توقعات بارتفاع أسعار الذهب إلى 5 آلاف دولار للأوقية في غضون عام    فيديو.. شاحنات اللجنة المصرية تعيد النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة    معهد فلسطين لأبحاث الأمن: اتفاق شرم الشيخ يعكس انتصار الدبلوماسية العربية    منتخب مصر المشارك في كأس العرب يختتم استعداداته لمواجهة البحرين وديا    الكرواتي زيلكو بابيتش مديرا فنيا ليد الزمالك    ماذا قال شهود الإثبات والنفي في قضية أطفال دلجا خلال جلسة استغرقت 60 دقيقة؟    محافظ كفرالشيخ يوجّه بتغيير خط مياه الشرب بقرية الرغامة    «المشاط» تبحث مع المفوضية الأوروبية جهود تنفيذ آلية تعديل حدود الكربون CBAM    قريبًا.. مصر تستقبل التوقيت الشتوي لعام 2025 هل مستعد لتغيير الساعة؟    تقديم 64 مرشحًا بأسيوط بأوراق ترشحهم في انتخابات النواب    «الري»: التعاون مع الصين فى 10 مجالات لإدارة المياه (تفاصيل)    مئات القتلى والجرحى بسبب هجمات الدعم السريع على الفاشر    موسكو: بوتين يرى أن تعزيز العلاقات مع كوريا الشمالية أمر بالغ الأهمية    «القاهرة الإخبارية»: وزير الخارجية العراقي يبحث ملف المياه مع نظيره التركي بأنقرة    منظمة العمل العربية تطالب سلطات الاحتلال بتعويض عمال وشعب فلسطين عن الأضرار التي سببتها اعتداءاتها الوحشية    رئيس جامعة السويس: إدراج الجامعات المصرية في تصنيف التايمز العالمي يعكس تطور التعليم    غدًا.. محاكمة 60 معلمًا بمدرسة صلاح الدين الإعدادية في قليوب بتهم فساد    القنوات الناقلة لمباراة الإمارات وعُمان مباشر اليوم في ملحق آسيا لتصفيات كأس العالم    سكالوني يكشف سبب غياب ميسي عن ودية فنزويلا وموقفه من المباراة المقبلة    موعد وملعب مباراة الأهلي وإيجل نوار البوروندي    المجلس القومي للمرأة يستعرض إنجازات البرنامج الوطني للاستثمار في الفتيات "نورة"    الجو هيقلب.. بيان عاجل من الأرصاد الجوية يحذر من طقس الأيام المقبلة    الداخلية تكشف تفاصيل ضبط سائق يسير عكس الاتجاه بالتجمع الخامس ويعرض حياة المواطنين للخطر    إحالة أوراق المتهمة بقتل زوجها وأطفاله الستة في المنيا إلى المفتي    الداخلية تكشف حقيقة سرقة شقة بالدقي    هدايا على السناكس.. ضبط 6 آلاف كيس عصير منتهي الصلاحية في حملة بالغربية    مصطفى هريدي يكشف لأول مرة أسباب غيابه وأسرار عن حياته الفنية والشخصية    تفاصيل لقاء السيسي بالمدير العام لليونسكو (صور)    وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمي: هناك حرب هوية في الشرق الأوسط    أحمد مجدي: مهرجان الفيوم السينمائي يتطلع ليصبح منصة عالمية للسينما والتنمية المستدامة    إيهاب فهمي: "اتنين قهوة" يُعرض في ديسمبر | خاص    اكتشاف قلعة عسكرية جديدة من عصر الدولة الحديثة بسيناء    في 3 أيام.. إيرادات فيلم هيبتا 2 تقترب من 11 مليون جنيه    المدير التنفيذي للهلال الأحمر ل«الشروق»: خطة إنذار مبكر ورفع جاهزية الفروع استعدادا لفصل الشتاء    إجراء 10 جراحات شرجية بالليزر في مستشفى إبشواي المركزي    منها تنظيم السكر وتقليل التوتر.. 