استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة خلال اقتحامها بلدة جنوب جنين    محمد بركات: مباراة الأهلي والترجي فقيرة فنيا    أول ما عرف بطلاقي، صابرين تروي قصة مكالمة جددت حبها والمنتج عامر الصباح بعد 30 عاما    بيني جانتس يهدد بالاستقالة من حكومة نتنياهو لهذه الأسباب    رئيسا روسيا وكازاخستان يؤكدان مواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين    "التنظيم والإدارة" يكشف عدد المتقدمين لمسابقة وظائف معلم مساعد مادة    ظهر بعكازين، الخطيب يطمئن على سلامة معلول بعد إصابته ( فيديو)    مدرب نهضة بركان: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    بن حمودة: أشجع الأهلي دائما إلا ضد الترجي.. والشحات الأفضل في النادي    بعثة الأهلي تغادر تونس في رحلة العودة للقاهرة بعد التعادل مع الترجي    خاص- تفاصيل إصابة علي معلول في مباراة الأهلي والترجي    الداخلية تكشف حقيقة فيديو الاستعراض في زفاف "صحراوي الإسماعيلية"    نصائح لمواجهة الرهبة والخوف من الامتحانات في نهاية العام الدراسي    هل تسقط احتجاجات التضامن مع غزة بايدن عن كرسي الرئاسة؟    بوجه شاحب وصوت يملأه الانهيار. من كانت تقصد بسمة وهبة في البث المباشر عبر صفحتها الشخصية؟    الحكم الشرعي لتوريث شقق الإيجار القديم.. دار الإفتاء حسمت الأمر    بعد اكتشاف أحفاد "أوميكرون "، تحذير من موجة كورونا صيفية ولقاح جديد قريبا    مع استمرار موجة الحر.. الصحة تنبه من مخاطر الإجهاد الحراري وتحذر هذه الفئات    عيار 21 الآن بالسودان وسعر الذهب اليوم الاحد 19 مايو 2024    «إزاي تختار بطيخة حلوة؟».. نقيب الفلاحين يكشف طريقة اختيار البطيخ الجيد (فيديو)    إيطاليا تصادر سيارات فيات مغربية الصنع، والسبب ملصق    بعد الانخفاض الكبير في عز.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد بالمصانع والأسواق    باقي كام يوم على الإجازة؟.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    الأرصاد الجوية تحذر من أعلى درجات حرارة تتعرض لها مصر (فيديو)    شافها في مقطع إباحي.. تفاصيل اتهام سائق لزوجته بالزنا مع عاطل بكرداسة    رضا حجازي: التعليم قضية أمن قومي وخط الدفاع الأول عن الوطن    تعزيزات عسكرية مصرية تزامنا مع اجتياح الاحتلال لمدينة رفح    مصطفى قمر يشعل حفل زفاف ابنة سامح يسري (صور)    حظك اليوم برج العذراء الأحد 19-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أصل الحكاية.. «مدينة تانيس» مركز الحكم والديانة في مصر القديمة    باسم سمرة يكشف عن صور من كواليس شخصيته في فيلم «اللعب مع العيال»    صاحب متحف مقتنيات الزعيم: بعت سيارتي لجمع أرشيف عادل إمام    حماية المنافسة: تحديد التجار لأسعار ثابتة يرفع السلعة بنسبة تصل 50%    نشرة منتصف الليل| الحكومة تسعى لخفض التضخم.. وموعد إعلان نتيجة الصف الخامس الابتدائي    عماد النحاس: وسام أبو علي قدم مجهود متميز.. ولم نشعر بغياب علي معلول    محافظ بني سويف: الرئيس السيسي حول المحافظة لمدينة صناعية كبيرة وطاقة نور    "التصنيع الدوائي" تكشف سبب أزمة اختفاء الأدوية في مصر    وظائف خالية ب وزارة المالية (المستندات والشروط)    بعد ارتفاعه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 19 مايو 2024    أوكرانيا تُسقط طائرة هجومية روسية من طراز "سوخوى - 25"    اليوم السابع يحتفى بفيلم رفعت عينى للسما وصناعه المشارك فى مهرجان كان    نقيب الصحفيين: قرار الأوقاف بمنع تصوير الجنازات يعتدي على الدستور والقانون    أخذتُ ابني الصبي معي في الحج فهل يصح حجُّه؟.. الإفتاء تُجيب    رامي ربيعة: البطولة لم تحسم بعد.. ولدينا طموح مختلف للتتويج بدوري الأبطال    صرف 90 % من المقررات التموينية لأصحاب البطاقات خلال مايو    رقصة على ضفاف النيل تنتهي بجثة طالب في المياه بالجيزة    جريمة في شارع ربيع الجيزي.. شاب بين الحياة والموت ومتهمين هاربين.. ما القصة؟    