سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بمقبرة مزيفة ..مصر تحتفل بمرور 90 عاما علي اكتشاف "توت عنخ آمون"!! المسائية تكشف أسرار عودة "الملك الذهبي" من الخارج نور الدين عبد الصمد: حواس وقع عقداً سرياً مع الشركة السويسرية بنسخ المقبرة العايدى: إعادة نسخة توت عنخ آمون محاولة للتستر علي مخالفات حو
تحتفل مصر خلال أيام بمرور 90 عاما علي اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون .. وهي المقبرة الوحيدة التي اكتشفت كاملة دون أن يتمكن اللصوص من سرقتها. الاحتفال هذا العام يأتي في إطار استمرار حالة الفساد التي تعاني منها الآثار المصرية والفرعونية علي وجه الخصوص واستمرار جرائم الكبار بشأن سرقة الآثار وتهريبها .. الغريب في الأمر أن الاحتفال سيتم هذه المرة ليس بالآثار الأصلية ل "توت عنخ آمون" الموجود بكل من اليابان وأمريكا وإنما بنسخة طبق الأصل للمقبرة – أهدتها هذا الأسبوع مؤسسة "فاكتيوم أرت" الخاصة السويسرية. فمنذ أيام قررت محكمة القضاء الإداري برئاسة المستشار فريد تناغوا حجز قضية عودة معارض توت عنخ آمون "من أمريكا 149 قطعة - ومن اليابان 122 قطعة" للنطق بالحكم في 29 يناير القادم، والتي كان قد أقامها كلا من الأثري نور الدين عبد الصمد المدير العام بوزارة الآثار و د. عبد الرحمن العايدى رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر الوسطى ضد وزير الآثار وآخرين، والتي كان د. زاهي حواس بصفته أمين عام المجلس الأعلى للآثار قد تعاقد على سفرها مع الجمعية الجغرافية الأمريكية التي يملكها "روبرت مردوخ" عام 2009 ثم تم تعديل العقد بعد قيام الثورة لشركتين خاصتين تحملان اسم "ايزيس" حيث يحظر قانون الآثار في مادته العاشرة التعاقد على عرض الآثار مع شركات خاصة .. وقد تزامن ذلك مع إعلان "آدم لو" رئيس مؤسسة "فاكتوم آرت" لتوثيق وحفظ الآثار، عن أن نموذجا طبق الأصل من مقبرة توت عنخ آمون من تصميم المؤسسة سوف يصل إلى مصر قادما من أسبانيا خلال الساعات المقبلة، بالتزامن مع الذكرى التسعين لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، كهدية مقدمة من المؤسسة إلى جمهورية مصر العربية" !! ونوه "لو" بأن مؤسسته قد بدأت العمل في هذه المقبرة اعتبارا من عام 2009 ولمدة عامين بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار بجامعة بازل بسويسرا ومع المجلس الأعلى للآثار في مصر. واعترف " بقيام شركته بالمزج ما بين التكنولوجيا الحديثة ثلاثية الأبعاد والمهارات اليدوية التقليدية لمجموعة من الفنانين المعاصرين لإخراج النموذج على هذا النحو من الإتقان بحيث لم يتم إغفال أدق التفاصيل الواردة في المقبرة الأصلية حتى يخال للمشاهد أنه أمام الأصل وليس التقليد". !! "المسائية الأسبوعي" التقت بأصحاب الدعوة القضائية لكشف أسرار وملابسات عودة النسخة طبق الأصل لمقبرة توت عنخ آمون في هذا التوقيت بالتحديد .. يشير الأثري نور عبد الصمد مدير عام التوثيق الأثري بقطاع المتاحف بوزارة الدولة للآثار إلي أن البداية ترجع إلى عام 2009 عندما اتفق د. زاهي حواس بصفته الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في ذلك الوقت مع شركة "فاكتيوم آرت" الخاصة السويسرية على نسخ مقبرة ومومياء الفرعون الذهبي ووضعها في مكان مناسب بمدينة الأقصر لتكون