فى الوقت الذى حلقت فيه الثلاثاء الماضى فى سماء القاهرة اول ثلاث طائرات من 24 طائرة "رافال" اشترتها مصر من فرنسا فى فبراير الماضى في سماء القاهرة فوق الاهرامات ونهر النيل ضمن سرب ضم 11 طائرة مقاتلة اخرى ارتفعت أكف المصريين وهاماتهم الى عنان السماء تدعو الله أن يكلل خطوات الجيش المصرى بالنجاح فى القضاء تماما على جذور الارهاب وابتهاجا بالحدث الذى يساهم وبشكل كبير فى زيادة قوة سلاح الجو المصرى وتعزيز قدرات الجيش المصري في مواجهة التهديدات الخارجية والداخلية كما يحتاجها الجيش فى مواجهاته مع التنظيمات الإرهابية فى شمال سيناء والمحافظات الاخرى بالإضافة إلى تأمين قناة السويس التي تعد أهم شريان ملاحي في العالم فضلاً عن أنها تعتبر أهم مورد إقتصادي لمصر. ومن الواضح أن هذه الخطوة تبين أن القيادة العسكرية المصرية تعبر تماما عن استقلال القرار السياسي علاوة على أن هذه الصفقة تأتي تعبيرا عن رغبتها في تنويع مصادر تسليح الجيش والحصول على أحدث وأقوى نظم التسلح التى تواكب المهام القتالية فى البيئة المصرية كما تبين هذه الخطوة أن هذه القيادة تتمتع برؤية صائبة وبفكر عسكرى متميز ملم بكل مايجرى فى المنطقة من أحداث جسام لابد أن يكون مستعدا لمواجهتها وقت اللزوم خاصة وأن عددا من أجهزة الاستخبارات الاقليمية والدولية تواصل التآمر على مصر علاوة على ادراك هذه القيادة وايمانها بأن العالم لايعترف الا بالقوة ومن أجل ذلك تسعى مصر دائما لدعم قدراتها الدفاعية ومراقبة حدودها الغربية والشرقية وعلى امتداد حدودها من خلال الأجهزة المتطورة التى تعاقدت عليها مؤخرا وذلك فى الوقت الذى أثنى فيه الخبراء العسكريين على هذه الطائرة "الرافال" المقاتلة وقالوا انها تتميز بقدرتها على إنجاز مهام متعددة منها الإستطلاع عن بعد للكشف عن الوحدات المعادية الجوية والأرضية والقيام بأعمال بجمع المعلومات علاوة على القيام بمهام الدفاع الجوى والقصف الجوى الدقيق للأهداف كما أنها تستطيع الهجوم على القطع البحرية حيث تمتلك ميزة البصمة الرادارية المنخفضة و البصمة الحرارية المنخفضة جدا. وليس هناك شك فى أن جميع القوى الوطنية والشعبية فى مصر تدرك أن القوات المسلحة فى يقظة تامة وتقوم بدورها الوطني داخل البلاد لمكافحة قوى التطرف والإرهاب وتأمين الحدود على كافة الإتجاهات الإستراتيجية ودعم جهود الأمن والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتبذل الغالى والنفيس دفاعا عن الوطن المصرى بل وعن الدول العربية الشقيقة وفى سبيل ذلك تعمل على تطوير قدراتها التدريبية والقتالية وأسلوب التعامل مع الأهداف المعادية واضافة نظم التسليح الجديد لقواتها لتحقق لمصر التوازن في سلاح الجو مع إسرائيل لاسيما وأن أميركا قد منحتها الطائرة "إف 35". وأعتقد أن صفقات الأسلحة الجديثة وغيرها من التعاقدات العسكرية الجديدة سواء مع فرنسا أو مع روسيا تبعث برسائل إلى أميركا وإسرائيل والتنظيمات الإرهابية معا خاصة وأنه وعلى مدى أكثر من أربعين عاما كانت أمريكا تتحكم في تزويد الجيش المصرى بالأسلحة منذ توقيع اتفاق كامب ديفيد بما يضمن التفوق العسكري الإسرائيلي على دول المنطقة وبعد ثورة الثلاثين من يونيو 2013 التي أطاحت بنظام حكم محمد مرسي لم تعد مصر تطمئن إلى أميركا لاسيما بعد تجميد امريكا للمساعدات العسكرية لمصر وانحيازها الواضح ودعمها لجماعة الإخوان بحيث أصبح لا يمكن الإعتماد عليها كليا في تسليح الجيش المصري فى ظل تعدد الأخطار التي تهدد الأمن القومي المصري والعربي.