هل ترشح عصام العريان أمام سعد الكتاتنى بداية منافسة انتخابية حقيقية أو صراع بين الكبار فى حزب الحرية والعدالة؟ هذا هو السؤال الذى فرض نفسه فى الأوساط السياسية عقب ترشح قطبين من الإخوان فى إجراء غير مسبوق داخل جماعة الإخوان.. لقد بدأ الدكتور سعد الكتاتنى الخطوة الأولى .. بسحب أوراق الترشح لرئاسة حزب الحرية والعدالة خلفا للمنصب الشاغر عقب انتخاب الدكتور محمد مرسى رئيساً للبلاد وهو ما اعتبر مفاجأة نظراً لعدم ورود اسمه فى الأسماء المتداولة فى الإعلام والأوساط الحزبية حيث كانت كل المؤشرات تشير أن د. عصام العريان هو الأقرب لرئاسة الحزب. ان ترشح »الكتاتنى« ليس له إلا تفسيرين الأول أن يكون تمت الموافقة عليه من قبل »الجماعة« وتمت مباركة ذلك من الهيئة العليا أو شورى الإخوان أو أنه اتخذ القرار دون الرجوع إلى أحد ليغلق الطريق أمام الآخرين ويضع الإخوان فى مأزق بفرض الأمر الواقع . ولكن بعد يومين من قرار الكتاتنى فؤجئنا بقيام »العريان« أيضاً بسحب أوراق الترشح وهو ما رآه كثيرون بأنها مفاجأة من العيار الثقيل. إذن فالقطيبان الكبيران أصبحا وجها لوجه .. وهذا يعنى ان الصراع والخلافات بدأت فى »الإخوان« فلو كان »الكتاتنى« حصل على موافقة الجماعة ومباركة المرشد ما كان أحد من »الكبار« رشح نفسه أمامه وان يتم الدفع بأسماء صغيرة للترشح وذلك لإظهار الوجه الديمقراطى للانتخابات رئاسة الحرية والعدالة أمام الرأى العام . رغم أن أحدآص منهما لم يقدم أوراق الترشح إلا أنه يسود حالة من الترقب والارتباك سواء داخل »الجماعة« أو خارجها خاصة الأحزاب السياسية.. والذى سيحسم هذه الحالة التقدم بأوراق الترشح لو فعلها كلا من الكتاتنى والعريان يصبح الصراع حقيقة وليس مناورة . .. وهنا سيحدث الانقسام داخل الجماعة بين فريقين الأول المدعوم بموافقة مكتب الارشاد وسيكون معه الأغلبية والثانى الذى تمرد ومعه أنصاره ومؤيديه .. وهذا يدفعنا إلي القول بأن سيناريو ابوالفتوح سوف يتكرر ولكن هذه المرة سيكون له مردوداً أوسع نظراًَ لقوة ومكانة كل من العريان والكتاتنى لدى الجماعة. نحن ننتظر ما سيحدث خلال الأيام القليلة المقبلة .. وسوف تظهر الحقيقة لأننى أعتقد انه ستجرى محاولات لعلاج واحتواء الأزمة قبل تفجرها.. فالإخوان حالياً أكثر حرصاً على التوحد ولم الشمل من أى وقت آخر فى ظل هجوم حاد تشنه القوى السياسية المختلفة ضدهم واستعدادات انتخابية عبر تحالفات لمواجهة »الحرية والعدالة« فى معركة مجلس الشعب والتى من المتوقع ان تكون شرسة وعنيفة.