بذور للأكل للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    تعرف علي حكم وشروط الأضحية 2024.. تفاصيل    على متنها اثنين مصريين.. غرق سفينة شحن في البحر الأسود    هل يعني قرار محكمة النقض براءة «أبوتريكة» من دعم الإرهاب؟ (فيديو)    وزير روسي: التبادلات السياحية مع كوريا الشمالية تكتسب شعبية أكبر    البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي الأمريكي سيبحث مع ولي العهد السعودي الحرب في غزة    حريق بالمحور المركزي في 6 أكتوبر    وزير التعليم: التكنولوجيا يجب أن تساعد وتتكامل مع البرنامج التعليمي    إطلاق أول صندوق للطوارئ للمصريين بالخارج قريبًا    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دستور 2014 أكد على دور المصريين في حماية وحدة الأمة العربية.. الأمن القومي العربي يسترد عافيته بثورة 30 يونيو.
نشر في المسائية يوم 03 - 07 - 2014

عقب ساعات من خلع الأخوان أدرك عرب الخليج الأبعاد القومية لثورة 30يونيو فبادروا إلى تقديم دعمهم السخي لمصر.
المواطن النموذجي عدلي منصور :
بيان خادم الحرمين الشريفين ودعم الأشقاء في الخليج ساهم في تحجيم كل القوى التي حاولت التدخل في الشأن الداخلي المصري.
في شيخوختي استقبلت تحذيرات الملك عبد الله والأمير سعود الفيصل للمتربصين بمصر عقب ثورة 30يونيو بنفس الفرحة التي استقبلت فيها في طفولتي إنذار بولجانين لبريطانيا وفرنسا خلال عدوانهما على مصر في 56
أراد مسئول إماراتي أن يعبر عن احتفاء بلاده بثورة 30 يونيو فقال إن أسطولا إماراتيا محملا بالوقود لدعم مصر أوله في السويس وآخره في دبي .
اللواء حفتر يحاول أن يقدم نفسه "سيسي ليبيا " مستغلا شعبية عبد الفتاح السيسي بين الليبيين !

لم تمض سوى ساعات عقب نجاح ثورة 30يونيو في الإطاحة بحكم جماعة الإخوان حتى أدرك العرب الوجه القومي للثورة التي أطاحت بالجماعة الإرهابية من سدة الحكم في مصر ..فأسرعوا ليس فقط لمباركتها عبر تصريحات مسئوليها وخطابها الإعلامي ..بل وتقديم العون المادي والسخي جدا لتقف الدولة المصرية على قدميها ..وأكثر من هذا وجه بعض المسئولين العرب تحذيراتهم للقوى الكبرى بألا تضع المتاريس أمام المصريين في سعيهم للنهوض مجددا ..
حيث بادرت المملكة العربية السعوديةودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت بتقديم حزمة مساعدات سخية لمصر، فقد قرر العاهل السعودي الملك عبد الله منح مصر دعما قدره خمسة مليارات دولار..و في نفس اليوم أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن مساعدات قيمتها ثلاثة مليارات دولار..وخصصت أسطولا لمد مصر بما تحتاجه من وقود "بوتاجاز وسولار وبنزين " لمواجهة أزمة الطاقة التي استفحلت في ذلك الوقت .. وحينها قال أحد المسئولين الإماراتيين تعبيرا عن احتفاء شعب الإمارات وحكومتها بالتغييرات التي شهدتها مصر إن الأسطول سيكون أوله في ميناء السويس وآخره في دبي ! وسارع وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد إلى نشر تغريدة على حسابه مهنئًا المصريين بثورتهم المجيدة .. في حين قررت الكويت منح مصر مساعدات بقيمة أربعة مليارات دولار.
