بضم الباء، وتسكين الميم، هل هلال البمب، أحد أخطر الألعاب النارية، اضافة الي الصواريخ، وظهر مع الأطفال في الشوارع، منذ اول يوم من ايام شهر رمضان، يطلقونه، قبل وبعد الافطار وحتي السحور، وفي عيد الفطر ايضا، في مزاح وفرحة محفوفتين بالمخاطر، قد تؤدي في أدناها الي فقدان السمع، أوالإبصار، بينما في ٌاقصاها، فينطبق عليها القول " ما خفي كان أعظم"،وهو ماسنقف عنده حالا. ورغم تأكيدات الدكتور خالد نجم وزير التموين، قبل رمضان بقترة كافية، بالتصدي للظاهرة، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، غير أنه، وفي ظهور البمب والألعاب النارية في أيدي الأطفال بكل المحافظات، ما يؤكد فشل الحكومة في مواجهة الظاهرة. علي أية حال، فإن ما دفعني للكتابة في هذا الأمر، هو إطلاعي مؤخرا- عبر الإنترنت- علي دراسة لأحد مراكز الأبحاث العربية، أجريت علي عينة من الأطفال، تقع اعمارهم بين 9- 15عاما، يفضلون البمب والصواريخ ، علي غيرها من الألعاب الأخري، في شهر رمضان وعيد الفطر، أضعها أمام مؤسسات الدولة المعنية، بعد أن أشارت الدراسة إلي النتائج الخطيرة التالية: 66.5 % منهم قاموا بعمليات سرقة متنوعة، 12.5% قاموا بالإشتراك في جرائم قتل، 60.15 % استخدموا الأسلحة النارية في مشاجراتهم، 55.5 % كانت أعمالهم الإجرامية مقصودة ومتعمدة، 45 % كانت أسباب القتل عندهم مشاجرات عابرة، 20% كانت أسباب القتل عندهم العبث بالسلاح، 4 % منهم قتلوا إخوانهم، 4% قتلوا زوجة الأب، 2% قتلوا الأب !! المسألة علي هذا النحو من الخطورة، تعدت مواجهة الظاهرة، لمجرد تأثيرها السلبي علي الصحة والبيئة، بعد أن ظهر ما هو أشد خطرا وفتكا بالمجتمع وهو هنا الأسرة، التي كثيرا ما يساهم الأب في جانب منها، حين يشتري لأولاده، وبنفسه، علب الصواريخ والبمب، ظنا منه أن ذلك من مشهيات الفرحة والسعادة، وهو لا يدري، أنه فخ قد سقط فيه ، حين يزرع فيهم نوازع العنف والغلظة، وكأنهم مشاريع للبلطجة والشر والإنتقام و ربما الإرهاب! كان من المهم ان تواجه الدولة، جشع المستوردين والتجار، بإحكام الرقابة علي الأسواق والمحال التجارية، وأن تكثف الأجهزة الرقابية من حملاتها، بمطاردة مستوردي الألعاب النارية ومصادرتها، ولا أعرف هل يقع البمب والصواريخ تحت طائلة مشروعات القوانين التي وافق عليها مجلس الوزراء مؤخرا، لتغليظ العقوبة وتجريم عدم الإبلاغ عن وجود مفرقعات أو مواد خطرة ؟ أم أن مشروع القانون الجديد مافيهوش بمب؟! mtelkholy@ yahoo.com