من نص هذا البيان، الذي أصدرته وزارة الخارجية، الخميس الماضي، يمكنك بسهولة، الوقوف علي أمرين، الأول هو معدن هذا الشعب الأصيل، حين يختلف قطاع عامل بالدولة من أبنائه، مع حكومته، والثاني هو يقظة ضميره الوطني في أسوأ الظروف الفئوية، فلا يبيع بدينه دنياه، بإسم "الكادر"، وإن كان الأخير من حقه، لكن ليس علي حساب المرضي!! بشيء من التفصيل، طلبت دولة غانا، من مصر، وبشكل عاجل، إرسال أطباء في كافة التخصصات، لسد عجزمفاجيء في المستشفيات والعيادات ، نتيجة اضراب عام بين الأطباء هناك. ولما كانت أوضاع المرضي والمصابين، قد تدهورت، نتيجة طول فترة الإضراب، وجه سامح شكري وزير الخارجية، بقيام الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، بتمويل إرسال 30 طبيبا ، من مختلف التخصصات بصورة عاجلة الي دولة غانا، بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان. وبعيدا عما يمكن القول به في مثل هذه الظروف، وما تعكسه من إلتزام مصر الدائم بالوقوف الي جوار الدول الشقيقة في القارة الافريقية ، فقد أجدني مضطرا لتذكيرك بموقف عموم الأطباء المصريين، خلال النصف الاول من العام الماضي، فعلي الرغم من إعلان النقابة العامة للأطباء ، الإضراب عن العمل يومي الإثنين والأربعاء من كل أسبوع، للضغط علي الحكومة، وتطبيق كادر الأطباء، والحد الأدني للأجور، وتحسين المستوي الطبي وتوفير كافة المستلزمات الضرورية للمستشفيات التي ستخدم المرضي، غير أن نسبة التفاعل مع الدعوة للإضراب، وإن كان جزئيا، بلغت 12% فقط، من عدد مستشفيات مصر، حيث لم تشارك 451 مستشفي، من إجمالي 514، فضلا عن مقاطعة 8 محافظات علي مستوي الجمهورية تماما. يعني كل ذلك، أن الأطبا ء المصريين، رفضوا الإضراب، رغم كامل حقهم فيما يطالبون به، حتي أن المستشفيات التي أضرب فيها من أضرب، لم يترك أطباؤها، أقسام الإستقبال والطواريء والعيادات الخارجية والحروق وغيرها عملهم بها. أما في غانا، فحين دعت نقابة الأطباء– قبل أيام- هناك، وبلا رحمة، لإفراغ المستشفيات، ورفض علاج المرضي الحاليين، أواستقبال مرضي جدد، علي الرغم من ضغوط الحكومة وقادة الدين، لإثنائهم عن الإضراب ومواصلة العمل، استجاب الأطباء الغانيون للدعوة اللاإنسانية، معلنين عدم الرجوع إلي عملهم، حتي تتحقق مطالبهم الفئوية، من بدلات سكن، وملابس، ووقود، ورفع أجور العمل الإضافي، والحق في استيراد سيارات معفاة من الضرائب، وأكثر من ذلك بكثير، مصرين علي تمديد إضرابهم أسبوعين آخرين، في تحد للدولة، واستهانة بآلام المرضي، دون وازع من ضمير، ودهسا لقسم "أبقراط" الطبي، بنعال الكادر اللعين!! This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.