بيان الملك عبد الله
ومع فض اعتصامي رابعة والنهضة بالقوة تحت وطأة الضغوط الشعبية بعد فشل الوساطات لاقناع القيادات الأخوانية بإنهاء الاعتصامين سلميا ..بدأت القوى الغربية تمارس ضغوطها على القاهرة لاضعاف الحكومة المدنية المؤقتة برئاسة المستشار عدلي منصور ومن خلفه المؤسسة العسكرية التي أظهرت أصالتها الوطنية خلال ثورة 30 يونيو وارتباطها الجيني بهذا الشعب ..حين ساندت ثورته بقوة وحزم ..فبادر الأشقاء في الخليج باتخاذ مواقف قوية وحازمة لمؤازرة الشعب المصري .. أقل ما توصف بأنها تاريخية .. حيث أدلى خادم الحرمين الشريفين في 16 أغسطس ببيانه الشهير .. الذي وصف فيه الوضع غير المستقر في مصر بأنه يسر كل عدو كاره لاستقرار مصر وأمنها.. ويؤلم في الوقت ذاته كل محب حريص على ثبات ووحدة الموقف المصري الذي يتعرض اليوم لكيد الحاقدين في محاولة فاشلة -إن شاء الله- لضرب وحدته واستقراره من قبل كل جاهل أو متعمد أو غافل عما يحيكه الأعداء.. وناشد العاهل السعودي رجال مصر والأمتين العربية والإسلامية من العلماء وأهل الفكر والوعي والعقل والقلم أن يقفوا وقفة رجل واحد وقلب واحد في وجه كل من يحاول زعزعة دولة لها في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية مكان الصدارة مع أشقائها من الشرفاء.. وألا يقفوا صامتين تجاه ما يحدث .. وقال الملك عبد الله في بيانه الحازم: "ليعلم العالم أجمع بأن المملكة العربية السعودية شعباً وحكومة وقفت وتقف اليوم مع أشقائهافي مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة وكل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية لردع كل عابث أو مضلل لبسطاء الناس من أشقائنا في مصر، وليعلم كل من تدخل في شؤونها الداخلية بأنهم يوقدون نار الفتنة ويؤيدون الإرهاب الذي يدعون محاربته آملاً أن يعودوا إلى رشدهم قبل فوات الأوان، ومصر الإسلام والعروبة والتاريخ المجيد لن يغيرها قول أو موقف هذا أو ذاك.. وأنها قادرة بحول الله وقوته على العبور إلى بر الأمان.. يومها سيدرك هؤلاءأنهم أخطأوا يوم لا ينفع الندم"
الإمارات مع عبد الله
وعقب إلقاء الملك عبد الله بيانه سارعت دولة الإماراتن العربية المتحدة لتعرب عن تأييدها ودعمها الكاملين لتصريح عاهل السعودية حول مصر، وأكدت أن هذا التصريح ينم عن اهتمامه والمملكة العربية السعودية بأمن واستقرار مصر وشعبها..كما يأتي في لحظة محورية مهمة تستهدف وحدة مصر واستقرارها.. وشددت الإمارات على أنها تقف مع المملكة العربية السعودية في دعم مصر وسيادتها و دعم دعوة العاهل السعودي لعدم التدخل في شؤون مصر الداخلية وكذلك في موقفه الثابت والحازم ضد من يوقدون نار الفتنة ويثيرون الخراب في مصر..
مثل إنذار بولجانين
وكمواطن مصري يمكنني أن أقول ببساطة أنني في شيخوختي استقبلت هذا البيان وتصريحات الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة بعد ذلك بيومين في باريس بنفس الإحساس بالفرحة الذي استمعت فيه في طفولتي من الإذاعة المصرية لإنذار بولجانين رئيس وزراء الاتحاد السوفييتي الذي وجهه لبريطانيا وفرنسا خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 محذرا الدولتين بأن عاصمتيهما مهددتان بالضرب بالصواريخ العابرة للقارات إن لم يوقفا عدوانهما على مصر .
وكان الأمير سعود الفيصل قد توجه إلى باريس يوم 18 أغسطس 2014..وقال عقب لقائه بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولند إنه جاء إلى باريس للبحث في الأوضاع الراهنة في مصر بغية توحيد الرؤى على ما يجري فيها من أحداث مبني على حقائق وليس على فرضيات..