7 فوائد صحية لبذور اليقطين    إنفلونزا المعدة.. تعرف على الأعراض وطرق الوقاية من العدوى    رئيس الوزراء يتفقد مصنع "تي آند سي" للملابس الجاهزة بالقليوبية.. ويوجه بدعم التوسع في الإنتاج والتصدير    زراعة المنوفية: ضبط 20 طن أسمدة داخل مخزنين بدون ترخيص فى تلا    في اليوم العالمي للفتاة.. التعليم العالي: نحو 2 مليون طالبة في الجامعات والمعاهد العليا    «المشاط» تبحث مع المفوض الأوروبى للبيئة جهود تنفيذ آلية تعديل حدود الكربون    ويتكوف وقائد القوات الأمريكية يزوران جنود الاحتلال فى غزة.. صور    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 11-10-2025 في محافظة الأقصر    الرباعة سارة سمير بعد التتويج بثلاث فضيات ببطولة العالم: دايمًا فخورة إني بمثل مصر    العرفاوي: لا ندافع فقط في غزل المحلة.. ونلعب كل مباراة من أجل الفوز    عاجل- الدفاع المدني في غزة: 9500 مواطن ما زالوا في عداد المفقودين    حان وقت تغيير ساعتك.. كيف تواجه تحديات التوقيت الشتوي؟    إحالة أوراق عامل ونجله لمفتي الجمهورية لقتلهما شابا في قنا    «التضامن» تبحث مع مدير مشروع تكافؤ الفرص «EOSD» بالوكالة الألمانية دعم مشروعات الحماية الاجتماعية    انتخابات النواب: رقمنة كاملة لبيانات المرشحين وبث مباشر لمتابعة تلقى الأوراق    الأزهر للفتوى: حرق قش الأرز حرام لما فيه من إفساد في الأرض وإضرار بالنفس والبيئة    الرعاية الصحية: تعزيز منظومة الأمان الدوائي ركيزة أساسية للارتقاء بالجودة    منها «القتل والخطف وحيازة مخدرات».. بدء جلسة محاكمة 15 متهما في قضايا جنائية بالمنيا    أسعار الدولار اليوم السبت 11 أكتوبر 2025.. وصل لكام؟    تعرف على فضل صلاة الفجر حاضر    «رغم زمالكاويتي».. الغندور يتغنى بمدرب الأهلي الجديد بعد الإطاحة بالنحاس    فتاوى.. بلوجر إشاعة الفاحشة    فتاوى.. عدة الطلاق أم الوفاة؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. يسري أبوشادي ل"المسائية":البرنامج النووي يوفر لمصر 12 مليار دولار سنويا لا مفر من الحل النووي لمواجهة أزمة الطاقة
نشر في المسائية يوم 01 - 12 - 2014

البرادعي أثار خوف المسئولين المصريين من المفاعل النووي ارضاء لدول أجنبية
العديد من دول المنطقة لديها مشاريع نووية فأين مصر؟
الفحم أكثر تكلفة من الطاقة النووية
80٪ من الطاقة تعتمد علي الغاز الطبيعي الذي أصبحنا نستورده
سد النهضة سيؤدي إلي انخفاض إنتاج السد العالي من الكهرباء بمعدل 50٪
حوار - هويدا أنور
الدكتور يسري أبوشادي يبدو محبطا.. يتابع شئون الوطن بشيء من التشاؤم خاصة ما يتعلق بمسألة الطاقة.
ولمن لا يعرف د. يسري أبوشادي أحد كبار علماء مصر فهو صاحب أول نموذج نووي مصري صنع بأيدي مصرية.
ولمن لايعرف.. شغل الدكتور أبوشادي منصب كبير مفتشين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية.. واختلف مع رئيسها آنذاك الدكتور محمد البرادعي حول قضية المفاعل النووي السوري حيث رأي د. أبوشادي أن التقرير الذي أصدرته الوكالة حول المفاعل السوري ينطوي علي أجندة من المغالطات بل ويردد نفس المعلومات المغلوطة التي وردت في تقرير للمخابرات الأمريكية ونشر في الميديا الأمريكية.. وانتهي الخلاف بتقديم د. أبوشادي استقالته من الوكالة الدولية.
وقد التقت به «المسائية» في هذا الحوار عن أزمة الطاقة في مصر..وكيفية مواجهتها وتطرق الحوار إلي العديد من القضايا الأخري..
