كان لمجلس الدولة كحاميا للحقوق والحريات دورا كبيرا في رسم تاريخ مصرنا الحبيبة ، فقد كان وسيظل حارسا لحقوق البسطاء في مواجهه أي تعسف أو جور علي حقوق المواطنين وحرياتهم ، لقد سطر مجلس الدولة بأحكامة وقضاته الذين لا يخافون في الحق لومة لائم سطورا في تاريخ مصر المعاصر ، فقد كانت أحكامه حائط صدا بجانب الفقراء في مواجهه الفساد يدفع عنهم توغله ويعيد إليهم حقوقهم ، كان حارسا للحق والعدل حاميا للمشروعية ، فقد كانت لأحكامه دورا كبيرا في تغير تاريخ مصر ، فقد وقف أمام النظام الأسبق وكان أحد أقوي الأدوات المحركة لثورة 25 يناير فأحكام إلغاء حرس الجامعة ووقف تصدير الغاز لإسرائيل وإسقاط الجنسية عن المتزوجين يإسرائيليات وفتح معبر رفع وكان أخرهم وليس بأخر وقوفه بجانب البسطاء بحكمه الشهير بتقرير الحد الأدني للأجور ، كانت هذه الأحكام دافعا لثورة 25 يناير وقامت الثورة ولم يتوقف عطاء مجلس الدولة خدمتا لشعب مصر فجاء حكم حل الحزب الوطني وأعقبه حكم بطلان عقد بيع عمر أفندي لما شابه من فسادا وإهدارا لحقوق العاملين به ، وأستمر مجلس الدولة في دوره حاميا للمشروعية محافظا علي حقوق البسطاء في الحرية والديمقراطية محافظا علي مكتسبات ثورة 25 يناير في مواجهه نظاما جديد حاول إضاعتها ، وكانت أحكامه تمهيدا لثورة 30 يونيو فكان حكم حل مجلس الشعب وحكم حل مجلس الشوري لما شابهم من بطلان صارخ وإحالة قانون مباشرة الحقوق السياسية - وما تضمنه من عزل سياسي - للمحكمة الدستورية التي قضت بعدم دستوريته ، كما كانت أحكام إلغاء قرارات غلق القنوات التي كان الهدف منها تكميم الأفواه وتقييد الحريات ، وجاءت ثورة 30 يونيو وأستمر مجلس الدولة في خدمة شعب مصر لم يتواني عن القيام بدوره ولم يبخل قضاته عن بذل كل الجهد في القيام بدورهم ، ولم يتوقف مجلس الدولة عند حفاظة علي الحقوق والحريات بل ذهب إلي أبعد من ذلك محافظا علي أخلاق وقيم مجتمعنا بحكمه الشهير بإلزام الدولة بإغلاق المواقع الأباحية هذا جزءا من سيل كبير من أحكام حافظ بها مجلس الدولة علي حقوق وحريات شعب مصر بل حافظ علي قيمة وأخلاقه ومكتسبات ثوراته سطر بها بحروف من نور تاريخ مصر المعاصر ، ثم يأتي اليوم الذي يحاول البعض تدمير هذا الصرح الكبير وتفتيت إختصاصاته وإجتزائها وتوزيعها وكأنها غنائم ، فلن يقبل شعب مصر ما تصنعون ، وسيتذكر التاريخ تلك المحاولات التي لا توصف إلا أنها طعنا في ظهر شعب مصر وفي حصنه في الدفاع عن حقوقه وحرياته ودرعه في مواجهه فسادا ينال من البسطاء منه دون رحمه ... أرجعوا إلي التاريخ فحصن مجلس الدولة صمد وأستمر في دوره وصد عنه ما هو أعتي منكم وأكبر فمجلس الدولة خطا أحمر في نفوس شعب مصر ....