الحمد لله الذي بلغنا شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن الكريم فلقد جعل الله سبحانه وتعالي في ايام دهرنا لنفحات وأمرنا ان نتعرض لها فربما تصيبنا نفحة.. ومن اصابة نفحة من نفحات الله لا يشقي بعدها أبدا. لهذا فان شهر رمضان الكريم هو لؤلؤة الشهور لان القرآن العظيم أنزل فيه وهو رحمة للانسانية وشريعة لها.. ومما يتناسب مع تكريم القرآن ان يكرم الظرف الزمني الذي نزل الله فيه القرآن بأن يصوم المسلمون هذا الشهر ابتغاء رضوان الله ومن عظمة الاسلام ان ترك للمؤمن ان يحكم الموقف مع ضمير ه لان التعامل هنا مع الله سبحانه وتعالي ولا سيما الصوم كما جاء في الحديث القدسي عن رب العزة »كل عمل ابن آدم له الا الصوم فانه لي وأنا اجزي به« .. وسر العبادة في الصوم انه لا يطلع عليه احد الا الله ولا يعلم سره الا عالم الخفيات بذات الصدور.. ولان رمضان هو لؤلؤة الشهور فان الله جعل عمل ابن آدم له في كل الشهور إلا الصوم فانه يكون لله تعالي لذلك لم يجعل للكرام الكاتبين أي نوع من الجزاء ولكن الذي يحاسب ويجازي عليه هو الله وجعل الجزاء خفيا علي العباد ولا يعلمه ملك مقرب أو نبي مرسل لهذا فان جزاء الصيام عظيم. ففي رمضان يخرج الصائم الحق من ذنوبه كيوم ولدته امة وفيه ليلة من ادركها وكانت من نصيبه خير من عمره كله لانها ليلة خير من الف شهر.. . فالانسان ربما لا يعيش الف شهر بالاضافة الي ذلك فانه من فضائل رمضان. انه من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن ادي فريضة فيما سواه ومن أدي فيه فريضة كان كمن ادي سبعين فريضة ولا يوجد جزاء مثل ذلك الا في رمضان.. كما انه من فطر فيه صائما كان له من الاجر مثل اجر الصائم دون ان ينقص من اجر الصائم شيئا.. وان كان هذا الافطار علي شق تمرة او مزقة لبن او شربة ماء. واكدت السنة النبوية الشريفة ان العمل يجب ان يؤدي علي اكمل وجه في رمضان لصالح البلاد والعباد وتسيير الامور بصورة من شأنها في رمضان مثل باقي الشهور.. فمع رعاية المصالح وقضاء الحاجات تقبل الدعوات.. والبعض يعتقد ان رمضان شهر للاسترخاء والمتسالي والترفيه ويشهد علي ذلك المقاهي ومحلات النت وساحات اللهو والاندية التي تبقي ساهرة لما بعد الفجر تعج بالرواد تحت مظنة ان هذا هو شهر السهر والسمر والخيام الرمضانية والترويح عن النفس ومتابعة الاعمال الدرامية والمسلسلات التي لا حصر لها عبر الفضائيات المنتشرة.. ولهؤلاء اقول ان الوقت لا يحسب بالايام ولا بالساعات ولكنه في رمضان يحسب بالدقائق واللحظات.. واذا كانت كل تسبيحه بسبعين تسبيحة فان الانقطاع عن التسبيح وذكر الله في هذه الاوقات المفضلة وقضاؤها في اللهو والغفلة يمثل عند الكثير من العلماء معصية كبري.. فارحم نفسك وخذ اجازه من اللهو فانك لن تستطيع ان تعوض هذه الاوقات ومن يدري فربما يكون رمضان الحالي هو آخر رمضان في حياتك.. ووقتها لن ينفع الندم فان كنت في نعمة فارعها.. فإن المعاصي تزيل النعم وداوم عليها بشكر الاله.. فإن الاله سريع النقم.