مفاجأة: المتهمون اعترفوا أمام النيابة بأدق التفاصيل كتب محمد طاهر تمكنت شرطة السياحة والآثار من القبض على المتورطين في سرقة تمثال أثري من مخزن ميت رهينة في أواخر العام الماضي. أعلن ذلك د. ممدوح الدماطي وزير الآثار اليوم - الذي أصر على إحالة الملف للنيابة رغم تستر عدد من المسئولين عليه طيلة هذه الفترة ومحاولتهم التغطية عليها بإعلانهم عن الكشف الأثري بالعزيزية - وأوضح "الدماطي" أنه من بين المتهمين مفتش آثار يعمل بالمنطقة قام بسرقة التمثال وتهريبه إلى بلجيكا ووضع تمثال آخر مقلد بدلا منه، لافتاً إلى أنه تم استعادة التمثال الأصلي منذ أشهر قليلة، وأنه جاري الآن تحقيقات النيابة للوقوف على جميع ملابسات الحادث. وكان كل من اللواء مصطفى سلامة مساعد وزير الداخلية لشرطة السياحة والآثار واللواء علاء السباعي مدير مباحث السياحة والآثار والعميد أحمد عبد الظاهر رئيس مباحث الآثار قد أمرا بضبط وإحضار المتهمين بسرقة وتهريب التمثال بناء على تحريات مشددة من كل من العقيد أيمن الدايدامونى بمباحث الآثار والعقيد محمد الدر ديري الذي نجح في ضبط المتهمين وكانت المفاجأة هي اعترافاتهم الكاملة والتفصيلية أمام المستشار د. رامي منصور رئيس نيابة البدرشين ومحمد السبعاوى مدير النيابة. يذكر أن التمثال الشهير بتمثال بلجيكا ويدعى "نيقا سات حتحور" وهو تمثال مزدوج في وضع الجلوس من مكتشفات البعثة الأمريكية بميت رهينة موسم 2011م ويبلغ ارتفاعه 10 سم وعرضه 10 سم وسمكه 7 سم وهو مصنوع من الحجر الجيري ويعود لعصر الدولة الوسطى. وكانت "الأخبار المسائي" قد انفردت أمس بنشر تفاصيل القبض على كل من محمد عبد المنعم لبنة كبير مفتشي آثار منطقة ميت رهينة ومسئول عهدة المخازن بمنطقة آثار ميت رهينة وأحمد حسن مراقب الأمن وأحمد البنا مشرف الأمن بالمنطقة والمحتجزين حاليا تحت رهن التحقيقات بنيابة البدرشين. جاء ذلك بعد ساعات من حوار "الأخبار المسائي" مع وزير الآثار والذي كشفت خلاله عن عدد من قضايا الفساد بمنطقة آثار ميت رهينة وبعض المناطق الأخرى التي وعد الوزير بالتحقق منها وهو ما نتج على إثره إلقاء القبض على أول خيوط مافيا الآثار بالبدرشين والمتهمين بارتكاب عدد من المخالفات من بينها سرقة وتهريب تمثال "نيقا سات حتحور" الشهيرة ب "تمثال بلجيكا" الذي اكتشفته البعثة الأمريكية في حفائرها عام 2011م وظهر بالصدفة في إحدى صالات المزادات ببلجيكا ثم عاد بعد نشر "الأخبار المسائي" داخل كيس أسود اللون بعدما تلقت شرطة السياحة والآثار بلاغا من مجهول عبر مكالمة تليفونية تفيد بوجود كيس أسود أسفل نخلة أمام مكتب الأمن بالمنطقة وانتقلت قوة من مباحث الآثار وبمعاينة الكيس عثر خلاله على التمثال ! وذلك في إطار لغز "الأكياس السوداء" الذي انفردت "الأخبار المسائي" بنشره .. وكانت عدد من الآثار المسروقة من مخازن آثار ميت رهينة قد اختفت في شهر أغسطس 2013م وعادت معظمها بواسطة أكياس سوداء عثر عليها في المناطق الأثرية بمنطقة آثار ميت رهينة والعزيزية بعد بلاغات تليفونية تلقتها شرطة السياحة والآثار يوم الثلاثاء من كل أسبوع من مجهول.