الفاتحة اساس القرءان .. والبسملة اساس الفاتحة . من رفع ورقة من الارض بها البسملة اجلال لله تعالى .. كتبه الله من الصديقين . بها تتم الطهارة, وبها تحل الذبيحات, وبها يمنع الشيطان عن الدعوات, وبها تسستمرئ الصبيان وغيرهم من الطعام والشراب . من قالها مرة واحدة كتب الله له بها عبادة سبعمائة سنة. ظل القلم يتفكر فى نور ميم البسملة الذى اضاء الاكوان الف عام فقال له المولى .. انه نور محمد رسولى وصفيي استقينا فى الحلقة الماضية بعض من انوار البسملة الرحمانية الرحيمة كوؤوسا لطالما اسكرت اقواما من فرط ايمانهم برحمة رب العباد الرحمن الرحيم .. وها نحن نستكمل كوؤوس المحبة الإلهية فى بعض من اسرار البسملة الرحمانية و .. نقتفى بها سنن رسول الله خير البرية ونتعلم كيف نحفظ بها اولادنا و أموالنا و طعامنا و شرابنا ، وجميع نواميس حياتنا فهى التى بها المبتدأ و بها المنتهى وما بين المبتدأ و المنتهى تعاليم وصنوف وجب علينا اتباعها .. لننال الدرجة العلية فى صحبة سيد نور الأنوار الربانية سيدنا محمد صلوات الله عليه و على آله وصحبه وسلم فهو الذى قال: " إن قومًا يأتون يوم القيامة وهم يقولون (بسم الله الرحمن الرحيم), وتثقل حسناتهم على سيئاتهم, فتقول الأمم الأخرى: ما أرجح حسناتهم, فيقول صلى الله عليه وسلم إنما ذلك لأن ابتداء كلامهم (بسم الله الرحمن الرحيم), هى أسماء الله العظام, لو وضعت فى كفة الميزان ووضعت السموات والأرض وما فيهن وما بينهن فى كفة الميزان, لرجحت عليها ( بسم الله الرحمن الرحيم), وقد جعل الله تعالى لهذه الأمة أمنًا من كل بلاء, وحرزًا من كل شيطان رجيم, ودواء من كل داء, ومن الخسف والحرق والمسخ والغرق ببركة (بسم الله الرحمن الرحيم). و عن سعيد قال: سمعت ابن عباس رضى الله عنهما يقول: لكل شئ أساس, وأساس القرآن الفاتحة, وأساس الفاتحة (بسم الله الرحمن الرحيم), فإذا اشتكيت من العلل فعليك بالأساس تشفى بإذن الله تعالى. عن ابن عباس أن عثمان بن عفان رضى الله عنهم سأل النبى صلى الله عليه وسلم عن (بسم الله الرحمن الرحيم) فقال: "هو اسم من أسماء الله, وما بينه وبين الاسم الأعظم إلا كما بين سواد العين وبياضها من القرب". قال النبى صلى الله عليه وسلم: "اكتبوها فى كتبكم, فإذا كتبتموها فتكلموا بها". قال النبى صلى الله عليه وسلم: "لا يرد دعاء أوله (بسم الله الرحمن الرحيم)". عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رفع قرطاسًا من الأرض فيه (بسم الله الرحمن الرحيم) إجلالاً لله تعالى أن يداس, كتب عنده من الصديقين, وخٌفف عن والديه وإن كانا مشركين. روى أن بشر بن الحارث الحافى رضى الله عنه رأى رقعة فيها (بسم الله الرحمن الرحيم) وكان معه ثلاث دراهم, فأخذ بها طيبًا وطيبها, فنودى فى سره: كما طيبت اسمنا لنطيبن اسمك. و روى عن وهب بن منبه رضى الله عنه أنه قال: إن الله تعالى أعطى لهذه الكلمات سلطانًا لم يعط لغيرها من الكلمات. بها تتم الطهارة, وبها تحل الذبيحات, وبها يمنع الشيطان عن الدعوات, وبها تسستمرئ الصبيان وغيرهم من الطعام والشراب, ولو أن قائلاً مع صدق قلبه قال (بسم الله الرحمن الرحيم) ثم دخل البحر لايغرقه, ولو دخل النار لا تحرقه, ولو دخل بين الحيات