حرصت مصر منذ قيام ثورة يوليو 1952 على أن تشارك العالم ثورته فى المجال النووى السلمى ومن هنا تم تأسيس هيئة الطاقه الذريه المصريه عام 1955 للقيام بالدراسات والأبحاث والعمل فى المجال النووى، ثم قامت مصر ببناء أول مفاعل ابحاث نوويه بقدرة 4 ميجاوات وتم تشغيله فى 1961 وكان روسى المنشأ ثم قامت ببناء مفاعل بحثى ثانى بقدرة 22 ميجاوات وتم افتتاحه فى نهاية التسعينات وكان متعدد الأغراض وكان أرجنتينى المنشأ، وبالتأكيد تحرص مصر على بناء قدره نوويه سلميه لحرصها على رفع مستوى التنميه فى جميع المجالات والتى لاغنى عن الطاقه والمياه فى تحقيقها. وقد مر ت مصر بثلاثة تجارب لاستكمال تنفيذ برنامجها النووى السلمى الا أن المتغيرات والظروف العالميه والسياسيه والاقتصاديه والكارثيه تسببت بقصد أو بدون قصد فى وقف تنفيذ البرنامج. *-التجربه اللأولى كانت فى عام 1964 وفيها طرحت مصر مناقصة لبناء محطه نوويه بقدرة 150 ميجاوات كهرباء وتحلية مياه بمعدل 20 الف متر مكعب فى اليوم، الا أن حرب يونيو 1967 أوقفت التجربه. *-التجربه الثانيه كانت فى عام 1974 وفيها طرحت مصر مناقصة لبناء محطه نوويه لتوليد الكهرباء بقدرة 600 ميجاوات وفازت بها الشركات الأمريكيه ولكن توقفت التجربه بسبب رغبة أمريكا وضع شروط للتفتيش على المنشأت النوويه المصريه كشرط لتنفيذ المشروع. *-التجربه الثالثه كانت فى عام 1984 وفيها طرحت مصر مناقصة لبناء محطه نوويه لتوليد الكهرباء بقدرة 900 ميجاوات، الا انها توقفت عام 1986 وذلك بعد كارثة محطة تشيرنوبل. علماً بان المحطه المصريه كانت من نوع مختلف عن تلك المستخدمه فى تشيرنوبل. وكان مجلس الشعب المصرى قد صدق على اتفاقية حظر انتشار الاسلحه النوويه عام 1981 رغم عدم قبول اسرائيل لها ثم على اتفاقية الحظر الشامل للتجارب النوويه فى ديسمبر 1996 وهو ما أعتبر اعلاناً رسمياً عن تخلى مصر عن الخيار النووى. نستخلص مما سبق أن الظروف السياسيه والأقتصاديه وارادتنا فى بعض الاحيان لم تكن تصب فى مصلحة بلدنا ولهذا أتمنى : 1-أن نملك فى هذة المرة كامل ارادتنا وأن نوظف اقتصادنا ولو حتى بالجوع وأن نوجه سياستنا الى مافيه خير بلدنا مع انتزاع القرار المناسب لبناء مجموعه محطات نوويه تسد عجز الطاقه فى المستقبل. 2-استغلال الوقت الحالى لتجميع الكوادر الفنيه المؤهله وزيادة تدريبها واستكمال الدراسات الفنية والبحث عن الوقود النووى (اليورانيوم) فى ارضنا والعمل على الاتصال الجماهيرى لنشر الاعلام النووى وتهيئة الجماهير لهذا العمل القومى. 3- -أن لا نهمل الطاقه الشمسيه وطاقة الرياح وطاقة الفحم وطاقة الأمواج وأى نوع أخر من الطاقه يمكن أن تدخل فى محفظة الطاقه المصريه وتسد عجز الطاقة الحالى. 4 – ان يتم تحويل كل ماهو لة علاقة بالبرنامج النووى المصرى ليكون تحت قيادة مباشرة للسيد رئيس الجمهورية او السيد رئيس الوزراء.