لكن في البدء سألته:
ما السبب وراء غيابك فترة طويلة عن مصر؟
- أنا مصري حتي النخاع أعشق الهندسة النووية وخاصة المفاعلات النووية تخرجت فى جامعة الإسكندرية قسم الطاقة النووية وكنت الأول علي الدفعة ثم الجمهورية لأصبح معيدا ثم رئيس قسم وتعاونت لفترة مع العالم الكبير يحيي المشد ثم اتجهت إلي فرنسا للحصول علي الدكتوراه وعدت بعدها إلي القاهرة لتدريس الطاقة الذرية وكلي آمال كبيرة لمصر وتكلمت في تلك الفترة للرئيس مبارك عن أهمية المفاعل النووي لمصر ولكني لم أر جدوي أو اهتمام بهذا المشروع وبعد ذلك انتقلت للعمل بالوكالة الدولية للطاقة الذرية وعملت بها أكثر من 25 سنة مفتشا علي الدول التي لا تستخدم الطاقة بالشكل السلمي وبحكم تخصصي كمهندس نووي وتصميم مفاعلات أتيحت لي الفرصة لزيارة مفاعلات جميع الدول إلي ان حدثت خلافات كبيرة بيني وبين مدير الوكالة الدولية في ذلك الوقت وهو د. برادعي وتقدمت باستقالتي.
قلت انك ستغادر مصر لأن قوي الشر أقوي فمن تقصد بقوي الشر التي كنت تتحدث عنها؟ وما الذي فعلوه ليجبروك علي المغادرة؟
بعد تلك الخلافات ونجاح البرادعي في تخويف القادة المصريين من المفاعل النووي لإرضاء دول أجنبية عدت مرة أخري وكلي حماس في عهد الرئيس مرسي وتقدمت له بمميزات إنشاء مفاعل نووي فوافق علي المشروع ووعد بأنه سيتبني ذلك وبعد فترة لم يحدث شيء ولم نتقدم خطوة واحدة.
فانهارت رئاسة د. مرسي فرأيت أن مصر تنهار أقسام الشرطة تحرق والأمن المصري يغتال والاقتصاد يهتز وبعد ان جاء المشير السيسي عاودت المطالبة بإنشاء مفاعل نووي لنلحق بجميع الدول التي سبقتنا في ذلك وبعد اختيار منطقة الضبعة وذهب الرئيس إلي روسيا وكانت هناك مبادرة تعاون بين مصر وروسيا توقفت أيضا أو تم تأجيلها لماذا لا نعلم وقام البعض بإيهام القادة ان الطاقة الشمسية هي الحل ولكن.. وأقول خدعوك فقالوا.. فالطاقة الشمسية مساعدة فقط وليست الحل ولكنني قلت انني سأغادر مصر لان قوي الشر أقوي بعد ان أصابني اليأس بعد توقف المشروع النووي الذي كان مقدرا تنفيذه بمنطقة الضبعة وتم احباطي في مساعدة مصر من أكبر كارثة تهدد بلدي وهي عدم توافر الطاقة والكهرباء والمياه وهي عناصر الحياة والنمو بها، قوي الشر كانت أقوي مني وحتي الآن لا أعلم من أين سواء من الداخل أم الخارج ولكنهم استطاعوا ان يوقفوا المشروع النووي وأغلقوا المركز الخاص بي دون أسباب واضحة ومقنعة.
لماذا يهاجر علماؤنا للخارج؟ وأين ابداعاتهم؟ وما أسباب عدم تعاونهم مع بلدهم مصر؟
- لا يوجد عالم مصري يرفض التعاون مع بلده ولكن من أين تأتي الإبداعات؟ يجب ان يكون هناك مشاريع جادة تغريهم لإظهار إبداعاتهم عندما يذهب العالم المصري إلي الخارج يجد مرتبا يعادل عشرين ضعف ما يتقاضاه في مصر وهذا عامل إغراء ضخم جدا إلي جانب أدوات البحث تكون متوفرة لأي باحث هناك ويصرف عليها بشكل جيد لاهتمامهم بالأبحاث والاختراعات وعلي أية حال أنا أرفض ان تطلق كلمة عالم علي أي إنسان لمجرد سفره للخارج.. فالعالم من وجهة نظري هو شخص يؤدي إلي تطبيق أفكار لصالح المجتمع ولكن عالم نظري يجلس ويقدم أوراق فقط ليترقي أو يحصل علي جائزة فهو عالم في مهنته ولكن مصر تحتاج العالم المفيد وأنا أقول إن المهندس أو العامل الفني واقعيا أفيد لمصر من عالم يأخذ دكتوراه ويده لم تلمس شيئا لتصنعه وأنا قضيت أسعد أيام حياتي في السنة التي كنا نصنع ونصمم هذا المفاعل الذي يبلغ من الارتفاع 2 متر ويجب علي مصر ان تعرف كيف تستقطب الكفاءات الحقيقية حتي نحافظ عليها.
