تسلمت مصر منذ ساعات الدفعة الأولى من طائرات "الرافال" الفرنسية متعددة المهام من الجيل "الرابع والنصف"، والتى تعد الأحدث فى فرنسا، وتنتجها شركة "داسو أفياسيون"، فى توقيت يتزامن مع توقيع الإتفاق النووى الإيرانى من ناحية، وتطور عمليات الإرهاب نوعيا فى شمال سيناء وباقى محافظات مصر من ناحية أخرى، إلى جانب قرب أنطلاق القوة العربية المشتركة، المتوقع أن يعلن عنها فى 27 يوليو الجارى. فى البداية قال اللواء حسام سويلم، رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا، إن "الرافال" طائرة مقاتلة من الجيل الرابع تتميز بقدرتها على إنجاز مهام متعددة، فى مقدمتها قدرتها على القيام بأعمال جمع المعلومات والإستطلاع عن بعد؛ للكشف عن الوحدات المعادية الجوية والأرضية، كما تقوم أيضا بمهام الدفاع الجوى والقصف الجوى الدقيق للأهداف، بالإضافة إلي أنها تستطيع الهجوم على القطع البحرية والقصف النووى، حيث تمتلك ميزة البصمة الرادارية المنخفضة و البصمة الحرارية المنخفضة جدا. وأضاف سويلم إننا الآن فى عصر الحروب عن بعد، والتى تعرف بالحرب الأليكترونية، وهو ما حدث فى عملية "عاصفة الحزم"، حيث قصف الطيران السعودى معاقل الحوثين فى اليمن ونجحت طائرات التحالف العربى فى هزيمتهم، كما نجحت القوات الجوية المصرية فى توجيه ضربة موجعة لتنظيم داعش الإرهابى فى ليبيا بنفس الطريقة، مشيرا إلى أن الطائرة الفرنسية تمتلك الأنظمة الألكترونية والملاحية المتطورة، ولديها القدرة على الهجوم الصامت والقيام بعمليات إسكات الدفاعات الجوية واختراق العمق المعادى بفضل منظومة الحرب الإلكترونية، التى تحدثت عنها. وأوضح الخبير العسكرى أن الرافال هى ما يحتاجه الجيش المصرى فى مواجهاته مع التنظيمات الإرهابية فى شمال سيناء وباقى المحافظات، مضيفا أنها الأنسب للتحالفات العسكرية العربية، ولتسليح القوة العربية المشتركة، لأن تلك التحالفات منوط بها التصدى للميلشيات المسلحة فى المنطقة، خاصة المدعومة من إيران. متوقعا أن يحاول نظام الخومينى إستعراض عضلاته، بعد توقيع الاتفاق النووى، بتكثيف دعمه للتيارات الموالية له؛ للتحرش بالدول العربية، ومشددا على قدرة تلك النوعية من الطائرات المتطورة على التصدى لجميع الأخطار، بما فيها الصواريخ والقصف النووى. ومن جانبه قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد أستاذ العلوم العسكرية، إن القوات خفيفة الحركة سريعة الإنتشار التى تحارب الإرهاب والمليشيات المسلحة بشكل عام، هى قوات الصاعقة والمظلات، وتحتاج للطائرات لكى تغطى تحركاتها داخل الأراضى الجبلية والمدقات الوعرة، ولكى ترصد أوكار الإرهابيين داخل مخابئهم، من خلال عمليات المسح والتمشيط. وأضاف أستاذ العلوم العسكرية إن العمليات الإرهابية النوعية التى تعرضت لها مصر فى رمضان المنقضى، تكشف عن تلقى التنظيمات دعم خارجى أحدث تطور نوعى فى مستوى التسليح والتدريب والتنفيذ، مشيرا إلى أن مواجهة هذا النوع من الإرهاب يستغرق وقتا، ويحتاج إلى طائرات مقاتلة متطورة، مثل طائرات الإف 16 الأمريكية، والرافال الفرنسية، و السوخوى الروسية، لافتا إلى أن تلك الطائرات لديها القدرة العالية على الرصد الرادارى ومهاجمة عدة أهداف فى آن واحد، بإستخدام الأسلحة الذكية. وأوضح الخبير الإستراتيجى أن أمريكا تفرض قيودا على تصدير مثل هذه الطائرات للدول العربية، كما أنها تلوح من آن لآخربتعليق المعونات العسكرية لمصر، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة أخذت تعهد على السعودية قبل أن تسلمها طائرة الإف 15، ولكن دولا أخرى مثل روسياوفرنسا والصين لا تفرض قيودا على تصدير سلاحها للمنطقة. وشدد فؤاد على أن القوات المسلحة المصرية مهتمة بالحصول على مثل هذه الطائرات المتطورة، وكذلك نظم الصواريخ الروسية، ولكن وفقا للقدرة الإستيعابية للجيش وإستراتيجيات التسلح والتدريب المحسوبة بدقة. مؤكدا على أن الجيش المصرى يهتم بالحصول على أحدث وأقوى نظم التسلح التى تواكب المهام القتالية فى البيئة المصرية، وهناك دول أخرى تعاقدت على الرافال بعد أن تعاقدنا، مثل الهند وقطر؛ لأن العالم مهتم بالإستفادة من تجربة مصر فى التصدى للإرهاب داخيا وخارجيا، خاصة بعد تنفيذ فكرة القوة العربية المشتركة، التى دعا إليها الرئيس السيسى فى القمة العربية بشرم الشيخ، والتى يتم الآن إعدادها.