ومن المنوفية الى الدقهلية زارت " أخبار المسائي " لقرية ظافر مركز تمي الأميديد مسقط رأس الشهيد الرقيب / محمد علي رمضان غازي 20 سنه والذي استشهد ضمن أفراد الكتيبة بطريق الخروبة _ كرم القواديس .. توقفت الكلمات عند أم الشهيد وهي تبكي وتتحدث دون وعي أو أدراك وكأن شريط الذكريات يدور بخلدها وأمام أعينها تارة تتحدث إلي الله وتارة أخري تتحدث لأبنها التي لم تعد تشاهده مره أخري " وتقول " حبيبي يا ضنايا ظهري انكسر خلاص بعد موتك يا بني " رحت مني يا نور عيني " رحت ومش هشوفك ولا هسمع صوتك تاني " ويارب تصبرني علي فراقه أو تخدني له ". ثم وجهت الأم لي قائلة تعرف قالي ايه قبل ما يمشي أخر مره ... قالت " قالي مش راجع تاني " حبيبي كان عارف أن أجله قرب وهيموت .. والله يابني أول مره من يوم ما أشتغل في الجيش يا خد أجازة 20 يوم وهي كانت أجازة طويلة علشان كده خلوني معاه فتره طويله وبعد كده خدوه مني ومش هيجبوه تاني ومعنتش هشوفه ، وكان حاسس أنه هيموت والله ..ثم نظرت مره اخري لي قائلة تعرف أنا لسه مكلماه أمبارح بالليل قالي أنا بجهز العشا مع زمايلي وقلتله خلي بالك علي نفسك قالي يا أمه أنا هموت شهيد ولما أموت شهيد علقي أسمي علي أول شارعنا وأخره وأكتبي أسمي وقولي الشهيد محمد " والله يابني كان امبارح بالليل عارف يا حبيب أمه أنه هيموت حبيبي يا بني اتجوز من 6 شهور بس ولما عرف ان مراته حامل كان هيطير من الفرح وعرف وهو مسافر وقالي مراتي مترحش للدكتور علشان أروح معاها وأعرف ان كان ولد اوبنت .. لكن هو وزمايله ميغولش على مصر وأضافت عمته محاسن رمضان أن ابن أخي كان دائما لديه قناعة كبيره بعملة ووصفه بأنه الطريق الوحيد لحماية الوطن والأرض وحماية كل مصري يعيش علي تراب هذا البلد فكان يعشق مصر وكان أخر لقاء بيني وبينه منذ فترة بعد أن تزوج وقضي معي وقت بالقاهرة وقبل أن يغادر قالي لي " أنا ماشي مش راجع تاني " والله كأنه حاسس أن مصيره هو الموت فقلت له أن يأخذ الحذر في عمله قالي لي الأعمار بيدي الله وهو في حد يكره انه يموت شهيد وكأنه كان يودعني .. فهو راح عند الذي خلقة فهو أحن عليه منا جميعا .. وقالت محمد لسه عريس فلم يفت علي زفافه 6 أشهر وكان يمتلك أحلاما كثيرة كباقي الشباب .فما مصير زوجته الصغيرة صاحبه 16 عاما والحامل في شهرين لم يشاهد النور بعد ، حسبي الله ونعم الوكيل .