لم أستقبل تصريحات وزير التربية والتعليم، بأن عشرات الآلاف من تلاميذ الإبتدائي حصلوا علي صفر في "الإملاء"، ولا أن 900 ألف طالب رسبوا في القراءة والكتابة،علي سبيل الدهشة والإستغراب، بل علي العكس، فالأمر منطقي جدا في ظل إنهيار المنظومة التعليمية منذعقود طويلة، حيث يمر الوزراء المعنيون، وزيرا بعد وزير، ورئيس حكومة في عقب نظير آخر،علي هذه المنظومة المسكينة، دون حلول استراتيجية محددة، بالدقيقة والساعة واليوم والسنة لانقاذها، وكان كل منهم عابر سبيل في وزارته أو حكومته !! في عام 2004، ، وفي عهد الدكتور أحمد جمال الدين وزير التربية والتعليم الأسبق، صدر بيان رسمي عن وزارته، فور اعتماد نتيجة الثانوية العامة، يشير الي حصول 353 طالب بالمرحلة الثانية من الثانوية العامة، علي صفر في مادة اللغة العربية، مقابل 70 حصلوا علي الدرجة النهائية، وكشفت الاحصائية ذاتها، عن حصول 208 طلاب بنفس المرحلة ، علي صفر في امتحان اللغة الإنجليزية، مقابل 2258 حصلوا علي الدرجة النهائية. وبعيدا عن المقارنة، ودلالات درجات المادتين، فقد تساءلت في حينه، وفي نفس المكان بجريدتي الأولي العزيزة "السياسي المصري"، تحت عنوان " صفر في العربي"، عن كيفية انتقال طلاب هذا "الصفر"، من الصف الثاني الثانوي، الي الثالث الثانوي، وبأي درجة، وكيف أدركوا النجاح في سنة، ثم عجزوا عن تكرار "الإنجاز" في السنة التالية، ولو بالحصول علي الحد الأدني من درجات المادة، بل وزدت متسائلا حول كيفية نجاحهم في امتحان التربية الدينية !! الدكتور محب الرافعي الرافعي وزير التربية والتعليم، يفعل ما فعله سابقوه، من الوزراء المتعاقبين علي الوزارة المريضة، وكما كشف الدكتور جمال الدين في بداية عهده بالوزارة، عن سوءات التعليم في عهد سابقه حسين كامل بهاء الدين، لإخلاء مسؤليته من فشل المنظومة، والدليل "صفر العربي"، فقد كررها الرافعي بإجادة، وعلي نهج نفس المدرسة الوزارية، حين كشف عن خراب تعليم سابفه محمود أبو النصر، والدليل " صفر الإملاء". لم يتغير شيء، رغم أن الفارق الزمني بين عهدي الوزيرين احدي عشر عاما، وأعتقد انه لن يتغير شيء في المنظومة التعليمية، مادام كل وزير يصر في بداية عهده بالوزارة، علي اعادة تدوير مخلفات الفساد فيها، وبالبطبع السبب معروف، وهو ان كل وزير يركب حصان "التربية والتعليم"، يعلم أنه مسئول ترانزيت في حكومة ترانزيت، السياسة التعليمية بها ترانزيت، تتغير بتغير الوزير المكلف، الذي يغادرمنصبه دون مساءلة او حساب، فتكون المحصلة .. صفرا كبيرا !! This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.