لا يستطيع مشاهدتها سوي النخبة ممن يقدرون علي سداد الالتزام المادي لها والسؤال هو ما هو الذي قدمته قنوات اوربت للإعلام المصري العصر الفضائي الذي نعيشه الآن في ظل ما نواجهه في الإعلام في حاجة ماسة إلي ضوابط وتشريعات تكون بمثابة القانون القابل للتطبيق وليس مجرد عبارات مطاطة يسهل التحايل عليها مع الحفاظ علي حرية الرأي والتعبير طالما كانت تتوافق مع معايرنا الإعلامية وقيم مجتمعنا، فالفضائيات بصفة عامة أصبحت تسعي خلف الربح المادي دون النظر إلي ما يقدمونه، كما أصبحت برامج التوك شو التي تطل علينا ليلاً ونهاراً مثل مسلسلات رمضان أصبحت هي الشغل الشاغل للفضائيات لأنها هي المصدر الرئيسي لجذب الاعلانات، ومقدمو هذه البرامج للأسف تصوروا انفسهم نجوما فوق الجميع يصنعون الرأي العام ويوجهونه إلي ما يخدم اهدافهم أو أهداف القناة وبلغت درجة الانتفاخ ببعضهم إلي تصور أنه أصبح قادراً علي ادائه ومهنيته وقد تؤدي هذه البرامج إلي تعميق هوة الخلاف في قضايا ما وقد حدث بالطبع ذلك أو لنشر أفكار هدامة أو لإثارة الرأي العام علي قضية ما أو حادث فردي هنا أو هناك. وما اثير مؤخراً عن قنوات أوربت أو ما سمي بأزمة قنوات اوربت مع مدينة الإنتاج الإعلامي وما تناولته وسائل الإعلام المختلفة والتحليلات من هنا وهناك فنجد أن الأمر في مجمله لا يعدو كونه خلافاً بين شركتين أو بالاحري عقد بين طرفين لم تلتزم به احداهما مما دعا الأخري إلي فسخ هذا التعاقد وهذا حقها ولا ينبغي بأي حال من الأحوال إعطاء الأمور أكبر من حجمها ولا أحد ينكر أن الأزمات المالية بين شركة اوربت ومدينة الإنتاج الإعلامي مستمرة منذ عدة سنوات لعدم السداد في المواعيد أو لعدم وجود سيولة مالية في معظم الاحيان ويتم حل هذه الأزمات علي مدار السنين بالمفاوضات تارة وبالانذارات أخري إلي أن طفح الكيل بإدارة المدينة من تعامل مسئولي اوربت باستخفاف مع انذاراتهم لهم بضرورة الوفاء بالتزاماتهم المادية في مواعيدها المقررة ولكن ما يحدث هو تأخير مستمر للسداد وتجاهل مستمر للانذارات والأزمة الحالية تدعونا للتوقف قليلاً أمام قنوات اوربت التي لا يعرفها معظم أبناء الشعب المصري نظراً لأنها شبكة مدفوعة لا يشاهدها إلا من يقدر علي سداد اشتراكها وبالتالي لا يستطيع مشاهدتها سوي النخبة ممن يقدرون علي سداد الالتزام المادي لها والسؤال هو ما هو الذي قدمته قنوات اوربت للإعلام المصري وما هي الإضافة التي اضافتها مقارنة بمثيلاتها من القنوات المفتوحة؟ فعلي مدي تاريخ اوربت معظمنا لم يعرفها ولم يسمع عنها إلا من خلال برنامج علي الهواء الذي كان يقدمه القطب الإعلامي الكبير عماد الدين أديب، ولكن بعد أن ترك الإعلامي الكبير عماد أديب اوربت فقد هذا البرنامج رونقه وأصبح مثله مثل أي برنامج آخر في اية قناة مفتوحة والبرنامج الآخر هو برنامج القاهرة اليوم وهو برنامج له مدرسة خاصة فهو دائماً يهاجم ما يتكلم عنه ودائماً صوته عال ولكن لا يعبر إلا عن وجهة نظر مقدميه إلي أن يتم اكتشاف صوابها أو خطأها فالخلاصة أن قنوات اوربت لم تقدم شيئاً يعتبر إضافة للإعلام إلا برنامج علي الهواء في الحقبة التي تكلمنا عنها أما فيما عدا ذلك فهي مثل أي قناة مفتوحة أخري لم تقدم جديداً وهذا يجعلنا نطرح لماذا هذه الضجة حول اغلاق ستوديوهات اوربت؟ والسؤال الثاني هل تأخرت قنوات اوربت عن سداد مستحقات من يعملون لديها وبالذات مقدمي برامجها فلماذا ننكر حق مدينة الإنتاج الإعلامي في الحفاظ علي مستحقاتها ومديونياتها واختيار من يعمل لديها من قنوات من عدمه للحفاظ علي استثمارتها وخاصة أنها شركة مساهمة تتطلع دائماً إلي الربح لا الخسارة واللهث دائماًَ للحصول علي حقوقها للحفاظ علي مصالح المساهمين فهذا حق مشروع طالما لم يؤد الطرف الآخر تعهداته بما يضمن هذه المصالح.