في ملتقى الفكر الإسلامي بالحسين الصوم تجسيد لفكرة الوحدة التي تفتقدها الأمة الإسلامية محيط_ أحمد عطية اكد المشاركون في ندوة افتتاح ملتقى الفكر الإسلامي أمس و الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف بساحة جامع الإمام الحسين على ان فريضة الصوم تجسيد لقيمة الوحدة التي تفتقدها الأمة الإسلامية اليوم لان كل المسلمون في شهر رمضان يصومون ويفطرون في وقت واحد مما يبرز قيمة المساواة في ذلك الشهر الكريم . وأضافوا ان الصوم يجمع كل قيم وفضائل الدين الإسلامي من توحد وتراحم وتكافل اجتماعي وتهذيب للنفس الإنسانية وتطهيرها من كل الآثام والذنوب . وأوضح الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ان الصوم له أبعاد نفسية واجتماعية وروحية اما البعد النفسي فهو ان ينعكس الصوم على علاقة الإنسان بنفسه فيطهرها من الذنوب والآثام والنميمة ومن كل الرذائل التي علقت بهذه النفس. وأضاف زقزوق أن البعد الثاني هو البعد الاجتماعي ينعكس فيه الصوم على علاقة الإنسان بالآخرين لتكون علاقة تعاون وتراحم ومودة وتضامن اجتماعي فالغني يعطي الفقير وليس ذلك هبة او عطية منه لانه يعطيه من مال الله وان هذا العمل أيضا ليس تفضلا منه ولكن حق مكتسب لقوله تعالى وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم وان شهر رمضان فرصة عظيمة لتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي بين المسلمين كما ان الصوم يحقق المساواة والتوحد بينهم فالكل يصوم في وقت واحد ويفطر في وقت واحد لا فرق في ذلك بين غني وفقير او مواطن ومسئول . وطالب وزير الأوقاف المسلمين بضرورة استثمار هذا الشهر لتحقيق الوحدة فيما بينهم في مختلف أنحاء الكرة الأرضية مشيرا إلى أن البعد الثالث هو البعد الروحاني وفيه يتقرب الإنسان المسلم إلى ربه بالعبادات التي ليست الشعائر فقط كما يعتقد البعض وأنما كل عمل صالح يقوم به الإنسان لخدمة دينه ونفسه ومجتمعه الذي يعيش فيه مضيفا بأن شهر رمضان ليس أيضا شهرا للكسل كما يحدث ألان لان المسلم عندما يتقرب الى الله في هذا الشهر الكريم فانه يقوم بواجبه في العمل على اكمل وجه . اما الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشربف فقد شدد على أن الصوم تهذيب للنفس الإنسانية وتربيتها تربية سليمة في طاعة الله سبحانه وتعالى مطالبا المسلمين باغتنام هذا الشهر للتقرب إلى الله وقراءة القرآن الكريم وعمل الخيرات لأن هذا الشهر له مميزات عديدة فهو الشهر الذي كان أهل الجاهلية يعظمونه ولما جاء الإسلام زاده تعظيما وتشريفا كما أنه الشهر الذي كان يتقرب فيه الرسول إلى الله ونزل عليه جبريل عليه السلام القرآن الكريم في إحدى ليالي رمضان . ومن جانبه أضاف الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية على ان شهر رمضان يجمع كل قيم وفضائل الدين الإسلامي الحنيف فهو يجمع قيم التسامح والصبر وتربية الإرادة والتضامن والتآخي بين المسلمين لافتا الى ان الصوم لم يأت للامتناع عن الطعام والشراب والشهوة فقط وانما جاء لغاية اكبر من ذلك وهى تربية النفس الإنسانية وإصلاحها في ذلك الشهر الكريم وحتى تستعيد كل قيم الإسلام وخاصة قيمة المساواة فعندما يصوم المسلمون ويفطرون في وقت واحد يمثل ذلك قيمة الوحدة التي تفتقدها وتحتاجها الأمة الإسلامية ألان . وتابع الجندي ان فريضة الصوم أيضا تبرز قيمة التراحم بين المسلمين والتي يجب ان يتم ترجمتها واقعا عمليا في كافة المعاملات بين المسلم وأخيه المسلم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا " . بينما أوضح الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية فضائل قراءة القرآن الكريم في ليل شهر رمضان والعلاقة بين هذا الليل والقرآن الكريم الذي نزل في ليلة من ليالي هذا الشهر والذي يفتح لقارئه من أسراره ما لا يفتحه في ليالي غير ليالي الشهر الكريم .