اليوم.. تشريعية الشيوخ تستكمل مناقشة تطبيق القانون المدني على عقود الإيجار    أسعار اللحوم اليوم الأحد 12-5-2024 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    وزير الإسكان: 15.8 ألف حجز مبدئى لوحدات المرحلة العاشرة من «بيت الوطن»    فصائل فلسطينية: قصفنا حشود الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة شرق رفح    حالة الطقس اليوم الأحد 12-5-2024 في محافظة قنا    الرئيس السيسي: خطة لتطوير مساجد آل البيت والصحابة بمصر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 12-5-2024    مؤتمر صحفى للإعلان عن قواعد القبول بمعاهد معاوني الأمن    نهائي الكونفدرالية| الزمالك في مهمة إفريقية أمام نهضة بركان بالمغرب    «أراد الله أن تظل حصة مصر في حمايته».. عباس شراقي يزف بشرى سارة عن سد النهضة (فيديو)    «المالية»: تبكير مواعيد مرتبات صرف يونيه للعاملين بالدولة بمناسبة إغلاق السنة المالية وعيد الأضحى    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 12 مايو 2024.. عز ب 42 ألف جنيه    «صحة مطروح» تطلق قافلة طبية مجانية بقرية زاوية العوامة بالضبعة.. غدًا    «المالية» تعلن تبكير مواعيد صرف مرتبات شهر يونيو    الطرق الصوفية تعلق على قرار السيسي بتطوير أضرحة آل البيت    بطريرك الأقباط الكاثوليك يلتقي كهنة الإيبارشية البطريركية    اليوم.. «تضامن النواب» تناقش موازنة المركز القومي للبحوث الجنائية    انطلاق فعاليات الملتقى التوظيفي الأول بجامعة طيبة التكنولوجية.. اليوم    الليلة.. الزمالك يتحدى نهضة بركان المغربى فى ذهاب نهائي الكونفدرالية الأفريقية    ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي قبل مباراة مانشستر يونايتد وآرسنال اليوم    رئيس جامعة حلوان يفتتح معرض "الإبداع في التصميم التنفيذي للمنشآت الخشبية الخفيفة"    مصرع شاب في حادث تصادم بطريق شبرا بنها – الحر في القليوبية    موعد عيد الأضحى المبارك 1445ه: تفاصيل الإجازة وموعد وقفة عرفات 2024    تحسين مظهر تطبيق واتسآب للأجهزة المحمولة    الأونروا: نزوح قرابة 300 ألف شخص من رفح خلال أسبوع    إسلام بحيري يرد على سبب تسميه مركز "تكوين الفكر العربي" ومطالب إغلاقه    كلمة الرئيس السيسي خلال افتتاح أعمال تطوير مسجد السيدة زينب (فيديو)    شولتس: الهجوم الإسرائيلي البري على رفح سيكون عملا غير مسؤول    الرئيس السيسى من مسجد السيدة زينب: ربنا أكرم مصر بأن تكون الأمان لآل بيت النبى    «القاهرة الإخبارية»: القيادة المركزية الأمريكية تسقط 3 مسيرات جنوب البحر الأحمر    طريقة عمل مولتن كيك، في البيت باحترافية    الصحة: تطوير وتحديث طرق اكتشاف الربو وعلاجه    ما حكم الحج عن المتوفى إذا كان مال تركته لا يكفي؟.. دار الإفتاء تجيب    عاجل.. حدث ليلا.. قمع واعتقالات بمظاهرات تل أبيب وغضب في لبنان بسبب عصابة التيكتوكرز    وزير الرياضة يفتتح أعمال تطوير المدينة الشبابية الدولية بالأقصر    رئيس اليمن الأسبق: نحيي مصر حكومة وشعبًا لدعم القضايا العربية | حوار    مواعيد مباريات اليوم الأحد 12- 5- 2024 في الدوري الإسباني والقنوات الناقلة    الهدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية قد تبدأ خلال ساعات بشرط وحيد    بطولة العالم للإسكواش 2024| تأهل 4 لاعبين مصريين للجولة الثالثة    «آمنة»: خطة لرفع قدرات الصف الثانى من الموظفين الشباب    ما التحديات والخطورة من زيادة الوزن والسمنة؟    تحذير مهم من "تعليم الجيزة" للطلاب وأولياء الأمور لهذا السبب    عمرو أديب ل إسلام بحيري: الناس تثق في كلام إبراهيم عيسى أم محمد حسان؟    الصحة تعلق على قرار أسترازينيكا بسحب لقاحاتها من مصر    الآن.