذ الدكتور حمودة الجزار، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، عقب الاجتماع مع قيادات الصف الثاني، بعدد من التكليفات الميدانية والتقييمات العملية ضمن خطة تأهيل الكوادر الإدارية والطبية لشغل المناصب القيادية مستقبلًا. شملت التوصيات تكليف عدد من الأطباء بإجراء مرور ميداني وتقييمات داخل بعض المستشفيات والإدارات الفنية، من بينهم منسوبون إلى إدارات الطب العلاجي، السلامة والصحة المهنية، والتعاقدات، واجراء تقييم شامل للمذكورين على أرض الواقع تمهيدًا لتعيينهم داخل المستشفى وفق معايير الكفاءة. حيث أكد وكيل الوزارة على الاستعانة بقيادات الصف الثاني داخل أماكن عملهم بالمديرية للاستفادة من خبراتهم العملية في الإدارات المختلفة، مثل إدارة المستشفيات، إدارة الكلى، إدارة العلاج الطبيعي، والرعاية الحرجة، وذلك لضمان استمرارية منظومة العمل ودعم القيادات الوسطى بخبرات فنية وإدارية جديدة. وأوضح أن هذه الخطوات تأتي ضمن رؤية المديرية في الاستثمار في العنصر البشري وبناء صف إداري ثانٍ قادر على تحمل المسؤولية ومواصلة مسيرة التطوير داخل القطاع الصحي بالدقهلية، تنفيذًا لتوجيهات وزارة الصحة في مجال التنمية البشرية والتخطيط القيادي المستدام.