.يسدل المستشار أحمد فهمى رفعت اليوم الستار على محاكمة القرن.. القضية التى كتم المصريون أنفاسهم لمشاهدتها ومتابعة أحداثها على مدار 10 أشهر كاملة، 6 منها متصلة.. القضية لا تزال بها أسرار وكواليس لم يتم الكشف عنها حتى الآن، وربما ينجلى ذلك مع مرور الوقت لكونها سابقة هى الأولى من نوعها فى العالم العربى أن يمثل رئيس سابق أمام محكمة غير استثنائية. الغريب أن قرار المحكمة السبت، مثار توقعات بين عدد من المحامين، ففى الوقت الذى يؤكد فيه المحامى الدولى خالد أبو بكر أن المحكمة ستصدر غداً حكمها فى القضية المتهم فيها الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وحبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق و6 من مساعديه، بتهمة قتل المتظاهرين، بجانب رجل الأعمال الهارب حسين سالم وعلاء وجمال مبارك ابنى الرئيس السابق، بتهمة استغلال النفوذ وإهدار المال العام، دون الالتفات إلى الرأى العام أو ما يثار فى الشارع. بينما يرى الدكتور سمير صبرى المحامى، عن أسر الشهداء، أن القاضى رفعت سيصدر قراراً غداً بمد أجل الحكم فى القضية، لحين استقرار الأمن فى مصر وانتهاء الانتخابات وفترة الحكم الانتقالى، حيث إن البلاد تشهد حالة فوضى عارمة نتيجة الصراع الدائر بين المرشحين الدكتور محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة ومرشح الإخوان المسلمين، والفريق أحمد شفيق، المرشح المستقل والمحسوب على النظام السابق، كما أن الوضع الأمنى لا يتحمل تقبل أى حكم فى ظل الأوضاع الراهنة. وهو الأمر نفسه الذى يؤيده علاء عبد المنعم المحامى والبرلمانى السابق، حيث يتوقع مد أجل الحكم فى القضية لبعد الانتخابات ووصول رئيس للبلاد. واكدت مصادر أن القاضى احمد رفعت يتكتم على نفسه وغلق هاتفه المحمول ولا يتواصل مع أحد، باستثناء أسرته، ولا يخرج من منزله حتى جلسة السبت، تمهيداً للحكم، وأنه كتب الحكم بخط يده بعد التداول مع مستشاريه، رافضاً أن يكتبه سكرتير الجلسة على الكمبيوتر خوفاً من تسريه، وأنه نقل إلى مستشاريه يقينه بالله وبالحكم ليختم حياته وهو مطمئن بحكم تاريخى. وقالت المصادر إن مبارك ونجليه وجميع المتهمين سيحضرون جلسة اليوم، رغم التحذيرات والمخاوف من رد الفعل، إلا أن تأمين "الداخلية" و"القوات المسلحة" يطمئن الجميع، باستثناء اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة الأسبق والمتهم ال9 فى القضية الذى يعانى من تدهور حالته الصحية وسرعة نبضات القلب وارتفاع فى ضغط الدم، وتم نقله لمستشفى السلام الدولى. ويعيش علاء وجمال مبارك نجلا الرئيس السابق حالة من القلق والتوتر والغضب الشديدة، بسبب قرار النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود بإحالتهما و7 رجال أعمال آخرين إلى الجنايات بتهمة التلاعب فى البورصة وصناديق الاستثمار وسداد ديون مصر وخصخصة شركات قطاع الأعمال والتوكيلات الأجنبية، والحصول على عمولات من بيعها والشراكة الإجبارية فى بعض الشركات، والحصول على مبالغ مالية بغير حق من بيع البنك الوطنى المصرى ويرى المحامي أمير سالم، أن المدة التى حددها المستشار احمد رفعت، لجلسة النطق بالحكم ليست طويلة لا سيما وأن المحكمة سوف تعاود قراءة كل الطلبات، بالإضافة الى دفاع المتهمين والتعقيبات التى تمت من النيابة العامة ودفاع المتهمين ودفاع المدعين بالحق المدنى ناهيك ان أوراق الدعوى تزيد على 45 الف صفحة. وحول توقعاته للحكم، أكد سالم انه لا يستطيع التوقع بالحكم فى هذه القضية باتا الا انه يثق فى نزاهة القضاء المصري ومتأكد من ان المحكمة ستقتص لدماء المصريين . من جانبه، يؤكد المحامي نبيه الوحش، انه لا يستطيع ان يتوقع الحكم فى القضية خاصة وان المستشار احمد رفعت قد حظر التحدث عن الحكم نهائيا، مشيرًا إلى أن أوراق القضية تملؤها العديد من التقارير الطبية وأقوال المتهمين وأقوال المصابين ودفوع المدعيين بالحق المدني وأوراق ومستندات وأوراق من جهات رسمية عديدة ولهذا يرى أن المدة التي تزيد عن الثلاثة أشهر تعتبر كافية جدا كي تستطيع المحكمة مراجعة كل تلك الاوراق قبل الحكم فى القضية التاريخية .