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الأحد 12 مايو 2024 (للبيع والشراء)    "الأوقاف" تكشف أسباب قرار منع تصوير الجنازات    يسرا: عادل إمام أسطورة فنية.. وأشعر وأنا معه كأنني احتضن العالم    على خطى مبابي.. نافاس يعلن رحيله عن باريس سان جيرمان    أرخص السيارات العائلية في مصر 2024    ملف رياضة مصراوي.. مذكرة احتجاج الأهلي.. تصريحات مدرب الزمالك.. وفوز الأحمر المثير    حبس سائق السيارة النقل المتسبب في حادث الطريق الدائري 4 أيام على ذمة التحقيقات    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بمدينة 6 أكتوبر    يا مرحب بالعيد.. كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024    أستاذ لغات وترجمة: إسرائيل تستخدم أفكارا مثلية خلال الرسوم المتحركة للأطفال    أخبار × 24 ساعة.. وزارة الأوقاف تقرر منع تصوير الجنازات داخل وخارج المساجد    حظك اليوم برج العذراء الأحد 12-5-2024 مهنيا وعاطفيا    علي الدين هلال: الحرب من أصعب القرارات وهي فكرة متأخرة نلجأ لها حال التهديد المباشر للأمن المصري    وزارة الأوقاف تقرر منع تصوير الجنازات داخل وخارج المساجد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رمضان وبناء الأمة
نشر في مصر الجديدة يوم 19 - 07 - 2012


رسالة من: أ.د. محمد بديع
المرشد العام للإخوان المسلمين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن سار على هديهم، وسلك طريقهم إلى يوم الدين.. أما بعد:
قال الله تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ( (البقرة: 183).
أيها المسلمون:
إن شهر رمضان المعظم، شهر بناء النفس، وتقوية الروح، وتزكية الأخلاق، وزيادة القرب من الله بما يقوم به من صلاة وصيام وتلاوة وقيام ومسارعة إلى الخيرات، وإحسان وصدقات، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ –صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِى أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَات فَتَعَرَّضُوا لَهُ، لَعَلَّهُ أَنْ يُصِيبَكُمْ نَفْحَةٌ مِنْهَا فَلَا تَشْقَوْنَ بَعْدَهَا أَبَدًا» (الطبرانى).
أتى رمضان مزرعة العباد لتطهير القلوب من الفساد
فأدِّ حقوقه قولا وفعلا وزادك فاتخذه للمعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها تأوَّه نادما يوم الحصاد
شهر رمضان موسم الطاعات:
إن شهر رمضان من أعظم مواسم الخير وأجلها قدرا، حيث يهل علينا رمضان بهلال الخير والرشد والبركة، فتغتبط به القلوبُ، وتفرح به النفوسُ؛ وقد يسر الله الطاعة على المسلمين، كما كرّه إلينا العصيان، وذلك ما أشار إليه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بفتح أبواب الجنان وإغلاق أبوب النيران وتصفيد الشياطين فعن أبى هريرة –رضى الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين" (فتح الباري 4 /112 / 1899)
وشهر رمضان شهر التحرر من الشهوات، والسيطرة على الأهواء، ومغالبة النفس، ومن قدر على قهر نفسه وهواه، فهو أقدر على الغلبة على ما سواه، ومن صرعته شهوة كان صرع الأعداء له أيسر.
وعجيب أمر المسلمين حين يغفلون حكمة الصوم، وسر فرضيته، فقد جعله الله للقلب والروح، فجعلوه للبطن والمعدة، جعله الله للحلم والصبر، فجعلوه للغضب والطيش، جعله للسكينة والوقار، فجعلوه شهر السباب والشجار، جعله الله ليغيروا فيه من صفات أنفسهم، فما غيروا إلا مواعيد أكلهم، جعله الله تهذيبا للغنى الطاعم، ومواساة للبائس المحروم، فجعلوه لفنون الأطعمة والأشربة، تزداد فيه تخمة الغنى، بقدر ما تزداد فيه حسرة الفقير، جعله الله شهرا للقيام والقرآن والذكر والاستغفار بالأسحار، فاستبدله المسلمون بالأفلام والمسرحيات والمسابقات.. وكأن لسان حالهم، يردد مع دعاة الشهوات، ومثيرى الغرائز لدى الإنسان هذا النشيد:
إنما الدنيا طعام وشراب ومنام
فإذا فاتك هذا فعلى الدنيا السلام
بينما يكون نشيد المؤمنين فى جميع أوقاتهم لا فى شهر رمضان فقط.