واستطرد قائلا : إن انتفاضة 30مليون مصري لا يمكن بأي حال من الأحوال أن توصف بالانقلاب العسكري.. إذ أن الانقلابات العسكرية تجري تحت جنح الظلام، كما أن من تولى سدة الحكم في مصر رئاسة مدنية وبما يتوافق مع الدستور المصري. وأكد سعود الفيصل أن هذه المواقف إذا استمرت – يقصد المواقف الغربية من ثورة 30 يونيو - لن ننساها في المملكةالعربية السعودية ولن ينساها العالم العربي والإسلامي وسيوصم هذا الزمان بأنه الزمان الذي انتهكت فيه الحقوق وبررت تبريرات واهية لا يمكن أن يقبلها عقل أو يرتكن إليها ضمير.. ولن نأخذ من يتجاهل هذه الحقائق وينساق وراء الدعايات والأكاذيب الواهية بأنه حسن نية أو جهالة وإنما سنأخذها على أنها مواقف عدائية ضد مصالح الأمتين العربية والإسلاميةواستقرارهما.. فمصر لا يمكن أن ينالها سوء وتبقى المملكة والأمة العربية صامتة وهي أمةإن شاء الله قوية بإيمانها وبشعوبها وبإمكانياتها. وقال: "ولتعلم كل الدول التي تتخذ هذه المواقف السلبية تجاه مصر بأن السعير والخراب لن يقتصر على مصر وحدها بل سينعكس على كل من ساهم أو وقف مع ما ينالها من مشاكل واضطرابات تجري على أرضها اليوم ..ونوه الفيصل إلى أن المملكة تعرب عن استغرابها للمواقف الدولية التي تم التعبير عنها بشي من الاستحياءحول الوضع في مصر والذي يظهر ميلاً إلى جانب من يحاولون استخدام الشعب المصري كأداةمن أدوات العمل السياسي. وأكد الفيصل أن المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباًوقفت وستقف دائماً مع مصر وأن الدول العربية لن ترضى مهما كان بأن يتلاعب المجتمع الدولي
بمصيرها أو أن يعبث بأمنها واستقرارها وأتمنى من المجتمع الدولي أن يعي مضامين رسالةخادم الحرمين الشريفين بأن المملكة جادة ولن تتهاون في مساندة الشعب المصري لتحقيق أمنه واستقراره.. أما من أعلن وقف مساعدته لمصر أو يلوح بوقفها فإن الأمة العربية والإسلاميةغنية بأبنائها وإمكاناتها ولن تتأخر عن تقديم يد العون لمصر
.. لقد كان للموقف السعودي تأثيره القوي على الساحة الدولية ..ومعه موقف دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين وسلطنة عمان ..وبالطبع لايمكن تجاهل الدعم الاقتصادي القوي الذي قدمته الدول الخليجية لمصر خلال الشهور التالية لثورة يونيو ..والتي بلغت وكما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال حوار تليفزيوني قبيل انتخابات الرئاسة 20مليار دولار ..
مصر لاتشترى !
وإذا كان البعض يظن أن هذه المساعدات ثمنا لشراء موقف مصري مؤيدا وداعما لدول الخليج في صراعها مع قوى إقليمية تحاول زعزعة استقرار هذه الدول ..هذا ما ألمحت إليه وكالة رويترز يوم 20 يونيو الحالي في تقرير بثته بمناسبة زيارة العاهل السعودي القصيرة لمصر واجتماعه في الطائرة بالرئيس السيسي حين نوهت إلى إلى أن المملكة تريد أن تكون مصر حائط صد وسط الصراعات المستعرة في العراق وسوريا وهي صراعات يمكن أن يكون من شأنها تغيير تحالفات إقليمية وحدود دول..
فهذه رؤية تعوزها الموضوعية ..فالقضية أخطر من أن تختزل في رؤى قطرية ضيقة..إن مصرو دول الخليج لا تنظر للأمر من هذا المنظور البراجماتي الضيق وشديدالسطحية ....ثمة أمن قومي عربي مهدد من قبل قوى إقليمية ودولية ..ولدى العواصم العربية ..خاصة في مصر والخليج من الوعي الآن وبعد ثورة 30 يونيو ما يدفع الجميع للسعي معا لإعادة ضخ الدماء مجددا في النظام العربي ليعي أطرافه دورهم في حماية الأمة .
إن ثورة 30 يونيو أعادت مصر إلى منظومتها العربية بعد أكثر من ثلاثة عقود عمل فيها نظام مبارك تحت شعار "مالناش دعوة "..مما شجع القوى الإقليمية والخارجية لتنقض على الجسد العربي في محاولة لتفتيته ..
