اللهم صلي علي الباب الأعظم والحجاب الأعظم مولانا وسيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلي آله وصحبه الطيبين الطاهرين.. وصلي يا إلهي وسلم علي عباد الله الصالحين الذين طلقوا الدنيا وسهروا علي أجنحة الشوق للقاء الرحمن الرحيم في صحبة سيد الخلق أجمعين وسيدنا وشيخنا إمام الدعاة محمد متولي الشعراوي كان من عباد الله الصالحين ولا نزكي علي الله أحداً قضي نحبه عابداً وعالماً وعارفاً بالله وعاشقاً لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ولآل البيت وأولياء الله الصالحين.. وقد كتب الله لي أن آراه يلقي بخواطره في مسجد مولانا الإمام الحسين ولكني لم أتشرف بالسلام عليه مصافحة.. لم يكن الشعراوي مجرد داعية فحسب بل مفكراً ملهماً أتاه الله ملكات الفصاحة والبيان وأضاء قلبه بنوره المحيط فرأي رسول الله صلي الله عليه وسلم مرات ومرات.. فقد حضر مولانا سيدنا رسول الله للشعراوي وهو يحتضر فردد قائلاً أشهد أن لا إله إلا الله وأنك سيدنا محمد رسول الله إني لا استحق حضورك.. وبعدها سكن فؤاد الشيخ عند مليك مقتدر.. وحكي عباد الله الصالحين أن استعدت الجماهير والكاميرات لسماع «الدرس» من إمام الدعاة في مسجد مولانا الحسين وما أن جلس الشعراوي علي المقعد ليبدأ في القاء خواطره حتي هب واقفاً ومسرعاً إلي باب القاعة قائلاً.. لن أتكلم لن ألقي الدرس وأنهمر في البكاء وسألوه عن السبب؟ وألحوا في السؤال فأجاب: لن ألقي خواطر حول القرآن فقد حضر من لا يمكن أن أفسر القرآن الكريم في حضرته إنه نور الإيمان الخالص لحضرة الخالق صفا قلبه فتنعم برؤية المصطفي صلي الله عليه وسلم كان للشعراوي شئون مع آل البيت ففج وجهه بالنور وخاصة أحواله مع مولانا الإمام سيدنا الحسين بن علي حتي أنه اتخذ سكناً له بجواره ولما أراد أن يضع «ستاره» علي الشباك المطل علي مقام مولانا الحسين.. لم تستقر «الستارة» في مكانها أكثر من ساعة ففهم الشيخ الشعراوي المراد وألغي «الستارة» وفي ذات الوقت قابل الشيخ أهالي الحي من التجار متجهما لا يضحك معهم كعادته وظل طوال اليوم علي تلك الحالة من الحزن والضيق وفي اليوم الثاني خرج ضاحكاً مستبشراً وفرحاً مسروراً فسأل أهالي المنطقة الشيخ الشعراوي عن سر حزنه بالأمس وفرحه اليوم فرد عليهم قائلاً: بالأمس ألقيت السلام علي مولانا الحسين ولم يرد السلام فنمت حزيناً وصباح اليوم ألقيت عليه السلام.. فرد السلام وسألته عن أنني قد أصابني الحزن بالأمس لانك يا مولانا لم ترد علي السلام.. فما السبب؟ فرد علي الإمام مولانا الحسين قائلاً.. لا تحزن.. فقد كنت مشغولاً بزيارة جدي عليه الصلاة والسلام. هذا هو الشعراوي لمن لا يعرفه.. اتصال دائم بآل البيت الأحياء عند ربهم يرزقون.. لذا عندما وجد رجلاً ينهر رجلاً آخر يتبرك بجسده بمقام الحسين فقال له دعه لعله يعتقد أن يمس جسده بجسد مولانا الحسين فلا تمسه النار.. لقد كان الشعراوي بركة لمصر وللمصريين بعلمه النافع وبجوده الواسع وبفهمه الواسع لدين الله الرحمن الرحيم فهو امتداد لمشايخنا وأسيادنا الكبار المعاصرين فقد سبقه إلي جنات الخلد مولانا الشيخ عبدالحليم محمود صاحب الكرامات الباهرة والولايات الظاهرة وسيدنا الشيخ حسن القويني شيخ الأزهر بالأسبق المدفون بجوار سيدنا علي نور الدين البيومي والمرحوم بإذن الله تعالي شيخنا الشيخ الأحمدي الظواهري شيخ الأزهر الأسبق الذي كان مصراً علي زيارة رسول الله مرة علي الأقل كل عام ولما وهن عظمه ورق جلده وضعف نظره أصر علي الذهاب لزيارة رسول الله صلي الله عليه وسلم كعادته وغلبه النوم في مسجد رسول الله فأتاه الحبيب في المنام قائلاً يا أحمدي.. «لا تتعب نفسك فعندك الحسين عنده تقضي الحاجات» هذه رواية رواها الدكتور السعيد محمد عالم الأزهر الشريف وإمام مسجد سيدنا الحسين في كتابه عن مولانا الحسين.. جزاه الله عن الإسلام والمسلمين كل خير وحفظ الله سيدنا أحمد الطيب وسيدنا علي جمعة لمصر وللمصريين طب نفسا وقر عيناً.. يا شيخنا الشعراوي. فبأمثالك يشق نور العلم دياجير الظلام للأمم فأنتم مشاعل الهداية وسفينة النور في كل عصر. السلام علي شيخنا الشعراوي وعباد الله الصالحين وصحابة رسول الله أجمعين والصلاة والسلام مداد كلمات الله وزنة عرش الله ورضاء نفس الله علي الباب الأعظم والحجاب الأعظم صلاة يرضي بها الله ويرضي عنها رسول الله ترزقنا بها من غير حساب وتدخلنا الجنة من غير حساب وترحم بها موتانا وتشفي بها مرضنا وتحفظ بها مصرنا من كل المنافقين والكذابين والدجالين وتجار الوطنية والدين.. أمين يارب العالمين.