برغم سعي الهيئة العامة للتعمير والاصلاح الزراعي علي تسليم الاراضي لاصحابها الا انها تفشل في انجاز ذلك بسبب نفوذ بعض واضعي اليد بالكيلو 61 مركز الحسينية بالشرقية. ان الصالح العام خط احمر لايمكن ان يتجاوزه احد واذا نظرنا إلي المشروعات العملاقة التي تبنتها الحكومة منذ اكثر من خمسين عاما نجد انها تتعلق بالصالح العام مثل مشروع: السد العالي منقذ مصر من الغرق والعطش ومشروع توشكا الذي نأمل ان يساعد في انماء مصر وازدهارها ومشروع سهل الطينة او شباب الخريجين بجنوب شرق بورسعيد ذاك المعزول بسبب قلة مياه الري ومشروع ترعة السلام وغير ذلك من المشروعات الحيوية التي تحقق خطوات ملموسة تجاه السلام الاجتماعي والامن الاستراتيجي ومع هذا كله يجب ان نضع نصب اعيننا حقيقة ثابتة اثبتتها التجارب مقولة: مصائب قوم عند قوم فوائد وهذا ما حدث بالفعل بعد شق ترعة السلام وتدفقها الي سيناء لقد اهدرت هذه الترعة آلاف الافدنة وضيعت الكثير من الاسر ولكن كل شيء فدا مصر وكل شيء يرخص من اجلها وبعد ان قامت الحكومة بنزع ملكية الاراضي من اصحابها قامت بدفع تعويضات مبالغ زهيدة لا تتناسب وحجم الاختلال الاجتماعي داخل الاسر المتضررة وتقاضي بعض الاسر التعويض المقدر ورفض بعض المتضررين قبض التعويض املا في الحصول علي قطع ارض مماثلة وليكن في سيناء او سهل الطينة او اي بقعة مصرية فإذا كانت الحكومة قد فعلت ما فعلت من اجل احياء سيناء وانشاء بنية تحتية لابناء مصر هنالك شيء يهون والصالح العام اوجب ولكن مع الحفاظ علي اصحاب الحقوق والنظر اليهم بعين الرأفة فهم الذين فتحوا قلوبهم للصالح العام ورحبوا بترعة السلام ولم نسمع ان ادحهم تعرض للدولة اثناء عملية نزع الملكية ومضي عشرون عاما والمتضررون يعيشون علي امل الحصول علي ارض مماثلة تعويضا لهم عما لحق بهم من ضرر والحال كما هو عليه والهيئة العامة للتعمير والاصلاح الزراعي التابعة لوزارة الزراعة عاجزة عن حماية اصحاب الحقوق المتعاقدين معها بموجب عقود شراء موثقة وهذه الهيئة هي الممثل القانوني للدولة بصفتها الطرف الاول البائع والتي يجب عليها ان تنفذ ما اتفق عليه مدعومة بالقوة اللازمة، والحق يقال: فبرغم سعي الهيئة العامة للتعمير والاصلاح الزراعي علي تسليم الاراضي لاصحابها الا انها تفشل في انجاز ذلك بسبب نفوذ بعض واضعي اليد بالكيلو 61 مركز الحسينية بالشرقية وقيامهم بعمل اشكال في التنفيذ وهذا الاجراء لا يمكن للهيئة ان تتخطاه. ولكن يلزم الامر ان تتصدي له بطريق قانوني من خلال محاميها بعمل اشكال في الاشكال وبهذا يمكن لها ان تخرج واضعي اليد من حلبة الصراع ويبقي الامر في قبضة قوات الامن القادرة علي اخراج المتسللين بموجب حكم المحكمة الادارية بأحقية المتضررين اصحاب العقود بتسلم الارض وتنتهي المشكلة علي هذا النحو ويقول الاستاذ عبدالغني ابراهيم محمد أحد المتضررين: لما جاءت ترعة السل وشقت اراضينا في دمياط في قرية اولاد حمام رحبنا بها طالما انها مصلحة للبلد وحصلنا علي موافقات من الدكتور يوسف والي وزير الزراعة آنذاك ونحن الان نعيش علي امل ان تسلمنا الهيئة ارضنا. ويستطرد قائلا بأننا منذ سنوات طويلة ملاك لاراض وليس لنا باع في العمل الحرفي او التجارة فقال بأنهم يعيشون علي دخل الارض الزراعية وبفقدانهم هذه الارض لايمكن لهم ان يعيشوا حياة كريمة بعد ان كانوا يعيشون في بحبوبة من العيش. ان الكيلو 61 المذكور يعتبر بارقة امل له ولاخوته ولآخرين نزعت اراضيهم امام عيونهم وهم يعيشون آملين ان تنصفهم الدولة في وضع ايادهم علي الارض وكلهم رغبة في احيائها. وختم كلامه بأنها مسألة حياة او موت بالنسبة له ولعائلته، والسؤال لماذا لم تنهض الهيئة العامة للتعمير وتسارع في انقاذ هؤلاء المتضررين حقنا للدماء التي يمكن ان تراق مع العلم ان واضعي اليد هؤلاء ممن يحملون السلاح ويجوبون هذه المساحات الشاسعة بلا رادع لوجودهم. من الممكن ان يروح ضحيتها اناس لاذنب لهم سوي انهم حلموا بقطعة ارض يستصلحونها وتكون عونا لهم وعوضا عما فقدوه للصالح العام، إننا نأمل ان يقول السيد الرئيس محمد حسني مبارك قائد مسيرة التنمية كلمته في هذا الصدد ومن لنا غير سيادته في هذا الامر الذي لانعرف اوله من آخره. لقد كان لترعة السلام نصيب الاسد في تغيير شكل الخارطة الجغرافية في دمياط بل في قطاع كبير من جغرافيا مصر ناهيك عما احدثته من تكهنات سياسية حول ما كان وما سيكون والي اين تمر والكلام الساذج الذي نعتبر معظمه مهاترات كان لترعة السلام ان تخرج من مكان يسمي (التينة) او المكان المعروف في فارسكور باسم (كفر ابوعظمة) ولكن لسبب لست اعرفه تزحزح مكانها ناحية الشرق وكتب لها ان تشق قرية (العادلية) مركز دمياط علي بعد امتار من منزل رائد الاقتصاد المصري محمد طلعت حرب ففي نفس المكان الذي حضر اليه لعمل نقاهة بعد ان نصحه الاطباء فكانت علي موعد مع الرجل الاقتصادي الاول الذي تسبب في تواجد مصر دوليا وكتب لها في ذاكرة التاريخ ان رأس مال بنك مصر كان يكفي لان تستدين منه دول عظمي في العالم اوانئذ لاتستغرب كلامي فترعة السلام تمر علي بعد ثمانية امتار من مرفأ استجمام محمد طلعت حرب وسبحان الله، دوام الحال عن المحال ها هو البيت تغيرت معالمه وصار ملكا لعائلة قابيل احدي العوائل الكبيرة ولاعجب في ذلك فالكل يتغير نتمني ان تسعي الحكومة بكل جهدها وان تحقق للمتضررين مطلبهم في الحصول علي الارض البديلة وصدقوني لو حدث يوما واقتضت الضرورة عمل مشروعات علي تلك المساحات ومع نفس الاشخاص. فلن يمتنعوا عن الموافقة لانها مصر ولانها الوطن واي شخص يمكن ان يحيا بدون وطن.