وعودة مصرلممارسة دورها في حماية الأمن القومي ..ليس لمصلحة الرياض أو الإمارات أو الكويت أو البحرين ..بل لمصلحة النظام العربي كله بما فيها مصر ..وكما نوه الرئيس السيسي مرارا أن أمن الخليج من أمن مصر وأن العمل على حماية الأمن القومي العربي من الثوابت المصرية ..ومصر لاتمارس هذا الدور من خارج الدائرة في مقابل ..بل من داخل الدائرة ..ولإحساسها العميق بانها ركيزة الأمن القومي العربي ..وأن أي تهديد لأي دولة عربية هو تهديد لها .. وحين قال : مسافة السكة ! لم تكن زلة لسان ..بل أنه أعاد التأكيد عليها بعد ذلك خلال احتفالات التنصيب ..فالقوات المصرية ستقوم دورها لحماية أمن الأمة ...ومصر في ذلك لاتدفع بقواتها لمغامرات عسكرية خارج الحدود ..بل للدفاع عن الأمن القومي للأمة ..وهي بذلك تجسد إرادة المصريين التي عبروا عنها في المادة الأولى من دستور 2014 والتي تنص على
أن
"الشعب المصرى جزء من الأمة العربية يعمل على تكاملها ووحدتها"
المواطن النموذجي عدلي منصور
لقد عبر المواطن النموذجي المستشار عدلي منصور رئيس جمهورية مصر العربية خلال المرحلة الانتقالية في حوار تليفزيوني أدلى به للتليفزيون الكويتي يوم 18نوفمبر من العام الماضي عن وعي المصريين بالدور الكبير والمهم للأشقاء في الخليج لدعم ثورة 30 يونيو ومساندتهم لمصر في تلك المرحلة الحرجة حيث أكد على أن هذه المساندة أعطت لمصر قوة دفع في مواجهة ما كان يُحاك لها من مخططات خارجية ومحاولات للتدخل في شئونها الداخلية، فضلاً عن أن الدعم المادي والسياسي العربي والخليجي مكنَ مصر من التحرك بقوة وحرية واستقلالية في مواجهة الضغوط الخارجية التي سعت إلى فرض مواقف معينة ضد مصالح الوطن والشعب المصري ..
وقال منصور أيضا : إن بيان خادم الحرمين الشريفين عقب ثورة 30 يونيو، مثًل بالنسبة لمصر "وقفة الرجال"، حيث شدد من خلاله العاهل السعودي على صد الهجوم على مصر في تلك المرحلة بما ساهم في تحجيم كل القوى التي حاولت التدخل في الشأن الداخلي المصري.
ضغط إماراتي
ومن جانبها مارست دولة الإمارات ضغوطا قوية على دول غربية بسبب موقفها المتخازل تجاه جماعة الأخوان المسلمين والجماعات الإرهابية بشكل عام ..
..بل أنها وجهت صفعة للساسة البريطانيين بسبب إيواء بلادهم الجماعات الإرهابية .. وكما ذكرت صحيفة فايننشيال تايمزفي تقرير لها فقد أنهت أبو ظبي
تعاقد مدربين عسكريين بريطانيين
للقوات المسلحة الإماراتية
كما تراجعت عن خطط شراء مقاتلات "تايفون" البريطانية ..وهي صفقة تقدر ب10مليارات دولار رغم الجهود التي بذلها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لاتمام الصفقة
وأشارت الصحيفة إلى..
أن الإمارات أعربت في السر عن استيائها من منح السلطات البريطانية حق اللجوء لنشطاء إماراتيين هربوا من الدولة الخليجية بعد حملة على إسلاميين انتهت بسجن حوالي 70 شخصًا العام الماضي لإدانتهم ب"بتدبير محاولة للإطاحة بالحكومة".
وتقول الصحيفة إن مسئولين بريطانيين وأمريكيين يجوبون دول الخليج في محاولة لإقناع المسئولين فيها بأن الغرب سيكون عونًا في مواجهة "التدخل" الإيراني في دول مثل سوريا والبحرين واليمن والعراق ..أي أنهم ليسوا في حاجة إلى دولة مثل مصر ..وعلى مدار الاشهور التي سبقت الانتخابات الرئاسية المصرية ..مارس مسئولون أمريكيون ضغوطهم على دول الخليج لتمارس ضغوطها على عبد الفتاح السيسي كي لايرشح نفسه رئيسا لمصر ..ولم تذعن هذه الدول لتلك الضغوط.
