من الواضح أن حياة المصريين اصبحت تزداد صعوبة فى ظل التراجع المستمر لقيمة الجنيه الذى تم التنكيل به خاصة بعد أن باتت ودائع المصريين بالعملة المحلية في البنوك اكثر عرضه للتأكل (انخفاض قيمتها) بسبب ارتفاع معدلات التضخم وزيادة حجم اوراق البنكنوت المتداول في السوق بصورة غير مسبوقة منذ تسلم الرئيس محمد مرسي منصبه في يونيو الماضى والدليلعلى ذلك ما قاله البنك المركزي ان حجم البنكنوت ارتفع من 204 مليارات جنيه بنهاية يونيو الماضي ليصل إلى 229 مليار جنيه بنهاية فبراير الماضى أي بزيادة قدرها 25 مليار جنيه في النقد المتداول خلال 8 أشهر فقط رغم ارتفاع معدلات التضخم بمعدل تجاوز 17بالمئة حاليا مما انعكس في ارتفاع كبير في أسعار السلع الرئيسية بالبلاد وتراجع القدرة الشرائية للجنيه. ويبدو أن قرار البنك المركزي برفع سعر الفائدة على الودائع في البنوك العام الماضى لتتجاوز ال 12 % عائدا سنويا جاء كإجراء لكبح ارتفاع معدل التضخم ولتعويض المودعين عن تآكل ودائعهم بالاضافة الى منع المصريين من دولرة مدخراتهم في ظل الانخفاض المستمر لقيمة الجنيه. ومازلنا نتذكر جميعا ماقاله الرئيس محمد مرسى منذ عدة أشهر عد تطبيق البنك المركزى لنظامه الجديد عندما حاول أن يطمئن شعبه من الوضع المتدهور للجنيه بقوله "إن تراجع الجنيه إلى مستوى قياسي منخفض ليس مبعث قلق أو خوف للحكومة موضحا أنه "خلال أيام سوف تتوازن الأمور" الا أن الأيام والشهور مرت والوضع إزداد صعوبة بعد إرتفاع اسعار معظم السلع إلى أكثر من 50 % وانخفاض قيمة الجنيه المصري أمام العملات الأخرى وقفز سعر الدولار رسميا الى سبعة جنيهات فى ظل استيراد مصر لنحو 40 % من احتياجاتها من الطعام وهو ما أدى إلى زيادة مباشرة في التضخم مما أضر بالفقراء الذين يتحملون عبء التضخم الناتج عن انخفاض قيمة عملتهم خاصة وهو ما أدى بالطبع لشعور الناس بقوة بوطأة ارتفاع الأسعار. وأعتقد ان الحكومة الحالية أصبحت فى موقف لاتحسد عليه وتحاول بكل الطرق إنتشال اقتصاد البلاد من الغرق ولكن كل المحاولات مازالت بعيدة جدا عن النجاح نظرا لعدم وضوح الرؤية السياسية والاقتصادية وهو ما وضعها أمام اختيار قاس بين قرض الصندوق النقد الذى لايأتى والذى يعتبر ضروريا لانتشال الاقتصاد من أزمته المالية وبين تجنب تراجع غير محكوم في قيمة الجنيه. ولكن ونحن على أبواب شهر فضيل هو شهر رمضان المعظم ورغم أن الاوضاع السياسية والاقتصادية لاتبعث كثيرا على التفاؤل إلا أننا مازلنا نتمسك بالأمل ونتمنى الخروج من هذا الأزمة وندعو الله ان يحفظ علينا مصرنا من كل سوء وأن يلهم أهلها الصبر على هذا الابتلاء العظيم. Ezat This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.