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته أتطلب الربح مما فيه خسران
أقبلْ على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
رمضان وبناء الأمة:
يطلع علينا هلال شهر رمضان المبارك فى هذا العام ويشرق معه نسيم الحرية على الأمة، وتسعى كل دولة لاستكمال سيادتها على أرضها، والتحرر من كل قيد أجنبى..، وشهر رمضان يمدنا بكل مقومات البناء والتغيير والنهضة ويتجلى ذلك فى الآتى:
أولا: فى شهر رمضان نزل القرآن وهو يمثل المنهج المتكامل الذى يجب على الأمة أن تستند إليه فى صياغة دستورها، ومن هنا كان شعار الجماعة "القرآن دستورنا".
ثانيا: أن التغيير لا يتم إلا على صرح أخلاقى قوى متين، وتغيير النفوس الضعيفة اليائسة المنهزمة من داخلها: )إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ( الرعد: 11.
وشهر رمضان يزودنا بأسمى الأخلاق وأرفع القيم وذلك حين يدعونا إلى المحافظة على السمت الحسن فلا رفث ولا صخب، كما يحثنا على أن نترفع بأخلاقنا مع من يسىء إلينا وينال منا بالسب والشتم وغيرها من الاعتداءات: عن أَبَى هُرَيْرَةَ –رضى الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-: "قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّى امْرُؤٌ صَائِمٌ".
وفى شهر القرآن يجب علينا التحلى بصفات القرآن العظيم، والتأدب بآدابه، ولنا فى النبى –صلى الله عليه وسلم- الأسوة الحسنة وقد وصفه الله عز وجل بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم: 4). وقد كان خلقه القرآن الكريم، وقد سئلت السيدة عائِشَة عن خُلُقِ رَسُولِ اللهِ –صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ: "كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ".
وإنما تحيا الأمم بأخلاقها:
إنما الأمَمُ الأخلاقُ ما بقِيَتْ *** فإن هُم ذهبَتْ أخلاقهُم ذَهَبُوا
والإصلاح وتغيير النفوس إنما يتحقق بالأخلاق:
صلاح أمرِكَ للأخلاقِ مرجعهُ *** فقوّم النفس بالأخلاق تستَقِمِ
ونهيب بكل مسلم أمسك عن الطعام والشراب أن يمسك عن الكذب والبهتان ورمى الآخرين بالتهم، وأن يجعل من شهر رمضان منطلقا للطهارة من تلك الآثام وإلا أحبط صيامه وأبطله؛ فعن أبى هريرة –رضى الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه".
وفى ذلك يقول الشاعر:
إذا لم يكن فى السمع منى تصامم وفى مقلتى غض وفى منطقى صمت
فحظى إذن من صومى الجوع والظمأ وإن قلت إنى صمت يوما ما فما صمت
ثالثا: الصوم يمنح المسلم حسن المراقبة لله، حيث إنه يمكنه أن يأكل ويشرب دون أن يراه أحد، والنهوض بالأمة والارتقاء بها يحتاج إلى من يعمل ويتقن العمل خشية من الله، وطلبًا للأجر من الله، ولا يبالى بمراقبة البشر، بل هو يعمل فى غيبة الرقابة البشرية أكثر، ويحسن ويتقن تطوعًا وعبادة لله عز وجل، ورغبته فى الجزاء من الله أكثر من الجزاء من البشر، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ –رضى الله عنه- عَنِ النَّبِى –صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ".
رابعًا: علينا أن نجعل من شهر رمضان نقطة الانطلاق لقافلة التغيير، وساعة الانطلاق للعمل، وألا نجعل من الصيام مسوغا للكسل، أو مبررًا للقعود، فالمسلم فى الصيام يصوم بالنهار ويسهر بالليل، وفى رمضان كانت المعارك الفاصلة فى حياة الأمة.. بدر وفتح مكة وحطين، ونصر العاشر من رمضان، والواجب علينا فى لحظة التحدى والصراع الذى تعيشه الأمة فى هذه المرحلة أن تواصل العمل فى رمضان لتسترد مكانتها وتبنى مجدها وتتمتع بعزتها.. وهى بذلك تنال أجر المجاهدين فى سبيل الله.
