بعد كل عملية إرهابية تشهدها سيناء، وتنتهى بإنتصار القوات المسلحة الباسلة على العصابات التكفيرية المجرمة، تؤكد مصادر أمنية أن طائرات الأباتشى المقاتلة، تكثف من طلعاتها الجوية بمدن محافظة شمال سيناء، وخاصة "العريش ورفح والشيخ زويد" والطرق والمدقات؛ بهدف رصد السيارات والدرجات المجهولة والتعامل معها وفق ما يقتضيه الأمر. كما تقوم القوات الجوية بتأمين سماء سيناء بشكل كامل، وتوفر تغطية محكمة للقوات البرية التى تمشط المنطقة، ومن هنا تظهر علامات إستفهام حول طبيعة تسليح القوات التى تتصدى للإرهاب، وهل تعتمد فقط على طائرات الأباتشى والإف 16 الأمريكية، وما هى بدائل تلك الطائرات، التى تتعاقد عليها مصر حاليا، وما هى طبيعة قوات الإنتشار السريع التى تقاتل فى سيناء، والتى سوف تكون نواة للجيش العربى المشترك.
فى البداية قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد أستاذ العلوم العسكرية، إن القوات خفيفة الحركة سريعة الإنتشار التى تحارب الإرهاب، هى قوات الصاعقة والمظلات، وتحتاج للطائرات لكى تحمى تحركاتها داخل الأراضى الجبلية والمدقات الوعرة.
لافتا إلى أنه إبان العملية الإرهابية الأخيرة قال إن العناصر الإرهابية لا تستطيع خوض مواجهة مباشرة مع القوات؛ لأنه بمجرد وصول دعم الطيران سيحسم الأمر لصالح القوات، وهو ما ذكره المتحدث العسكرى، بعد إنتهاء العملية.
وأضاف أستاذ العلوم العسكرية إن تلك العمليات النوعية، تكشف عن تلقى التنظيمات دعم خارجى أحدث تطور نوعى فى مستوى التسليح والتدريب والتنفيذ، مشيرا إلى أن مواجهة هذا النوع من الإرهاب يستغرق وقتا، ويحتاج إلى طائرات مقاتلة متطورة، مثل طائرات السوخوى 30 الروسية ذات القدرة العالية على الرصد الرادارى ومهاجمة عدة أهداف فى أن واحد، بإستخدام الأسلحة الذكية، وكذلك طائرات التدريب "باك 130 "، التى تحاكى طائرات الجيل الرابع والخامس التى تنتمى إليها اف 15 الأمريكية.
وأوضح الخبير الإستراتجيى أن أمريكا تفرض قيودا على تصدير مثل هذه الطائرات للدول العربية، حيث أخذت تعهد على السعودية قبل أن تبيع لها الإف 15، ولكن روسيا لا تفرض قيودا على تصدير الأسلحة للمنطقة، مضيفاً أن القوات المسلحة المصرية مهتمة بالحصول على مثل هذه الطائرات الروسية، وكذلك أنظمة الصواريخ الروسية قصيرة المدى، مثل أنظمة بوك وتوم إم وان، والتى تستخدم فى محاربة الإرهاب، لافتا إلى أن الحصول عليها يتم وفقا للقدرة الإستيعابية للجيش وإستراتيجيات التسليح والتدريب المحسوبة بدقة، مشددا على أن الجيش المصرى يهتم بالحصول على أحدث وأقوى نظم التسلح التى تواكب المهام القتالية فى البيئة المصرية.
ومن جانبه قال اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى والإستراتيجى أن هذه العمليات تهدف لإجهاض مشروع الجيش العربى المشترك، الذى أعلن الرئيس السيسى عن بدأ إنطلاقه فى يوليو الجارى، والذى قلت منذ البداية أنه يجب توجيهه لمحاربة الخطر الداعشى والإرهاب المتأسلم، لأنه أشد خطورة على مصر والدول العربية من الميلشيات الشيعية والحوثية.
وأشار مسلم إلى ضرورة توجيه الجيش العربى المشترك لمواجهة التنظيمات التكفيرية والمتأسلمة فى ليبيا وسوريا والتى تقوم بتصدير الإرهابيين إلى مصر، وعلى الجيش العربى أن يواجه الكيانات والتنظيمات الدولية العابرة للقارات، مثل تنظيم داعش، الذى يدعم الإرهاب من مصر والسعودية والخليج إلى دول المغرب العربى وصولا لنيجيريا، ويعبر البحر المتوسط إلى أوروبا.