ما هي تطورات أرض الضبعة؟
أنا كنت صديق لأهالي الضبعة وهم يثقون بي جيدا وفي أثناء الأزمة التي حدثت كنت ضدهم في موضوع تكسير السور ولكن كنت أيضا متفهم لبعض طلباتهم والموضوع عولج بتوزيع بعض أرض الضبعة كما كانوا يريدون وكان ذلك من مقترحاتي علي الرئيس السيسي بأن يتم تسليم مساحة من الأرض فلا داعي للمبالغة في المساحة فأنا لا احتاج لكل تلك المساحة بأرض الضبعة كما لا يجب ان يتم التشكيك في صلاحية المنطقة فالموقع يدرس لمدة 30 عاما وهو فقط يحتاج إلي رتوش روتينية وأنا جعلت بعض الطلبة من جامعة الإسكندرية يدرسون الموقع بكل تفاصيله وكان أهم ما ينقصه هو التأثير البيئي علي السكان الذين يقطنون بجانبه في حالة حدوث أي حوادث وخرجنا بنتيجة بعد عدة دراسات ان الشغل العادي ليس له تأثير شبه نهائي ومعظم الطاقات المستخدمة هي لطاقات نووية لا تخرج أي تلوث.
ما المكان الآخر الذي يصلح البناء فيه بخلاف الضبعة؟
هناك عدة مواقع تمت دراستها بشكل مبدئي والمكان الذي درس بعناية هو الضبعة.. أما الأماكن الأخري التي يمكن إنشاء مفاعل نووي بها في غرب مرسي مطروح ومنطقة النجيلة وأيضا منطقة البحر الأحمر وشمال مرسي علم.
متي نري المفاعل النووي علي أرض مصر؟
عندما تكون مصر صاحبة قرارها ولا يمنعها أي حاقد أو أية دولة تريد الانهيار لمصر.. وكلنا نعلم من يتآمر علينا أمريكا وإسرائيل هما من تهدفان إلي عدم دخول مصر عصر النووي برغم ان البرنامج النووي سيوفر علي مصر 2 مليار دولار سنويا قيمة استيراد الوقود لمحطات توليد الكهرباء ونحن لا نريد ان نرجع لعهد مبارك في عهد الشفافية وأنا اتمني من القيادة الحالية ان تقول لنا لماذا نصبر ونؤجل ونتراجع؟ فالناس لا تستطيع الصبر لمعاناتهم كثيرا فلا يوجد الآن مجال للصبر ومن كان يخدعنا ويقول إن الغاز الطبيعي مازال أمامه 40 عاما نقول له نحن من 2012 بنستورد غازاً طبيعياً ونعيش علي الهبات التي تعطيها لنا الإمارات والسعودية.
وأنا أرجو من رئيسنا ان يأخذ قراره إذا كنت تريد ان تحافظ علي شعب مصر ونحن نعلم انك إنسان وطني يخاف ويغار علي بلده وإذا كنت تري ان الطاقة الشمسية هي الحل فأنا أقول انهم خدعوك فقالوا ونحن نعلم ان هناك دولاً كثيرة لا ترغب في إقامة مفاعل نووي في مصر.
الضغوط كبيرة
دول كثيرة سبقتنا في هذا الملف مع العلم ان تاريخ مصر أقوي منها؟ لماذا؟
- إلي حد كبير نعم وذلك لأن الضغوط علي مصر كبيرة منذ الخمسينيات إلي جانب ضعف القيادات السابقة وعدم الاهتمام بهذا الملف وتقريبا معظم الدول دخلت هذا المجال بقوة وعلي سبيل المثال وليس الحصر لدينا الإمارات لديها 4 مفاعلات تحت الإنشاء، تركيا 4 مفاعلات تحت الإنشاء إيران لديها واحد يعمل وتجهز لعشرة أخرى السعودية لديها خطة ل 17 مفاعلاً الأردن تعاقدت علي مفاعلين الجزائر علي وشك التعاقد المغرب السودان ومصر هي التي قبل كل هذه الدول أين هي؟ سؤال اطرحه للقيادات.
