أقول لكم من قتل الزعيم؟ قبل أيام قليلة من الذكري الأربعين لوفاة الزعيم جمال عبدالناصر.. والتي عادة ما تجيء ذكري رحيله قبل أسبوع من ذكري انتصارات أكتوبر المجيدة.. يفجر الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل قنبلة تثير الرأي العام وتدفع ابنة الرئيس السادات الكبري رقية للتصدي لهيكل وإبلاغ النائب العام ضده بتشويه صورة وسيرة والدها باتهامه بقتل الرئيس جمال عبدالناصر بالسم مدسوساً في فنجان قهوة.. قبل رحيله بثلاثة أيام.. وأن فنجان القهوة هذا كان السبب في موته. سارع الكاتب الكبير هيكل نافياً تأكيده ارتكاب السادات لهذا الفعل.. مشيراً إلي أنه أكد علي شاشة قناة الجزيرة أنه يستبعد فعل هذا من الرئيس المؤمن محمد أنور السادات.. لأسباب أخلاقية وأسباب أخري. رحمه الله- لم تقتنع بهذا الكلام.. وتساءلت إذا كان هيكل يستبعد هذا الفعل فلماذا أثاره في هذا التوقيت بالذات؟.. ولماذا ظل أربعين عاماً صامتاً؟.. ثم يجئ الآن ليقول مثل هذا الكلام الذي يثير اللعظ علي سمعة الرئيس محمد أنور السادات وقبل أيام من الذكري السابعة والثلاثين من انتصارات أكتوبر.. وبعد 29 عاماً من رحيل السادات نفسه؟! السؤال في الحقيقة مشروع.. وأنا رغم حبي لهيكل.. واعترافي بأستاذيته.. لا أري لزوماً لإثارة هذا الموضوع الذي يفتقد إلي وثائق أو دليل، كما تعود أستاذنا دائماً أن يورد الحقائق في كتبه ومقالاته.. ولكنه اصبح في الفترة الأخيرة وبعد أن اعتزل الكتابة في سن الثمانين.. وتفرغه للاحاديث التليفزيونية التي اختص بها قناة الجزيرة القطرية أن يتحدث عن نفسه أكثر مما يتحدث عن الوقائع.. وتحليل الأحداث التي كان بارعاً فيها. الذي نعرفه أنه سبق للسيدة الدكتورة هدي جمال عبدالناصر أن رددت مثل هذه الشائعة.. وأشارت من بعيد إلي إمكان تورط السادات في موت والدها.. واتهمته بأنه كان عميلاً للمخابرات المركزية الأمريكية من واقع الوثائق الأمريكية.. ولكن رقية السادات.. دون غيرها من بنات السادات.. ودون أن تتحمس السيدة الفاضلة جيهان السادات حرم الرئيس الراحل للدخول في المعركة أو الدفاع عن زوجها انبرت رقية برفع قضية علي الدكتورة هدي عبدالناصر.. الأستاذة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.. وحكمت المحكمة بتغريم د. هدي 150 ألف جنيه تعويضاً علي إرسالها التهم جزافاً دون مستندات.. وقبضت السيدة رقية السادات المبلغ كاملاً.. وانتهي النزاع. الحقيقة في موت الزعيم الراحل جمال عبدالناصر لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالي.. وسبق أن ترددت الكثير من الشائعات حول موته.. منها أن مدلكه الدكتور علي العطفي.. والذي قبض عليه بعد ذلك بتهمة الاستخبار مع العدو الإسرائيلي والتجسس علي مصر قد دس السم في الكريم الذي كان يدلك به الرئيس جمال عبدالناصر.. والذي يتسرب إلي خلايا الجسد ويؤثر فيها.. ويؤدي إلي الوفاة بعد حين. وقيل أيضاً في شائعة مغرضة إن رجال جمال عبدالناصر أرادوا أن يتخلصوا من الملك حسين بعد مذبحة أيلول الأسود والتي دفعت إلي عقد مؤتمر القمة الأخير الذي سبق موت عبدالناصر بساعات.. فدسوا له السم في كوب برتقال وقدموه له ساعة وداعه بالمطار وكان جالساً مع الرئيس جمال.. ولكن تبدلت الأكواب واختلط الأمر وشرب عبدالناصر كوب البرتقال المسموم الذي كان سبباً في اصابته بالإعياء عند وداعه للشيخ عبدالله الصباح أمير الكويت آخر من ودعهم من الرؤساء والملوك والأمراء العرب في المطار.. وبعد ساعتين مات عبدالناصر في فراشه.. بأزمة قلبية كما قيل. رحمه الله- فالله سبحانه وتعالي سيكون حسابه له عسيراً يوم القيامة. رحم الله الزعيم عبدالناصر.. ورحم الله السادات.. كما أدعو الله أن يرحم الزميل الأستاذ الورداني ناصف.. الشاعر الرقيق الذي رحل عنا فجأة تاركاً في النفوس حسرة.. رحم الله الجميع رحمة واسعة.. آمين. سيد الهادي