عوضا عن المقبرة الأصلية التي سوف يتم غلقها لحمايتها بعد أن شهدت كثافة عالية للزائرين، إلى هنا والأمر يبدو ظاهريا أن الهدف من وراء عملية الاستنساخ هو حماية أحد أهم المعالم الأثرية في الأقصر حتى لو اختلفنا عليه حيث يمكن تركيب نظام لتجديد الهواء داخل المقبرة للحفاظ على درجة الرطوبة بداخلها حتى مع تزايد أعداد الزائرين، ولكن كانت المفاجأة أن حواس وقع عقداً سرياً مع الشركة السويسرية بنسخ المقبرة ونسخ ألف قطعة أثرية من المتحف المصري لتعرض القطع مع المقبرة في عدة دول دون علم أي سلطة من سلطات الدولة المصرية !! حيث نصت المادة 36 من قانون حماية الآثار على نصيب مصر من مستنسخات بالمواقع والمتاحف طبقا لقانون الملكية الفكرية رقم 82 لسنة 2002 والذي وقعت عليه معظم دول العالم، وبالفعل تم نسخ المقبرة والقطع باستخدام معدات ثقيلة داخل المقبرة وكذا أضواء مبهرة تؤثر بدون شك على المدى القريب على نقوش المقبرة وذلك كله بغية الوصول إلى أدق التفاصيل في الجدران حتى لا يمكن التفرقة بين الأصل والنسخ حسبما أعلن البريطاني "آدم لو" الذي أشرف فنياً على عمليات النسخ، والتساؤل الآن من حصل على حق مصر نظير تسويق هذا المعرض الذي تم عرضه في بروكسل ثم لندن ثم باريس ثم سيول عاصمة كوريا الجنوبية حيث ربحت الشركة المنظمة ما يقرب من 100 مليون يورو ثمنا لتذاكر الدخول فقط !!! إضافة إلى مئات الملايين من الشركات راعية المعرض والتي تجاوز عددها خمسة عشر شركة ومؤسسة دولية كبرى. ويكشف د. عبد الرحمن العايدى رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر الوسطي طبقا للمستندات أن د. زاهي حواس صاحب فكرة استنساخ مقبرة توت عنخ آمون وقام بالتعاون مع جامعة بازل بسويسرا وشركة "فاكتوم آرت" للقيام بعمل نسخة طبق الأصل لمقابر كل من "سيتي الأول" وهي مقبرة مغلقة منذ أواخر الثمانينيات ومقبرة "نفرتاري" زوجة الملك رمسيس الثاني ومقبرة "توت عنخ آمون" وتم تصوير المقابر وعمل نسخ مطابقة لغرفة الدفن وتابوت الملك توت عنخ آمون باستخدام ماسحة ضوئية بالليزر وهي ماسحة عملاقة تم إدخالها داخل المقابر وتعريض النقوش والألوان الموجودة علي جدران المقابر لأشعة الليزر دون أن يعبأ أن ذلك قد يضر بالنقوش والألوان في الوقت الذي يمنع فيه استخدام فلاشات كاميرات التصوير العادية ولكن أمام المصالح والمنافع الشخصية يتم مخالفة كافة الأعراف والقوانين واللوائح وهذا ما دأب عليه زاهي حواس منذ أن تولي مسئولية الآثار المصرية. وكانت المفاجأة أنه قد تم استنساخ مقبرة تحتمس الثالث عام 2003م وتم عرضها في الولاياتالمتحدةالأمريكية لمدة 3 سنوات واستقبل المعرض حوالي 3 مليون زائر وتجول هذا المعرض في كل من مدريد وأدنبرة باسكتلندا وبازل بسويسرا ومن قام باستنساخ هذه المقبرة أيضا هم شركة "فاكتوم آرت" !! وتتمثل الخطورة في استنساخ 1000 قطعة أثرية قامت الشركة الأمريكية بتقليدها بما في ذلك مقبرة توت عنخ آمون التي تم نسخها بما في ذلك مومياء الملك توت !! وهو كارثة لأن عملية نسخ المقبرة تتطلب أن تدخل معدات ضخمة داخل مقبرة توت عنخ آمون وهو ما حدث حيث تعرضت النقوش الأثرية للضرر البالغ بسبب أشعة الليزر التي استخدمت رغم أن هناك تعليمات تمنع استخدام فلاشات الكاميرات فما بالنا من تعريض النقوش والألوان للأشعة ؟! إنهم غير عابئين بالأثر