رسالة لواشنطن
ولاأظن أن حرص العاهل السعودي رغم ظروفه الصحية على التوقف في مطار القاهرة ..للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار المسئولين المصريين إلا رسالة قوية منه للإدارة الأمريكية بأن العرب لن يقفوا صامتين عن اقتطاعها لجزء من بنسات المساعدة التي تقدمها لمصر ..وأنهم – أي العرب وفي الصدارة المملكة العربية السعودية – لن يتركوا مصر مأزومة اقتصاديا ..فلا المصريون ولاالعرب سيقبلون أن تصبح القاهرة صيدا سهلا لأنياب الغرب أو صندوق النقد الدولي ..
وهذا الموقف السعودي ينبع من إيمان عميق ..ليس فقط بالمسئولية القومية ..بل وأيضا أن الدوري المصري المطلوب لحماية الأمن القومي العربي من المخاطر التي تهدده لابد وأن يتكيء على قاعدة اقتصادية مصرية قوية .
سيسي ليبيا
ومثلما كانت ثورة الياسمين في تونس مصدر إلهام للقوى الوطنية في العديد من بلدان العالم العربي لتثور ضد الاستبداد والديكتاتورية فقد كانت ثورة 30يونيو في مصر حافزا لقوى وطنية عربية لتكشر عن أنيابها في مواجهة التيارات الدينية ..
وفي ليبيا ينظر الكثير من الليبيين إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي كبطل قومي ..بل ويرون أن خلاص ليبيا في حاجة إلى سيسي ليبي ..
ويقول الكاتبان أولف ليسينج وفراس بوسلوم في تقرير لهما بثته وكالة رويترز مؤخرا أن الليبيين يتطلعون إلى جارتهم الشرقية " مصر بعد أن فاض كيلهم من الميليشيات والمتشددين الإسلاميين الذين ملأوا فراغا في السلطة بعد خمسة رؤساء وزراء ضعاف منذ 2011 وبات كثيرون منهم يرون في عودة حكم الرجل القوي -كما هو الحال في مصر- حلما منشودا.
ويشير الكاتبان إلى
الموظف الليبي محمد علي حيث تحمل بطاقته المهنية صورة الرجل الوحيد الذي يعتقد أنه قادر على إنقاذ بلده من التمزق .. عبد الفتاح السيسي.
.
ويقول هذا الموظف الليبي الذي وضع صورة السيسي على هاتفه المحمول أيضا "السيسي رجل رائع.. وطني ومسلم وعربي. يعيد الاستقرار ويتصدى للإرهاب".."
وأضاف "ساستنا لا يفكرون إلا في مصالحهم الشخصية. نتمنى لو أن لدينا أحدا مثل السيسي
وفي المقاهي المنتشرة في أنحاء ليبيا وعلى وسائل التواصل الإجتماعي بات التعبير عن الإعجاب بالسيسي نقطة محورية في أي حديث.. واكتسب السيسي شهرة حتى أن شاعرا مغمورا كتب قصيدة له تناقلها كثيرون من مستخدمي الفيسبوك.
وتقول الوكالة :هناك من الليبيين من ينتقد السيسي ويحمله المسؤولية عن أشرس حملة أمنية منذ عقود بعد عزل مرسي. لكن جلهم يرى في إزاحة مرسي نهاية سعيدة لعام رئاسي اتسم بالفوضى.. وفي أذهانهم صورة حكومتهم العاجزة وبرلمانهم الذي يهيمن عليه حزب إسلامي متحالف مع الإخوان المسلمين.
وتقول أسماء سريبة وهي نائبة ليبية مستقلة لوكالة رويترز"الموقف واحد في مصر وليبيا حيث يهاجم إرهابيون الشرطة والجيش"..
وأضافت "حرب الجيش المصري على الإرهاب جعلت كثيرا من الليبيين يرون في المؤسسات العسكرية المنقذ من الإغتيالات والإنفجارات"
ويرسم البعض أوجه شبه بين السيسي والقائد السابق للجيش الليبي خليفة حفتر الذي أعلن حربا على الإسلاميين..بل إن البعض يطلق عليه سيسي ليبيا...
