إذا لم نصِّنع الخلايا سنتأخر مائة عام الثروة الشمسية التي فرطنا كثيرا في عدم الاستفادة منها واستخدامها في حياتنا هي الثروة التي افاض بها الله علينا علي مدار العام - ثروة بدون تكلفة - تقول لنا يوميا وفروا الثروة البترولية التي تكونت عبر ملايين السنين للأجيال القادمة - طاقة شمسية ظلت تسقط علي الارض علي مدي ملايين من السنين وسوف تستمر كذلك حتي تطلع الشمس من مغربها. ربما يفاجأ القارئ - اذا عرف. حقيقة علمية تقول إن الطاقة الشمسية التي تغطي ارض الوطن خلال سنة واحدة فقط تفوق الطاقة الموجودة في احتياجات البلاد النفطية المكتشفة!. هذا يدعونا الي ان نحافظ علي ثروتنا النفطية التي لم تكتشف في باطن ارض الوطن للاجيال القادمة. لو صدقت النية وبذل الجهد في تحويل المساحات الشاسعة من صحاري الوطن الي حقول لإنتاج الطاقة الكهربائية علي مدار العام تقريبا.. وبالتالي نوفر ثروات بترولية للأجيال القادمة وايضا توفير المواد البترولية للصناعات البتروكيماوية المبتكرة وامكانية تصدير كهرباء الطاقة الشمسية الي دول اخري عن طريق مد الكابلات في مياه البحار. بدأت كثير من الدول الاستثمار في هذا المجال - شرعت (المغرب الشقيقة) بإنشاء خمس محطات للطاقة الشمسية وسوف توفر تلك المحطات حوالي عشرين في المائة من احتياجات الطاقة للمغرب كما اتفقت كل من ليبيا الشقيقة مع ايطاليا علي التعاون من اجل تزويدها بالكهرباء المنقولة عبر الكابلات البحرية من محطات الطاقة الشمسية الليبية. كما ان حوالي 7% من استهلاك الصين للطاقة تتم من محطاتها للطاقة الشمسية في اوروبا فقد اسست احدي الشركات الالمانية شركة لانشاء عدد من المحطات الحرارية الشمسية لانتاج الكهرباء في صحاري دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا لامداد القارة الاوروبية بما تحتاجه من طاقة كهربائية وذلك بمبادرة شخصية من الامير الحسن بن طلال الاردن. ومن المعروف علميا ان اي قمر صناعي او محطة فضائية بها رواد تستمد طاقتها الكهربائية من الشمس والآن توجد جهود بحثية جادة في مجالات مختلفة ففي مجال تصنيع السيارات تتم البحوث حاليا لانتاج سيارات تسير بالكهرباء المخزنة ببطاريات تشحن من الشمس الساقطة علي السيارة. ومن الحقائق العلمية تسخير الكهرباء من الطاقة الشمسية لانتاج غاز الهيدروجين الموجود في الماء الذي نشربه وبالتالي يمكن تخزين غاز الهيدروجين في صهاريج ثم ينقل الي المولدات التي تنتج الكهرباء عن طريق احتراق غاز الهيدروجين وهو صديق للبيئة. ويري العلماء ان الهيدروجين الناتج من تحليل الماء كهربائيا هو وقود المستقبل لانه يمكن استخدامه في اي وقت وتوجد في اليابان قطاعات كهربائية تستمد طاقتها الكهربائية من مولدات تدار عن طريق حرق غاز الهيدروجين. آمل من المخططين للكهرباء وتحلية المياه علي مستوي الوطن ان يتحول الوطن مستقبلا ليصبح من اكبر المنتجين للطاقة الشمسية بأنواعها المختلفة وبالتالي نحول صحارينا القاحلة الي حقول تستثمر فيها الطاقة الشمسية بطرق متنوعة ومبتكرة. وبمناسبة الطاقة الشمسية فإن ما يثار حاليا حول قطع الكهرباء لزيادة الاحمال والتفكير في رفع اسعار الطاقة الكهربائية وهي في الحقيقة ارتفعت فعلا فإن تركيز الجهود في استخدامها للطاقة الشمسية يكون ذلك احد الحلول للتخفيف عن المواطن وحفظ الثروات للأجيال القادمة. ادعو واطالب الدول العربية بتبني تصنيع وبناء الخلايا الشمسية وان لم نعمل عليها فسنتأخر اكثر من مائة عام.