مصر ليست فى حاجة الى الدعم المادى فقط بل هناك أشياء عديدة وكثيرة الوطن فى حاجة إليها سواء على المستوى المحلى او على الصعيد الدولى أقول هذا بعد ان فوجئت الأسبوع الماضي بقرار طاهر ابوزيد وزير الرياضة وتحديدا يوم الثلاثاء ليعلن خبر اعتذار مصر عن المشاركة فى دورة الالعاب الفرانكوفونية التى تنظمها مدينة نيس بفرنسا قبل انطلاقها ب 48 ساعة و التبرع بكامل نفقات البعثة لصندوق دعم مصر 306 306 وبالرغم من ان المبلغ حوالى قرابة الاربعة ملايين جنيه الا اننى اختلف مع قرار الإلغاء كليا حتى وان كان الهدف دعم الصندوق بهذا المبلغ بداية احب أن أؤكد ان هذا المبلغ اى رجل أعمال محترم يعمل فى هذا البلد وربح منه يسدد هذا المبلغ او اكثر منه وكم من رجال اعمال مخلصين لمصر يقومون بهذا الدور ولكن من يستطيع شراء ما كانت سوف تحققه مصر من مكاسب معنوية بمشاركتها فى هذه الاحتفالية الفرانكفونية ومحاولة إظهار الصورة الحقيقية لما يحدث فى مصر منذ ثورتنا الثانية فى 30 يونيه وسبب تفاجئي بالخبر هو ان مصر فى هذا الوقت فى اشد الحاجة الى التواجد فى المحافل الدولية والعالمية فما بالك فى حدث ليس رياضي فقط بل ثقافي وفنى ويضم 67 دولة أوروبية وافريقية وعربية و الرياضة لها بعد سياسي ومن أهم وظائفها التفاهم والتقارب بين الشعوب ومصر فى هذا الوقت فى اشد الحاجة الى الاقتراب من هذه الشعوب لكى تتفاهم معها وتوضح لهذه الشعوب حقيقة ما يحدث فيها. اسأل وزير الرياضة كم يساوى ان ترى علم مصر يرفرف فى حفل الافتتاح فى حضور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند و الامين العام للمنظمة الفرنكوفونية عبدو ضيوف.والرئيس اللبناني ميشال سليمان، والرئيس السنغالي ماكي سال، والرئيس الإيفواري الحسن أوتارا ولفيف من مسئولى الدول الاخرى المشاركة فى الحدث .كم يساوى ان يرفع علم مصر فى مدرجات مدينة من اكبر المدن الفرنسية هل لم ير ابوزيد ابعاد عدم مشاركة مصر السياسية فى هذه التفاعلة الرياضية ثم اين دور باسل عادل مساعد الوزير وهل أخذ رأيه فى الاعتذار وماهو دوره فى الوزارة خصوصا انه سياسى ويعرف حجم مكاسب مشاركة مصر فى الدورة والاهم ان مصر دولة كبيرة والدولة الكبيرة لابد ان تكون تصرفاتها على قدر حجمها فكيف نتعامل مع الامور بهذا القدر من العشوائية فى التعامل مع الدول الاجنبية فحالة التخبط فى القرارات للاستعداد لهذه البطولة من بدايتها هو مثال للارتجال والعشوائية فى القرارات بداية من اللجنة الاولمبية ورئيسها المستشار خالد زين الذى وافق على المشاركة بالدورة بقرار بالتمرير وهو مخالف للوائح وسافر دون متابعة وكذلك وزارة الرياضة التى اتخذت قراراً بعدم المشاركة قبل بداية الدورة بيومين مما تسبب فى احراج فرنسا وارباكها قبل انطلاق البطولة وبالرغم من اننا جميعا نعرف موقف فرنسا من 30/6 وكيف بدأ هذا الموقف فى التغير تدريجيا فيكون ردنا ان ادارتنا الرياضية بعد 30/6 تتسم بالعشوائية هل كان من الافضل ان تشيد فرنسا بالبعثة المصرية والتزامها ام ان يخرج الملحق الثقافى بالسفارة الفرنسية بالقاهرة ليعبرلنا عن استياءه من القرار المصري بالاعتذار عن المشاركة فى البطولة حتى وان كانت حجة الإلغاء خطأ أدارى او التحجج بان الفرق المصرية لم تستعد جيدا للمشاركة فى الدورة وانها لم تكن تنافس على اى مسابقة فيها نرد بان التمثيل المشرف فى مثل هذه البطولات هو الأهم خصوصا ان نتائج هذه الدورة لا تتدخل فى التصنيف العالمى لاى لعبة فيها وانها اعداد جيد للفرق المشاركة فيها التى ستشارك فى بطولات عالمية قريبا وحتى لا يتهمني احد بالتنظير وانى اتحدث بعد فوات الأوان اقول اننى كنت مدركا تماما لحجم مكاسب مصر من الدورة فى حال المشاركة فيها وكيف نستفيد منها الاستفادة القصوى ودور البعثة المصرية ودور الإعلام فيها للتواصل مع وفود الدول الاجنبية واللجنة المنظمة وقد ارسلت لوزير الرياضة تصوراً بسيطاً قبل انطلاق الدورة بأسبوع عن محاولة الاستفادة من هذه الدورة سياسيا ووضع هدف واحد امام بعض افراد البعثة وهو الإثبات بالدلائل والبراهين ان ما حدث فى مصر فى 30-6 هو ثورة شعبية للشعب حماها الجيش وليس انقلابا كما يصوره البعض وبعد ان قرأت خبراً ان الرئيس اللبنانى ميشال سليمان ترأس بعثة الوفد اللبناني الرسمي وعلى هامش هذه المناسبة، التقي سليمان نظيره الفرنسي. كما التقي الامين العام للمنظمة الفرنكفونية عبدو ضيوف. وكان الرئيس سليمان وصل نيس واستقبلته وزيرة الشئون الفرنكفونية الفرنسية يامينة بن غيغي ووفد من الهيئة المنظمة للدورة السابعة للالعاب الفرنكوفونية وممثل عن سلطات مدينة نيس. ما هو تفسير ابو زيد لزيارة وزير خارجية مصر نبيل فهمى الذى يتواجد فى فرنسا الا اذا كان سبب إلغاء الدورة سبب سياسى. فلابد من فتح تحقيق فورى وحاسم مع كل من تسبب فى الغاء المشاركة فى هذه الدورة