السلبي الذي قد يحدث للمقبرة المهم بالنسبة لهم هو عمل نسخة طبق الأصل من المقبرة تغني عن زيارة الناس للمقبرة الأصلية والكارثة الكبرى هي أن الشركة الأمريكية التي قامت بتقليد القطع أكدت علي موقعها الإلكتروني أنه يصعب علي الخبراء التفريق بين القطع الأصلية والنسخة المقلدة وهذا كله تم برعاية وبعلم زاهي حواس !! وسبق أن أشرنا من قبل إليها أن هناك صور لحواس وهو يقف منبهرا أمام المومياء المقلدة !! وسبق أن تقدمنا ببلاغ للنائب العام في هذه المخالفة وقلنا أن إعادة هذه المقبرة لمصر هي محاولة للتستر علي مخالفات زاهي حواس ربما تأتي في إطار صفقة لغلق التحقيقات التي تخص هذا الموضوع رغم أن الجريمة قد وقعت بالفعل وتم مخالفة اللوائح والقوانين خاصة قانون حماية الملكية الفكرية وتم استغلال الآثار المصرية أسوأ استغلال من قبل من يفترض أنهم أصحاب المسئولية الأولي في الحفاظ علي الآثار بهدف تحقيق منافع ومكاسب شخصية، وقد تعرضت الآثار بالفعل للخطر وهذا في حد ذاته يضع مرتكبه تحت طائلة القانون. الأمر الأخطر أن هناك بعض القطع النادرة التي لم يكن من المفترض أن تخرج من مصر لكنها خرجت خصيصا ليتم تقليدها مثل العربة الحربية الخاصة بتوت عنخ آمون والتي استخدمت في الدعاية لشركة الملابس الأمريكية إياها، هذا بالإضافة إلي الأنتيكات والهدايا وقبعة زاهي الشهيرة التي تباع علي هامش المعرض !. ويتساءل العايدى قائلا: هل مازال هناك من هم فوق القانون ؟! وماذا تم في 24 بلاغا تم تقديمهم للنائب العام في وقائع إهدار المال العام والتربح الثابت بالمستندات وفتح الباب علي مصراعيه للصهاينة للعبث بآثارنا وتزييف التاريخ والحضارة المصرية ؟!. ويعود الأثري نور عبد الصمد ليشير إلي المفاجأة التي أعلنها الإتحاد الأوروبي مؤخرا على لسان رئيسة المفوضية العليا "كاترين أشتون" عن عودة مقبرة توت عنخ آمون إلى مصر وعرضها في احتفالية تقام هذا الشهر بمناسبة مرور 90 عاما على اكتشاف المقبرة !! حيث أكدت مصادر موثوق فيها أن حالة المقبرة لا تسمح بالعرض نظراً للتشويه الذي أصابها نتيجة التنقل بين عدة دول على مدار العامين الماضيين !! بيد أن شركة "فاكتيوم آرت" رفضت إعادة الألف قطعة حيث ما زالت حالتها جيدة ويمكن عرضها بعد ذلك في عدة دول وهذه القطع قد تم تزييفها جيدا بحيث لا يمكن تفريقها عن القطع الأصلية داخل المتحف المصري وحسب المصادر المسئولة بالمعرض وطبقا لشكل القطع .. وكانت الأصوات المطالبة بمراجعة دخل المعارض التي خرجت من مصر وهل دخلت خزينة الدولة أم لا ؟! قد تزايدت في الفترة الأخيرة وطالبت بضرورة الكشف عن مصير عائدات جميع المعارض الخارجية التي قام حواس بشحنها خارج البلاد منذ عام 2002 حتى اليوم والتي قدرت بنحو ملياري جنيه مصري حيث رددت أحد الدوائر المالية وهى مؤسسة "فيليت أون لاين" الألمانية أن د. زاهي حواس أنشأ بنكاً يسمى بنك "توت" بجزيرة رودس وكانت معظم عائدات معارض الآثار تذهب إلى هذا البنك لحساب أسرة المخلوع وبالأخص لجمعية سوزان مبارك بمصر الجديدة وهي جمعية خاصة وهو محل بلاغ وخفي كان أعظم !!. إلا أن الوزير الحالي لم يقم بذلك حتى الآن البعض يرجع ذلك إلي صلته الوثيقة بزاهي حواس، والسؤال الآن .. كم خسرت مصر من وراء هذه المغامرات التي كان يديرها شخصا بعينه ويتلاعب بحضارة وتراث الوطن كيفما يحلو له ؟؟؟