أكد مصدر مطلع على ان النظام التركي برئاسة أردوغان استطاع أن يخفي الوجه الحقيقي لسياسته الخارجية وأهدافه تجاه إسرائيل أمام الرأي العام العربي خلال السنوات الماضية خاصة ما قبل سقوط الإخوان في مصر وظهور السياسة التركية على حقيقتها، ومازالت تتكشف الحقائق والدلائل على الدور الانتهازي والميكيافلي لتركيا في المنطقة من خلال العديد من الوقائع التي تثبت تآمر النظام الإخواني في تركيا على الدول العربية في إطار مخطط التفكيك وإثارة الحروب الطائفية في المنطقة. ويعد من أحدث الدلائل على الوجه الحقيقي لتركيا هو ما تأكد في الآونة الآخيرة عن إتصالات سرية مكثفة ودورية بين نظام أردوغان وإسرائيل في إطار محاولات أردوغان تطبيع علاقاته مع إسرائيل، وهو الأمر الذي كشفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بعقد لقاء سري بين مدير عام الخارجية التركية ونظيره الإسرائيلي دوري جولد في إيطاليا. وأشار المصدر ان فى الوقت الذي تتشح فيه تركيا وأردوغان برداء المبادئ وإدعاء الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ورفض الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، فقد هدف الاجتماع السري بين المسئول التركي ونظيره الإسرائيلي طبقا لما نشر في وسائل الإعلام إلى تسوية العديد من القضايا الخلافية القائمة بين البلدين في ظل سعي أردوغان إلى إعادة العلاقات إلى سابق عهدها بين البلدين في الوقت الذي تفرض فيه الأوضاع في كل من سورياوالعراق تحديات تستدعي إعادة فتح قنوات التشاور والتنسيق بين البلدين. ويثير مثل هذا اللقاء عدة علامات استفهام حول سبب السرية المحيطة به، فلو أن تركيا تسعى حقا لتسوية خلافاتها مع إسرائيل باعتبار أن البلدين بينهما علاقات دبلوماسية واعتراف متبادل، فلماذا حرصت على السرية في عقد الاجتماع؟ هل من الديمقراطية أن يعقد هذا الاجتماع بصورة سرية حتى لا يعرف الشعب التركي ونواب البرلمان ما دار فيه؟ أم أن الاجتماع يتضمن تفاهمات سرية حول موضوعات مرفوضة من الشعب التركي؟ فأين الديمقراطية التي يتشدق بها النظام الإخواني في تركيا؟ أم هي السرية التي اعتادت عليها جماعة الإخوان في كل دولة ومكان، كما لو أن تلك الجماعة الإرهابية لا تعرف سبيلا للعمل الشرعي العلني أبدا سواء كانت جماعة أو حكومة يفترض أنها شرعية تعمل وفق دستور وقوانين. أما بالنسبة للتحديات التي قيل أنها كانت الدافع وراء اتجاه البلدين لتسوية خلافاتهما، والتي تتمثل في الأوضاع في سورياوالعراق، فلا يخفى على أحد الدور السلبي والمتآمر لتركيا ضد الدولتين في ظل دعمها لتنظيم داعش الإرهابي، وهو ما أكده حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، والذي أتهم الحكومة التركية بدعم تنظيم داعش الإرهابي لشن الهجوم الذي تعرضت له بلدة كوباني (عين العرب) شمال سوريا. ويأتي الدور التركي المتآمر في ظل إستراتيجية تفتيت الدول العربية من خلال إثارة النعرات والحروب الطائفية. وقد يستغرب البعض هذا الدور السلبي لتركيا في ظل إدراك الجميع أن سياسة التفتيت ستؤدي لظهور دولة كردية في شمال العراقوسوريا سوف تشكل عامل جذب لأكراد تركيا، مما يعني تهديدا مباشرا لوحدة الأراضي التركية، إلا أن هذا الخطر لا يعني نظام أردوغان من قريب أو بعيد في ظل أحلامه بتأسيس الخلافة التي تحقق له مجده الشخصي دون أدنى اعتبار لمصلحة الشعب التركي واستقراره وأمنه، وتلك هي طبيعة الجماعات السرية التي تُعلي من مصلحة التنظيم وأيديولوجيته فوق الدولة الوطنية. أما بالنسبة لإسرائيل فهي بالطبع مستفيدة من تفتيت الدول العربية وانشغال العرب بالحروب الطائفية التي حتما ستقضي عليها إذا اشتعلت. وبالرغم من أن البعض قد يندهش من وجود تلك العلاقة السرية بين تركيا وإسرائيل، إلا أن المتابع لتلك العلاقة سوف يكتشف أنها لم تنقطع أصلا حتى في أعقاب حادث الاعتداء على السفينة "مافي مرمرة" في عام 2010 أثناء قيامها بإيصال مساعدات إلى قطاع غزة في ذلك الوقت. فقد استمرت العلاقة بين تركيا وإسرائيل على المستوى العسكري والتجاري والسياحي بين البلدين، بينما تظاهر أردوغان أن هناك قطيعة كاملة بينهما وهو أمر غير صحيح. بعد كل هذا وما شهده العالم العربي من تخريب تركي نيابة عن إسرائيل والغرب وتورطت فيه دولة عربية للأسف هي قطر فهل مازال هناك من يشكك في حقيقة ما يحاك للدول العربية؟!