جائت زيارة وزيرا الدفاع والخارجية الروسيان سيرجي لافروف وسيرجي شويجو لمصروالتى تعد الاولى في تاريخ العلاقات بين البلدين والتى لا سابق لها على هذا المستوى وتم خلالها بحث التعاون العسكري بين موسكووالقاهرة لتكون بمثابة رد إعتبار لمصر فى مواجهة واشنطن التى جمدت جزءا من مساعداتها العسكرية بعد ثورة الثلاثين من يونيو وعزل الرئيس السابق محمد مرسى الذى كان يحظى بقيول أمريكى بإعتباره ينفذ السياسة الخبيثة للولايات المتحدة والى كانت تستهدف تفكيك الجيش المصرى على غرار ماحدث فى سوريا وإخلاء المنطقة لإسرائيل. وأعتقد أن حديث وزير الخارجية الروسى للصحفيين نال إعجاب الشعب المصرى خاصة وأنه أكد خلاله على أن بلاده ضد اي تدخل اجنبي في الشؤون الداخلية لمصر وشدد على إحترام السيادة المصرية وحقوق الشعب المصري فى تحديد مستقبله. وأرى أن هذا الإنفتاح على روسيا يعد خطوة جيدة لأبعد الحدود خاصة أنه جاء بعد توتر فى العلاقات بين القاهرةوواشنطن التي طالما وصفت بأنها "علاقات استراتيجية" من الواضح أن زيارة وزير الخارجية الامريكى جون كيرى مؤخرا لمصر لم تتمكن من ترميم هذه العلاقة ومحاولة إعادتها إلى سابق عهدها حتى وأن كان وزير خارجية مصر قد ذكر أن الزيارة "تركت مشاعر افضل لدى مصر ولا يعني ذلك انه تم حل كل شيء " وذلك على الرغم من أن الإدارة الامريكية أعلنت أنها ستبحث استئناف بعض المساعدات التي علقتها وفقا للتقدم الذي تحرزه مصر في خطط الحكومة المؤقتة لإجراء انتخابات وذلك فى ظل توقعات بإحتمال أن تستأنف الولاياتالمتحدة المساعدات في اوائل العام 2014 وذك أملا فى الحد من فرص إبرام اتفاق عسكري جديد كبير مع موسكو. وأعتقد أن الإنفتاح المصرى الأخير على روسيا إستهدف توجيه رسالة إلى الرئيس الامريكى باراك اوباما وإدارته مفادها أن مصر لديها خيارات أخرى إذا إستمرت واشنطن فى سياستها تجاه القاهرة وأن عليها إذا كانت ترغب في الحافظ على تحالفها الاستراتيجي مع مصر التخلي عن الشروط التي ألحقتها بالمساعدات العسكرية. ومن الواضح أن ترحيب مصر على المستوى الرسمى والشعبى بزيارة الوزيرين الروسيين وإشادة الرئيس عدلى منصور والحكومة والفريق أول عبد الفتاح السيسي بالزيارة وتأكيده ان مصر بدأت عهد جديد من التعاون الدفاعي مع حليف قديم هو بمثابة لفت أنظار مسئولى الإدارة الأمريكية الذين أعلنوا الشهر الماضى أنهم أوقفوا مؤقتا تسليم بعض المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر لحين إحراز تقدم في المجال الديمقراطي. ويبدو أن موسكو كانت تنتظر إشارة من مصر بقيادتها الجديدة فكانت زيارة رئيس جهاز المخابرات الروسى لمصر والتى مهدت لزيارة لوزيرين الروسيين لبدء صفحة جديدة قديمة فى العلاقات بين البلدين تعمل لخدمة مصالح الشعبين تقوم على سياسة الندية وإحترام وإرادة الشعوب . This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it. .