مصر التى فى خاطرى وفى فمى.. أحبها من كل روحى ودمى يا ليت كل مؤمن بعزها يحبها حبى لها.. بنى الحمى والوطن من منكم يحبها مثلى انا نحبها من روحنا ونفتديها بالعزيز الأكرم من عمرنا وجهدنا.. وهكذا عبرت مصر المستقبل الخميس الماضى فى نفس توقيت عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف المنيع وهزيمة العدو الصهيونى واستعادة الارض والعرض فى أكتوبر 1973.. وبدأت الملاحة فى قناة السويس الجديدة وسط أفراح عارمة غمرت كل ربوع الكنانة وامتدت الى العالم كله شرقا وغربا وشدا الجميع باسم مصر.. لقد فرضت (القناة الجديدة) واقعا جديدا ليس فى مصر بل فى المنطقة العربية والشرق الأوسط.. واقعا يعيد حسابات وموازين القوى وخرائط الصراع والتنافس والتكامل والتحالفات.. وحيث دخلت مصر عبر القناة الجديدة نادى الكبار فيما تتأهل وتتأهب لتصبح نمرا اقتصاديا وقبلة للاستثمارات العالمية.. فإن هيكلة الدولة المصرية غدا خيار استراتيجي لامناص.. يتعين أولا الوقوف على حقيقة ومركز وثقل الدولة لاستبيان مواطن القوة وثغرات الضعف على كل المستويات والأصعدة فى الداخل والخارج كخطوة اولى لإعادة هذه الهيكلة.. وفى ظنى فإن هناك تساؤلات حائرة فى الشارع المصرى تبحث عن اجابة تدعم ثقة عادت وتعزز الوطنية والولاء للوطن ليستكمل الشعب المسيرة.. الشارع يريد ان يعرف حقيقة علاقة رجال أعمال نظام مبارك بالدولة ومؤسساتها خصوصا قيادات الحزب الوطنى المنحل وما اذا كانوا يعودون يتصدرون المشهد السياسى والاقتصادى وما اذا كانت ستذهب التنمية فى صالحهم على حساب عامة الشعب.. الشعب يريد معرفة مدى جدية مكافحة الفساد وهناك طابور خامس فى كل الجهات الحكومية..الشارع يريد ان يطمئن الى عدالة توزيع الدخول والثروة الشارع يريد ان تسود معايير الكفاءة والمهنية والوطنية لا المحسوبية والوساطة فى اختيار القيادات بالدولة.. وللحديث بقية حفظ الله الوطن.