هل تري ان إنشاء مفاعل نووي بمصر أصبح ضرورة الآن؟ وما وجه الضرورة؟
بالتأكيد مصر في حاجة ماسة وحتمية للطاقة النووية نتيجة لقطع الكهرباء ونقص احتياط النقد ودخول مصر الطاقة النووية ضرورة للحصول علي عشرات الآف من الميجا وات والمفاعل النووي حل حتمي لا يحتمل تأخير أي الآن أصبح حياة أو موت وذلك لأنه يعمل بقدرة ثابتة أي يخرج طاقة كبيرة جدا لمدة 24 ساعة في 360 يوماً في السنة لمدة 60 عاما مع ايقاف شهر فقط كل سنتين هذا هو باختصار المفاعل النووي وتكاليف وقوده لا تتجاوز 5 قروش تبديد الوقود النووي إذا اضفنا عليه مصاريف صيانة فإن الطاقة النووية هي أرخص طاقة موجودة فهو الآن ليس رفاهية بل ضرورة حتمية.
هل مصر تدخل الآن خط الفقر للطاقة؟ وهل سد النهضة سيؤثر علي انتاجها أكثر؟
قدرة مصر حاليا في إنتاج الطاقة والكهرباء أقل من 30 ألف ميجا وات كهرباء 80٪ منها من الغاز الطبيعي الذي أصبح في انخفاض ونستورد جزءا كبيراً منه و10٪ من السولار والمازوت و10٪ من السد العالي وخزان أسوان وأقل من 1٪ من الرياح والطاقة الشمسية من هنا الحل الفعال الوحيد خلال هذه الفترة هو «الطاقة النووية» أما بخصوص تأثير سد النهضة فهو بكل تأكيد سوف يؤثر علي السد العالي وخزان أسوان بنسبة 50٪ من إنتاجهما في الكهرباء.
من وجهة نظرك ما هو الحل لأزمة الكهرباء في مصر وخصوصا بعد تزايد المشكلة في الفترة الماضية؟
أربعة آلاف ميجاوات رقم يشير إلي العجز في إنتاج الكهرباء في مصر والعجز له سببان هما تداعي محطات توليد الكهرباء ونقصه في المواد البترولية المشغلة لهذه المحطات ورغم ان الأزمة تعاقبت عليها حكومات كثيرة إلي ان أصبحت الأسرةالمصرية تعاني من انقطاعات في الكهرباء قد تتعدي ثلاث ساعات والمناطق الصناعية التي أغلقت بسبب انقطاع التيار الكهربائي المستمر وتوقف العمل بها فكانت هناك عدة خطوات وأنا أرسلت حلولها للرئيس السيسي ورئيس الوزراء فنحن نسابق الزمن فكل الأمل ان نلحق بعد 5 سنوات يكون لدينا طاقة كبيرة ولكن هناك أشياء أخري يجب حلها أهمها محاولة إصلاح المحطات «العطلانة».
مشكلة الحرارة التي تؤثر علي الكفاءة فأنا اقترحت خلال هذه الفترة لإنشاء المفاعل يمكن ان نستورد «غاز طبيعي» علي انه ليس لدينا خيار آخر لتشغيل تلك المحطات بقدر المستطاع مع مساعدة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح كأمان أما موضوع الفحم الذي يثار الآن فالفحم يحتاج إلي 5 سنوات لإنشاء أول محطة فحم أي نفس الوقت الذي نحتاج لإنشاء المحطة النووية أما من ناحية التكاليف ستكون محطة الفحم أكثر وأعلي في الثمن من المفاعل النووي فإذن لماذا؟ لذلك لا أؤيد موضوع الفحم ومحطاته ولكن يمكن للفحم الدخول في الصناعة الخاصة ببعض المصانع للأسمنت والأسمدة لان الغاز الذي يخرج منهم يحرق يدخل في الصناعة نفسها ولكن لا يصلح للحديد والمعادن وأيضا خطة ترشيد الاستهلاك واللمبات الموفرة.
