من المؤكد أن التقارير التى رفعتها أجهزة المخابرات الأمريكية والمسئولين فى وزارة الدفاع إلى الرئيس أوباما وإلى الكونجرس حول المخاوف من تنامى التعاون الروسى المصرى فى مختلف المجالات وبصفة خاصة فى مجال التسليح الذى ظهرت بوادره منذ شهور كانت السبب الرئيس فى إعلان الإدارة الأمريكية الثلاثاء الماضى أنها تعتزم تسليم 10 طائرات هليكوبتر اباتشي هجومية لمصر وذلك فى إطار تخفيف تعليق المساعدات الذى فرض على مصر بعد ثورة ال30 من يونيو والخلاص من حكم الإخوان حيث تناقلت الأنباء ما قاله وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل أنه أبلغ نظيره المصري الفريق أول صدقى صبحى بقرار رفع تعليق تسليم طائرات الاباتشي التي ستعززعمليات مصر لمكافحة الارهاب في شمال سيناء. وأعتقد أن صفقة الأسلحة التى إتفقت عليها مصر مع روسيا منذ عدة شهور كانت دافعا رئيسيا لهذا التغيير خاصة وأن إسرائيل كانت قد نقلت مخاوفها الكبيرة وإنزعاجها الشديد من التوجه الروسى فى المنطقة للإدارة الأمريكية والتى إعتبرت أن الصفقة هي بداية لصفحة جديدة في العلاقات المصرية الروسية وتقليصا للاعتماد العسكري المصري على الجانب الأميركي سواء في استيراد الأسلحة أو في تلقي المعونات وهوما إعتبرته إسرائيل بداية لعودة النفوذ الروسى إلى مصر والمنطقة . ورغم ماتتضمنه خطوة واشنطن من محاولة توجيه رسالة واضحة لمصر من تغيير كبيرفى سياستها خلال المرحلة القادمة وتخليها عن مساندتها لجماعة الإخوان إلا أن تخلى إدارة أوباما عن سياساتها فى دول المنطقة وعن إستراتيجيتها لنشر العنف والفوضى ومحاولة إشعال الفتن فى دول الشرق الأوسط وفى مقدمتها مصر لخدمة المصالح الإسرائيلية تبدو محل شك رغم أن أمريكا حاولت أن تدلل على صدق نواياها تجاه مصر من خلال ما نقلته الصحافة الأمريكية عن الاميرال جون كيربي المتحدث باسم البنتاجون وهو يروي ما دار في محادثة هاتفية بين هاجل وصبحي "نعتقد ان طائرات الهليكوبتر الجديدة هذه ستساعد الحكومة المصرية في التصدي للمتطرفين الذين يهددون الامن الاميركي والمصري والاسرائيلي". وجاءت هذه الخطوة على خلفية قرار وزير الخارجية الاميركي جون كيري بان يشهد في الكونجرس بأن مصر أوفت بالمعايير الرئيسية التي تسمح لواشنطن بالافراج عن بعض المساعدات التي جرى تعليقها العام الماضي وبعد الزيارتين الناجحتين لرئيس جهاز المخابرات المصرى اللواء محمد التهامى ولوزير الخارجية نبيل فهمى للعاصمة الأمريكيةواشنطن وإجتماعهما مع المسئولين البارزين فى الإدارة الأمريكية وفى مقدمتهم كيرى وهاجل حيث تناولت المباحثات الوضع الحالى فى مصر وسبل التعاون ما بين البلدين من أجل مواجهة التهديدات الإرهابية وتمسك مصر بتنفيذ إستحقاقات خارطة الطريق . ورغم هذه الخطوة المرحب بها من مصر فمازالت هناك شكوك كثيرة حول ما إذا كانت إدارة أوباما تسعى بهذه الخطوة للتراجع عن سياستها السابقة مع مصر والعودة إلى المسار الطبيعى أم إعطاء جرعة من المهدئات لهذه العلاقات خوفا من تباعد المواقف خاصة بعد أن إستخدمت واشنطن المساعدات العسكرية كورقة ضغط على القاهرة في أكثر من مناسبة قبل أن تقرر تعليق جزء كبير منها وهو ما ثبت فشله . This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.