وسط حالة من الرفض التام للإرهاب الغاشم ودعت قرية ساحل دجوى التابعة لمركز بنها، بمحافظة القليوبية أحد أبطالها شهيد الواجب الوطنى، الجندى محمود ربيع عبدالعزيز، الذى استشهد مساء الخميس، فى إحدى العمليات الإرهابية التى ارتكبها بعض الإرهابيين وفجروا خلالها عبوة ناسفة فى المركبة "هامر"، التى كان يستقلها الشهيد بجوار النقيب محمد أحمد شتا، الذى استشهد هو الآخر، فيما أصيب جندى ثانى هو أبانوب عديل، بإصابات بالغة الخطورة، واتشحت القرية بالسواد، عقب انتشار خبر استشهاد البطل. وتحولت جنازة الشهيد إلى مظاهرة رافضة للإرهاب الغاشم، وراح المشاركون فى تشييع جثمان الشهيد يرددون الهتافات المعادية للإرهاب والجماعات التكفيرية، مطالبين بالقصاص العاجل والناجز من قتلة الشهداء حاملى أمانة الدفاع عن الوطن، ومنها "الشعب يريد إعدام الإرهاب"، "الشعب يريد القصاص للأبطال"، "الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة"، وهتافات أخرى كثيرة، وفور الانتهاء من مراسم الجنازة العسكرية، التى تقدمها قيادات الشرطة، تم نقل جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير، بمقابر العائلة بالقرية. يذكر أن الشهيد هو الأخ الأصغر لثلاثة أشقاء آخرين، وكان يستعد لإنهاء فترة تجنيده بالقوات المسلحة خلال الشهرين القادمين. من جانبها عاشت "المسائية"، لحظات الحزن الفارقة التى غرقت فيها القرية، حيث كان عنوان والدة الشهيد هو البكاء المتواصل، ولم تستطع الحديث إلينا، حيث قامت باحتضان أحد أشقاء الشهيد ودخلت فى نوبة من البكاء المتواصل، ولم تردد سوى "منهم لله .. قتلوا فرحتى "، "وحسبى الله ونعم الوكيل". وأما والد الشهيد ويدعى ربيع عبدالعزيز، بالمعاش، والذى ظهر متماسكا بعض الشىء، فطالب بسرعة القصاص العادل والناجز من القتلة والإرهابيين، وتقديمهم إلى المحاكمات العسكرية العاجلة، لتخليص البلاد من شرورهم. وأضاف والد الشهيد أن الفقيد تميز بحسن الخلق والبر بأفراد أسرته، وتجمعه علاقات طيبة بأهالى القرية فلم تكن له عداوة مع أحد فالكل يشيد بأخلاقه واحترامه للآخرين لكن يد الإرهاب الغاشمة تسببت فى غيابه عنهم للأبد، حيث ودع الشهيد الحياة تاركا خلفه والدين وثلاثة أشقاء سيظل الحزن عنوان حياتهم، وأشار إلى أن نجله يقضى فترة تجنيده بالقوات المسلحة، وكان فى زيارة للأسرة منذ أسبوعين، وقام بتوديع والديه وأشقائه بطريقة أثارت الفزع فى نفوسهم وكأنهم لن يرونه ثانية، وطالب والديه بالدعاء له، ولفت والد الشهيد إلى أن ابنه كان يستعد لإنهاء فترة تجنيده خلال الشهرين القادمين. وأما شقيقه الأكبر عبدالعزيز ربيع، فطالب بالقصاص ممن اغتالوا شقيقه البطل الذى كان فخرا للجميع وهو يدافع عن أمن مصر والمصريين، مشددا على ضرورة تقديم للمحاكمات العسكرية، وعدم التهاون فى حق الشهداء، وأكد شقيق الشهيد أن هذه العمليات الإرهابية تزيد من رفض الشعب المصرى للإرهاب. خيمت حالة الحزن على القرية، فور انتشار نبأ استشهاده، وعلى الفور خرج الجميع ينتظر قدوم جثمان الشهيد، وعلت وجوههم حالة من الحزن الشديد، فيما تلقت عائلة الشهيد، العزاء من قيادات الشرطة، وعلى رأسهم اللواء محمود يسرى، مدير أمن القليوبية، حيث قدم يسرى واجب العزاء لأسر الشهداء نائبا عن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، فى الحادث الأليم، فيم تحولت منازل القرية إلى سرادقات لتلقى العزاء فى فقيد القرية. من ناحية أخرى قدم المهندس محمد عبدالظاهر، محافظ القليوبية، العزاء لأسرة الشهيد مؤكدا أن الشهداء لا يموتون فهم أحياء عند ربهم يرزقون وأنهم قدموا أرواحهم فداء لوطنهم وهذا ليس جديدا على أبطال القوات المسلحة الباسلة وهم قادرون على القصاص بإذن الله من قتلة هؤلاء الشهداء الأبرار، وأن مصر وشعبها قادرون على القضاء نهائيا على هذا الإرهاب الغادر الذي لن يستطيع أن يهزم إرادة شعب مصر العظيم صاحب الحضارة العريق. وكشف المحافظ عن مساندة جموع الشعب المصري لأجهزة الجيش والشرطة فى مواجهة الإرهاب ووجه المحافظ تعليماته بضرورة تقديم كل أوجه الرعاية الكاملة لأسرة الشهيد تقديراً لهؤلاء الأبطال الذين يضحون بأرواحهم فداءاً للوطن.