" قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ " صدق الله العظيم دائما ما أتوقف امام تلك الاية – 26 سورة القصاص – و أتأمل في النصف الاخير منها إلا أني توقف اليوم امام الكلمة الاولى فيها ، قالت ،، ابنة شعيب تقترح و تزكي اختيارها بالحجة و السبب .. ابنة شعيب تشارك في الرأي و تختار موسى عليه السلام لقوته و امانته و قد كان نعم الاختيار .. شريعتنا الغراء مليئة بالآيات و الاحاديث التي تؤكد على مكانة المرأة و دورها البارز في الحياة السياسية و كيف كان لرأيها التأثير في مسار الامة و خير دليل على ذلك موقف ام سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية و كيف اقترحت على رسول الله صلى الله عليه و سلم حين رفض المسلمين الانصياع للأمر بالنحر و حلاقة الرأس تحللا من الإحرام بعد صلح الحديبية لما ظنوا في الصلح من ضعف فما كان منها إلا ان اشارت على رسول الله صلى الله عليه و سلم بان يخرج على المسلمون فينحر و يحلق رأسه فأخذ الرسول بمشورتها و فعل ، فانصاع المسلمون لفعل الرسول لتنتهي الازمة بمشورة ام سلمى رضي الله عنها .. و المرأة المصرية كان لها السبق دوما في المشاركة في الحركة الوطنية حين خرجت في ثورة 1919 منددة بالاحتلال ، و حين انشئت اول حزب نسائي مصري في 1944 وغيرها من العلامات المضيئة في التاريخ المصري .. انتهاءا بمشاركتها بثورتي 25 يناير و 30 يونيو .. و على الرغم من ذلك فان مشاركة المرأة المصرية في الحياة السياسية غير مرضية فهي اما غير متواجدة او تكون مشاركتها دون وعي سياسي و انما بهدف التواجد فقط إلا من رحم ربه .. و خلال الاربعين يوم المتبقية على انتخابات الرئاسة المصرية لابد مواجهة عزوف المرأة المصرية عن المشاركة الواعية في الحياة السياسية من خلال تسهيل اجراءات القيد بالجداول الانتخابية للإناث و من خلال تحرك منظمات المجتمع المدني خاصة النسائية منها لرفع الوعي السياسي لدى المرأة المصرية وشرح كيفية اختيار المرشح ، والاهم لابد من الحرص على الخطاب الديني الصحيح و الذي يبرز مكانة المرأة في الإسلام فلتكن من كل امرأة مصرية ابنة شعيب و ام سلمة ، تختار فتحسن الاختيار ، تشور فتحسن المشورة أفقن يرحمكم الله