فى حديث جانبى بين مواطنين يجلسان على مقربة منى فى أحد مقاهى القاهرة سمعت أحدهما يقول للآخر"كله كوم وانقطاع الكهرباء كوم تانى مستحملين الهم والغم والغلا من يوم ما جه حكم الأخوان وجايين يكملوها ويقطعوا الكهربا والعيال بتذاكر فى عز الحر" وفى هذه الاثناء بدأ آذان العشاء يرتفع من أحد المساجد القريبة ولكن قبل أن ينتهى المؤذن من رفع الآذان توقف فجأة وغطى الظلام المكان بعد انقطاع التيار ولكن ماهى إلا دقائق وكان صاحب المقهى قد أمر العامل باشعال "الكلوب" بتاع زمان واضاء المكان ولم يعد أمام الناس إلا الحديث عن الظلام وصب اللعنات على الوزراء والمسئولين والحكام ويستعر النقاش بين هؤلاء وبين من يدافع عن الإخوان ويقول "وهو مرسى هيعملكوا إيه" فيرد الآخر "إذا ما كانش قادر يسيبها "وأخذ كل يروى قصته مع الظلام اللى عمرنا ماشفناه بالشكل ده على حد تعبير احدهم بعد أن تفاقمت ازمة انقطاع الكهرباء في كافة محافظات مصر بصورة تهدد الحياة بالشلل التام الذي يصل احيانا في بعض المحافظات الى 8 ساعات يوميا وهو ما أدى إلى اندلاع حالة من الغضب بين الأهالي بعد فساد الأغذية بالمحلات والمنازل وتوقف الطلاب عن المذاكرة فى عز الإمتحانات وحملوا الرئيس مرسي مسؤولية انخفاض مجاميعهم أو رسوبهم بسبب استمرار الظلام وقام بعضهم بقطع الطرق فى العديد من المحافظات كما إمتنع البعض الأخر عن سداد فواتير الكهرباء ومن الغريب أن وزارة الكهرباء التى حذرت الناس منذ عدة أشهر كان لديها علم بالمشكلة وكانت على علم بأن الاحمال تزيد في فترة الصيف وكان من المفترض أن تضع هذا في الحسبان وتعد له خطة حتى لا نجد انفسنا في مشكلة متكررة يوميا بسبب انقطاع التيار الكهربائي. ومن الواضح أن حالة التراخي الشديدة التي تتعامل بها وزارة الكهرباء مع الازمة تبشر بصيف شديد الحرارة يتخلله بالطبع شهر رمضان الكريم الذى يحل علينا بعد أيام والذى تنتظره الأسر المصرية بما يحمله من حياة اجتماعية ولقائات أسرية مبهجة تصر وزارة الكهرباء على إفسادها على المواطنين. ورغم الغضب من لجوء وزارة الكهرباء الى قطع التيار نتيجة لزيادة الأحمال إلا أننى أرى أنه ليس هناك حل للازمة الا بالعمل على الترشيد الشديد فى المنازل واصدار قوانين صارمة لهذا خاصة للمحلات التجارية والورش التي تسرف في استخدام الكهرباء في اوقات الذروة. ولكن ومن الأغرب حقا أنه وسط كل ذلك تخرج علينا بعض التيارات الإسلامية لتتهم فلول النظام السابق ممن يعملون في المؤسسات المختلفة بالضلوع في تلك الازمة لمحاولة احراج الرئيس مرسي وحكومته. ويبدو أن هناك ما يبشر بقرب الخروج من الأزمة قبل شهر رمضان بعد إعلان الحكومة عن إعتماد 200 مليون دولار لتوفير الوقود و 525 مليون دولار لتوفير باقي الكميات التي تحتاجها محطات الكهرباء. Ezat This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.