..ولا يحظى حفتر بمصداقية بين العديد من الليبيين لأنه غير مدعوم بجيش حقيقي ولأنه كان على صلة بالقذافي إذ أنه ساعده على بلوغ السلطة عام 1969 قبل أن ينقلب عليه في الثمانينات وكذلك لما يتردد عن صلاته بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ..إلا أنه يحاول أن يستغل شعبية السيسي الطاغية في ليبيا ليقدم نفسه ك " سيسي ليبيا " التي سيخلصها من الإرهاب
ويأمل كثير من الليبيين أن يعزز السيسي التعاون الأمني مع ليبيا التي لم تحقق تقدما يذكر في بناء الجيش والشرطة.
وفي اليمن أيضا ينظر الكثير من الشعب اليمني ..كما هو الحال في ليبيا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي كبطل قومي ..يعمل على إنقاذ مصر من الإرهاب ..ويتطلعون إلى ظهور سيسي في اليمن قادر على إعادة الاستقرار والأمن ..ويشعر الكثير من اليمنيين بأن طموحهم بدأ يتحقق مع إسناد حقيبة وزارة الداخلية للواء ركن عبده حسين الترب يوم 7مارس الماضي باعتباره " سيسي اليمن " الذي سيطهرها من إرهاب تنظيم القاعدة
ويفسر الخبير العسكري اليمني العقيد أسامة عبد الولي الحلالي، النجاحات النوعية التي حققها اللواء الترب، بأنه ناتج عن التزامه بالمهنية والحزم، والبعد عن الحزبية، إضافة إلى قدراته العسكرية. وقال الحلالي في تصريحات صحفية ل«الشرق الأوسط»، رغم أن الترب جاء بترشيح من حزب سياسي، لكنه تجرد من أي انتماء، وأثبت أنه رجل وطني، جعل الوطن فوق الجميع». ويتابع: «تعرفت عليه قبل أن يكون وزيرا ووجدته محبا لوطنه، ملتزما بالقانون وحاميا لمؤسساته». ويرى الحلالي أن الأداء الأمني يحتاج إلى قدرات نوعية، وتجرد من أي انتماء سياسي، مع تكامل وتنسيق مع أجهزة الدولة المختلفة وهو ما نجح في تحقيقه الوزير الترب
صراع قوميات
وماهي المخاطر التي تهدد االأمن القومي العربي ؟
تلك واحدة من القضايا التي تشغلني منذ أكثر من عقدين وأكتب عنها كثيرا.. أقربها في تقريرين حول الصراع في العراق والذي أراه صراعا بين قوميات وبإدعاءات مذهبية أحدهما نشر في موقع الحوار المتمدن يوم 21 يونيو الحالي والثاني يوم 23 يونيو بجريدة المسائية..وهذا ما ألح عليه دائما..
ان ثمة ثلاث قوى اقليمية تتصارع ليكون لكل منها اليد الطولى في تسيير امور المنطقة .. الأتراك الذين يظنون أن ارثهم العثماني يمنحهم الحق في أن تكون أنقرة مقرغرفة صناعة القرار الرئيسية في المنطقة..ولامانع من التلميح في دغدغة ساذجة للمفتونين بفكرة الخلافة الاسلامية أن الأتراك العثمانيين هم الأقدر على اعادة شمس الخلافة وبالتالي حماية ديار الاسلام من خطر الصهيونية العالمية والسنة من طموحات الشيعة "ولامانع ايضا من تذكير عرب اليوم "السنيين"..بأنه لولا تصدي العثمانيين للصفويين الشيعة في مطلع القرن السادس عشرة لاجتاحوا العراق السنية وبعدها كل البلاد العربية ..! والقوة الثانية تتمثل في ايران – الحرس الثوري – الذي يسعى الى اعادة المجد الفارسي القديم تحت عباءة اسلامية شيعية ..وأيضا مستخدما ذات الورقة الزائفة في كسب تأييد الشارع العربي الاسلامي ..أنه قادرعلى التصدي للأطماع الصهيونية والأمريكية في المنطقة "لذا أطلق على أحد فرقه القدس ..وأرسل جزءا منها الأسبوع الماضي لاحتلال كركوك في العراق!!!" .. أما القوة الثالثة فهي اسرائيل التي تفتقد الى العمق التاريخي رغم كل ما تحاول ترويجه من أساطير تاريخية أثبتت جماعة المؤرخين الجدد – الاسرائيية !- زيفها وبطلانها ..إلى الحد الذي دفع الباحث كيث ويتلام إلى القول في كتابه " اختلاق إسرائيل القديمة إسكات التاريخ الفلسطيني " أنها – أي إسرائيل- ليست سوى كينونة في الزمان الفلسطيني الكاسح !!!!!!!!