والعقارب لا تلدغه, ولو قرأها على رأس قبر مؤمن يرفع عنه العذاب ببركتها. عن أبى هريرة رضى الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال: "يا أبا هريرة, إذا توضأت فقل (بسم الله الرحمن الرحيم), فإن حَفَظَتك لا تستريح إن تكتب لك الحسنات حتى تفرغ, وإذا غشيت أهلك فقل (بسم الله الرحمن الرحيم), فإن حفظتك يكتبون لك الحسنات حتى تغتسل من الجنابة, فإن حصل لك من تلك المواقعة ولد كتبت لك الحسنات بعدد أنفاس ذلك الولد, وبعدد أعقابه إن كان له عقب حى لايبقى منهم أحد. وقد روى عن النبى صلى الله عليه وسلم: "ما من أحد يقصد دخول البيت إلا ويتبعه الشيطان, فإن دخل البيت وقال (بسم الله الرحمن الرحيم) يقول الشيطان: لا مدخل لى فى هذا البيت, وإذا قُدِّم إليه طعام فقال (بسم الله الرحمن الرحيم) يقول الشيطان: لا طعام لى ههنا, وإذا قُدِّم الشراب فقال (بسم الله الرحمن الرحيم) يقول الشيطان: لا شراب لى ههنا. وإذا اضطجع وقال (بسم الله الرحمن الرحيم) يقول الشيطان: لا مضجع لى ههنا, وإذا ترك التسمية عند الدخول دخل فيه الشيطان. وإذا ترك التسمية عند الأكل أكل الشيطان معه, وإذا شرب يضع فمه أولاً على الكوز, وإذا أراد أن يجامع ولم يسم جامع معه. ففى مثل هذا قال الله تعالى﴿ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ﴾ (الإسراء: 64).و قيل..... لم يرن إبليس اللعين مثل ثلاث رنات فقط حين خرج من ملكوت السماء. و حين ولد النبى صلى اله عليه وسلم. و حين أنزلت فاتحة الكتاب لكون البسملة. روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لما خلق الله تعالى القلم جعل له مائة انبوبة (أى عقدة), ما بين كل انبوبة مسيرة خمسمائة سنة, فنظر الله إليه بالهيبة, فانشق القلم, فقال الله له: اكتب على اللوح ما هو كائن إلى يوم القيامة, فقال (أى القلم): بأى شئ أبدأ؟ فقال الله تعالى: ابدأ ب(بسم الله الرحمن الرحيم), فكتب القلم فى مدة سبعمائة سنة, فقال الله عز وجل: فوعزتى وجلالى أيما عبد من أمة محمد قال (بسم الله الرحمن الرحيم) مرة واحدة, اكتب له ثواب عبادة سبعمائة سنة". وفى رواية أخرى أنه عليه الصلاة والسلام لما خلق الله تعالى القلم ثم اللوح, أمره أن يجيئ اللوح, فقال له: يا قلم, فقال القلم: لبيك يا رب, فقال الله تعالى: اكتب أولاً(بسم الله الرحمن الرحيم), قال: فلما كتبت الباء خرج منه نور فنوَّر كل شئ فى الملكوت من العرش إلى الثرى, فقال: يا رب ما هذا الباء؟ فقال الله تعالى: هذا الباء يُرى لأمة محمد, ثم أمر أن يكتب السين, فلما كتبه خرج منه أنوار, واحد طار إلى العرش وواحد إلى الكرسى, وواحد إلى الجنة, فلما رأى القلم هذه الأنوار الثلاثة صعق, فقال: إلهى ما هذه الأنوار؟ فقال الله تعالى: هذه أنوار أمة محمد عليه الصلاة والسلام, أما النور الذى طار إلى العرش فهو نور السابقين. أما النور الذى طار إلى الكرسى فهو نور المقتصدين. أما النور الذى طار إلى الجنة فهو نور العاصين والظالمين. ثم أمر أن يكتب الميم, فلما كُتبت خرج منه نور أضوأ, وأنور من نور الباء والسين, فنوَّر كل شئ من العرش إلى الثرى, فبقى القلم فى تعجب ألف سنة ثم بعد ذلك قال القلم: يا رب ما هذا النور؟ فقال الله تعالى: هذا نور محمد صلى الله عليه وسلم, وهو حبيبى وصفيى ورسولى, هذا سيد الأنبياء والمرسلين, وما خلقت كل شئ إلا لأجله, فلما سمع القلم تمنى أن يسلم على نور محمد عليه الصلاة والسلام, فاستأذن فى ذلك, فقال: السلام عليك يا رسول الله, ويا حبيب الله, ويا نور الله, فقال الله تعالى: يا قلم, أنت سلمت على حبيبى ورسولى, وهو فى هذه الساعة غائب, ولو كان حاضرًا لسلم عليك(يعنى يرد السلام), وأنا أرده عليك لأجله, فقال: عليك منى السلام يا قلم, ثم أمر أن يكتب(الرحمن الرحيم), فقال القلم: يا رب ما هذه الأسماء عليك؟ قال الله تعالى: أنا الله للسابقين, وأنا الرحمن للمقتصدين, وأنا الرحيم للعاصين والظالمين. من كتاب (خزينة الأسرار). وجاء فى كتاب الشفا فى شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم ان سيد الخلق صلى الله عليه وسلم دعا بكاتب فقال: "يا كاتب, ألق الدواة, وحرِّف القلم, وأقم الباء, وفرِّج السين, وافتح الميم, وبيِّن الجلالة, وجوِّد الرحمن الرحيم, فإن رجلاً من بنى اسرائيل كتبها وحسَّنها, فغفر الله له بذلك". * و قد روى فى الاثر انه كتب قيصر ملك الروم إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه: إن لى صداعًا لا يسكن, فابعث لى دواء إن كان عندك, فإن الأطباء عجزوا عن المعالجة, فبعث عمر رضى الله عنه قلنسوة, فكان إذا وضعها على رأسه سكن صداعه, وإذا رفعها عن رأسه عاد صداعه, فتعجب منه ففتش فى القلنسوة فإذا فيها كاغد (ورقة) مكتوب عليه: بسم الله الرحمن الرحيم. ومما سرد فى كرامة الفاروق بن الخطاب رضى الله عنه بموضوع نيل مصر وعروس النيل وخطاب عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى النيل: بسم الله الرحمن الرحيم, يا نيل, إن كنت تجرى بغير أمر, فلا حاجة لنا قبلك, وإلا فإجر بإذن الله تعالى, فلما ألقى فيه الكتاب فاض بإذن الله تعالى. * و حكى إن امرأة مؤمنة وزوجها منافق, وكانت تقول فى كل أمورها البسملة, فغضب زوجها ثم قال: سوف أخجلها, فدفع إليها صرة وقال: احفظيها, فقالت البسملة وحفظتها بمرقعة وخاطتها فيها وقالت البسملة, فجاء زوجها وسرق الصرة ورماها فى البحر وذهب إلى حانوته, فمر صياد فاشترى منه سمكتين وأرسلهما إلى زوجته, فجلست لتعد له العشاء وقالت البسملة وشقت بطن السمكة, فإذا بالصرة فأخذتها وقالت البسملة و أرجعتها مكانها, فجاء الزوج فأكل ثم طلب الصرة, فقامت بالبسملة وأحضرتها, فلما رآها سجد لله وقال: آمنت با لله رب العالمين. و قال أبو بكر الوراق: ان البسملة روضة من رياض الجنة, لكل حرف منها تفسير. * روى الطبرانى: إنه لا يدخل الجنة أحد إلا بجواز البسملة... هذا كتاب من الله تعالى لفلان الفلانى: ادخلوه جنة عالية, قطوفها دانية, فهى توازن أعمال الثقلين. و لم يؤثر السم فى سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضى الله عنه حين شربه بسبب البسملة إذ قالها قبل شرابه . وقد أخرج أبو نعيم وابن السنى عن السيدة عائشة رضى الله عنها أنها قالت لما نزلت "بسم الله الرحمن الرحيم": سبحت الجبال حتى سمع أهل مكة ومن بها, فقالوا: سحر محمد الجبال, فبعث الله دُخانًا حتى أظل على أهل مكة, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ بسم الله الرحيم موقنًا سبحت معه الجبال إلا أنه لا يسمع منها". ولما نزلت هرب الغيم من المشرق إلى المغرب وسكنت الرياح وماجت البحار بأمواجها, وأصغت البهائم بأذنها. ولما نزلت آية الأمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سورة (الجن) بمكة فأمر النبى صلى الله عليه وسلم فكتبت على رؤوس السور وصدور الرسائل والدفاتر. وحلف رب العزة بعزته أن لا يسمى مؤمن موقن على شئ إلا باركت له فيه, ولا يقرؤها مؤمن إلا قالت الجنة له: لبيك وسعديك, اللهم ادخل عبدك هذا فى (بسم الله الرحمن الرحيم). فإذا دعت الجنة لعبد, فقد استوجب له دخولها. * أخرج ابن السنى والديلمى عن علىِّ رضى الله عنه مرفوعًا: إذا وقعت فى ورطة فقل: بسم الله الرحمن الرحيم, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم, فإن الله يصرف بها ما يشاء من أنواع البلايا. * و روى عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم, صرف الله عنه سبعين بابًا من انواع البلايا والهم والغم واللمم. * وعن أس بن مالك رضى الله عنه: قال النبى صلى الله عليه وسلم: "لو كانت الأشجار أقلامًا, والبحار مدادًا, واجتمعت الجن والإنس والملائكة كُتَّابًا وكتبوا معنى (بسم الله الرحمن الرحيم) ألفى ألف سنة, لما قدروا على كتابة عُشر عشيره". (رسالة البسملة/ خزينة الأسرار). * روى عن النبى صلى الله عليه وسلم: إذا قال العبد (بسم الله الرحمن الرحيم), قال أهل الجنة: لبيك وسعديك, اللهم إن عبدك فلان قال (بسم الله الرحمن الرحيم), اللهم أخرجه من النار وأدخله فى جنتك". * أخرج أبو الشيخ عن صفوان بن سليم قال: الجن يستعملون بمتاع الإنس وثيابهم, فمن أخذ منكم ثوبًا أو وضعه فليقل: (بسم الله الرحمن الرحيم), فإن اسم الله تعالى طابع. فيُسن طى الثياب بالليل, لأن الطى يرد إليها أرواحها, ويُسن التسمى عليها, فإن لم يفعل صار الشيطان يلبسها بالليل وهو يلبسها بالنهار, فتبلى سريعًا. ومن تعاليم البسملة حيث يُسن تغطية الإناء ليلاً أو نهارًا, ولو يعود يعرض عليه مع البسملة, لأن السر الرافع للأذى هو: اسم الله تعالى. أخرج عبد الرازق وأبو نعيم عن عطاء: إذا تناهقت الحمر من الليل فقولوا: بسم الله الرحمن الرحيم, أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. أخرج الديلمى عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم: " إن المعلم إذا قال للصبى قل (بسم الله الرحمن الرحيم) فقالها, كتبت للمعلم والصبى ولأبويه براءة من النار". وفىحكايات فتى أصحاب الأخدود عندما حاولوا قتله لأكثر من مرة, فطلب منهم أن يقولوا: بسم الله رب الغلام, فقتل, وأسلم العديد. و يأجوج ومأجوج كل يوم ينحتون السد ويصبح كأن لم يكن حتى يبدأو النحت بالبسملة فيفتح لهم. وقد حكى أن شيطانًا سمينًا لقى شيطانًا مهزولاً فسأله, فأخبره أنه مع رجل كثير البسملة, والآخر مع رجل لا يسم. وكذلك حكى أن أبا مسلم الخولانى كان له جارية تسقيه السم فلا يؤثر فيه, فسألته عن ذلك فقال: ما حملك على ذلك؟ قال: إنك صرت شيخًا كبيرًا, فأعتقها فقال: إنى أقول عند كل شرب أو أكل البسملة, فلا يضرنى شئ. و حكى أيضا أن لقمان رأى رقعة فيها البسملة فرفعها وأكلها, فأكرمه الله تعالى بالحكمة