مشكلة المياه
هل المفاعل النووي يحل مشكلة الكهرباء فقط؟ أم له أهمية أخري؟
اساس هذه المفاعلات النووية هي حل مشكلة الكهرباء ولكن هناك أشياء أخري لا يعرفها أحد فإذا قلنا ان 99٪ لإنتاج الكهرباء فهناك 1٪ لحل مشكلة المياه عن طريق تحلية المياه المالحة وهي ستعمل علي حل جزء من مشكلة المياه بمصر أيضا وسيجعل هناك فارقا كبيرا لما تمر به مصر الآن من أزمة في المياه وأنا افترض ان يكون هناك محطة لتحلية المياه بمنطقة الضبعة وتستعمل المحطة النووية لتحلية المياه والمفاعل الذي قمت بتصميمه كان الغرض منه ان يتم عمله في مناطق صحراوية لغرض استخدامه لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه أيضا فإذا كان هناك بحيرة علي مسافة ليست بعيدة تقوم المحطة بتحلية مياهها واستخدامها بعد ذلك.
ما تكاليف إنشاء المفاعل النووي؟
في حدود 5 مليارات الآن وهو يكفي لإنارة مدينة ولكن المفاعل الذي قمت بتصميمه لا يتعدي المائة ألف جنيه.
هل تقدمت بأبحاثك ومقترحاتك عن أهمية إنشاء المفاعل النووي للحكومة الحالية؟
كثيرا بداية من عهد مبارك إلي د. مرسي وأخيرا إلي الرئيس السيسي وأنا بالفعل قابلت الرئيس السيسي وتقدمت له بمذكرة تتضمن خمسة عناصر رئيسية مهمة وتشمل أولا إصدار قرار فوري بالبدء في إنشاء أول محطة نووية بموقع الضبعة وثانيا توقيع بروتوكول تعاون مع روسيا لإنشاء المشروع وبمشاركة محلية بنسبة معينة.
ثالثا: التعاقد مع روسيا علي استئجار الوقود النووي المخصب المستخدم في المحطات علي ان يتم ارجاعه إلي روسيا بعد الانتهاء من استخدامه وذلك لتبديد المخاوف لدي الغرب من امتلاك مصر وقودا نووياً مخصباً إلي جانب تدريب الكوادر والشباب لديها علي تشغيل المفاعلات النووية بشكل علمي في روسيا.
رابعا: ضرورة دعم مشاريع المفاعلات النووية الصغيرة والتوسع فيها والتي يمكن تشغيل بعض المشروعات من خلالها.
إذا بدأت مصر في إنشاء مفاعل نووي كم تستغرق من الوقت؟ وما نوع المفاعل النووي الذي تختاره مصر؟
عادة يتم إنشاء أربعة مفاعلات معا كما حدث في تركيا والإمارات أول مفاعل يأخذ 4 سنوات على التوالى سنة بعد سنة وأيضا فيصبح الأربعة مفاعلات التى كنا سنقوم بإنشائها بمنطقة الضبعة في حاجة إلي ما بين 7 إلي 8 سنوات علي ان يتم الانتهاء منها جميعا ولكن ذلك يعتمد علي الجدية والمتابعة والخبرة الوطنية المصرية والمشاركة.
أما عن نوع المفاعل فإن مصر من زمان اختارت نوع الماء المضغوط وكان اختياراً صائباً لأن 70٪ من مفاعلات العالم من هذا النوع وهو أكثر أمانا من أي مفاعلات أخري وهذا المفاعل لم تحدث منه أي حوادث تذكر فمفاعل توكوشيما غيره تماما أما مفاعل شرنوبيل شيء آخر والماء المضغوط أكثر مفاعل آمن وحتي التكنولوجيا الخاصة به ليست بها تعقيدات ونستطيع المشاركة به.
كم مفاعل نووي يوجد بالعالم؟ وكم يمتلك منها العرب؟
ما يوجد بالعالم حوالي 440 مفاعلاً تعمل بالفعل من 650 مفاعلاً ما يمتلكه العرب من هذا العدد هو صفر بخلاف الشرق الأوسط يمتلك واحد فقط لإيران الذي يعمل بالفعل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.