بل أن المؤرخ ويلز في كتابه " موجز التاريخ "يذهب إلى أبعد من ذلك حين يقول في سخرية مرة :كانت حياة العبرانيين في فلسطين تشبه حياة رجل يصر على الإقامة وسط طريق مزدحم فتدوسه الحافلات والشاحنات باستمرار ..وفي النهاية لم تكن مملكتهم سوى حادث طاريء في تاريخ مصر وسوريا وآشور وفينيقيا ..ذلك التاريخ الذي يفوق كثيرا في عراقته وعظمته تاريخهم ..
..ورغم كل ما يحف بالكيان الصهيوني من دلائل اللاشرعية الا أن مؤسسيه نجحوا في توظيف معطيات الخريطة السياسية العالمية خلال النصف الأول من القرن العشرين ..ليس فقط لتخليق وطن لليهود ..ولاحتى دولة صغيرة تضم خمسة أو ستة ملايين من يهود الشتات..بل قوة اقليمية عظمى شديدة الخطر على البشرية ..حيث يتجاوز مجالها الحيوي جغرافية الاقليم ليمتد الى كل جغرافية الكوكب ..ويتسلل نفوذها الى غرف صناعة القرار بالعواصم الكبرى شرقا وغربا....حتى أن 59% من الأوربيين خلال استطلاع أجرته المفوضية الأوربية منذ عدة سنوات قالوا إن إسرائيل هي أخطر الدول على السلام العالمي.
وثمة قوة رابعة في المنطقة .. القومية العربية ..والتي تملك كل مقومات التفوق على كافة القوى المتصارعة..من حيث عدد السكان والامتداد الجغرافي والامكانيات الاقتصادية الهائلة ..ولكنها طاقات معطلة لأسباب تتعلق بطبيعة أنظمة الحكم ..وأيضا إنزواء مصر وانكفائها على ذاتها رافعة شعار " مالناش دعوة" ! ..مما نجم عنه وهن النظام الرسمي العربي ..بل وجعل من الجغرافية العربية مطمعا لكل القوى الاقليمية ..فايران تحتل جزر طنب الكبرى والصغرى وابو موسى العربية وتركيا تحتل اقليم الاسكندرونة السوري وقامت بتتركته سكانيا ..واسرائيل ..كيان استيطاني أقيم على حساب جغرافية العرب وتاريخهم وتراثهم .. والقضية تتمثل الآن ..ليس في كون الآخرين لديهم طموحاتهم ومصالحهم الخاصة ..بل في ضعف النظام الرسمي العربي ..إلى الحد أنه سقط من حسابات أبنائه ..فأصبحوا يتطلعون حفاظا على وجودهم إلى دعم قوى أخرى خارجية ..ولقد أصابني الذهول وأنا أتابع ما يقوله مفكر خليجي معروف هو الدكتور عبد الله النفيس على إحدى الفضائيات حين يرى أن الحل في مواجهة إيران النووية فتح الأبواب أمام الأتراك.. ولاأراه سوى بالحل المذهبي المزيف ..استدعاء الأتراك السنة لمواجهة الإيرانيين الشيعة !! وفي الدهاليز السرية العميقة لطهران وأنقرة لاتصنع القرارات على تلك الأسس الدينية المذهبية كما يظن بعضنا ..بل على أسس قومية بحتة ..وما الدين إلا ستار يختفي وراءه آيات الله والحرس الثوري في طهران وأردوغان العثمانللي في أنقرة لإغوائنا كي ننطوي تحت هيمنتهم ..وما هي إلا السعي للهيمنة الفارسية أو التركية .. فالدين أو المذهب مجرد حصان طروادة يتسللون من خلاله إلى العواصم العربية ..
وما الدين إلا ستار يختفي وراءه آيات الله والحرس الثوري في طهران وأردوغان العثمانللي في أنقرة لإغوائنا كي ننطوي تحت هيمنتهم ..وما هي إلا السعي للهيمنة الفارسية أو التركية .. فالدين أو المذهب مجرد حصان طروادة يتسللون من خلاله إلى العواصم العربية ..
..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.