خامسًا: رمضان يوحد بين الأمة المسلمة فى مشاعرها، حيث يصومون مع رؤية الهلال، ويفطرون لرؤيته، ويجتمعون على الإمساك مع مطلع الفجر، والإفطار مع غروب الشمس، كل ذلك يبنى فى الأمة حب الوحدة والاجتماع، ويحذر من الفرقة والاختلاف، وذلك هو السبيل الوحيد لنصر الأمة أن تعتصم بحبل الله وأن تتحد ولا تتفرق: )وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا( آل عمران: 103. )وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ( الأنفال: 46.
على العالم أن ينصف مسلمى بورما:
سادسًا: ومن منطلق الوحدة والاتحاد بين المسلمين فإنه يجب علينا أن ننصر المظلوم وأن نكفى المحتاج وأن نرشد الضال، فالتكافل والتضامن والتناصر بين المسلمين واجب، ومن ثَمَّ فإننا نناشد الهيئات والمنظمات الدولية لوضع حد لأعمال المجازر والمذابح والحرق التى تقع فى بورما "الأراكان" حيث يتعرضون للظلم والتعذيب والقتل والتهجير القسرى، ويخربون بيوتهم ومساجدهم وتتعرض نساؤهم للاغتصاب، وقد قتل منهم أكثر من ألف مسلم، ومن بشاعة جرمهم أنهم قتلوا منهم البعض حرقًا، كما أنهم شردوا أكثر من 90 ألفا، وهذه جرائم إنسانية بشعة يجب أن يقف فى وجهها ليس كل مسلمى العالم فقط، بل كل أحرار العالم.
ويجب علينا أن نمدهم بكل عون مادى، يخفف من آلامهم، ونناصرهم فى المحافل الدولية، ونرفع أصواتنا فى كل مكان من أجل نصرتهم واسترداد حقهم.
التكافل والتضامن مع فلسطين وسوريا:
وتبقى فلسطين فى بؤرة الاهتمام من كل مسلم، ولا تغيب عن بصرهم، وكذلك سوريا المنكوبة بمن يسلط عليهم أسلحة الهدم والدمار والقتل بقلوب قاسية كالحجارة أو أشد قسوة من الحجارة، ومصيبة المصائب أن الذى يفعل هذا ليس عدوا من خارج البلاد كما يحدث فى بورما وفلسطين، ولكنه رئيس للبلاد ينتسب إلى الإسلام ويتحمل مسئولية حماية شعبه من أعدائه فإذا به يستخدم جيش بلاده الذى ينفق على تسليحه من أموال شعبه لقتل أبناء وطنه من أطفال ونساء وشيوخ، فحسابه أشد ونهايته سوداء بإذن الله تعالى، ودعاء المسلمين عليه ليلا ونهارا وهم موقنون بالإجابة جدير بالتحقق، فقد أقسم رب العزة لينصرنها ولو بعد حين، بينما نتعجب من أن العالم فى صمت مخز تعقد الاجتماعات منذ عام ونصف وتنفض بلا أى نتيجة على الأرض، وفى كل مرة يمنحون النظام فرصة أخرى لقتل شعبه بينما تهتز أركانه حين يقتل صهيونى، أو يؤسر، بل يتحركون لو وقع ذلك بعالم الحيوان، وفى هذا الشهر الكريم يجب علينا أن نقدم لهم كل عون مادى ودعم سياسي.
سابعًا: سهم الدعاء: ومع نصرة إخواننا المسلمين المظلومين فى كل مكان بالعون المادى والدعم السياسى، فإن الواجب على كل مسلم أن يصوب سهم الدعاء الذى لا يخطئ إلى صدور من يظلم إخواننا وللصائم دعوة لا ترد: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رضى الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ دَعْوَةً لَا تُرَدُّ». فليكن لهؤلاء النصيب الأوفى من دعواتنا، عند إفطارنا وفى تهجدنا بجوف الليل وعند السحر، والله ناصرها والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ولا ننسى فى هذه الأيام والليالى المباركات أن ندعو لوطننا العزيز مصر، أن ينجيه الله تعالى من الفتن التى يمر بها، وأن يخلصه من الطغاة والفاسدين وأنصار النظام البائد المخلوع، وأن يؤيد رئيسنا لقيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان، وتحقيق الاستقرار والنهضة والبناء، فخير حكامنا كما بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم "هم الذين ندعوا لهم ويدعون لنا".
ألا فليعتبر أولو الألباب وليستجب أولو الأبصار، وليدخلوا مدرسة الصوم الربانية، ليتخرجوا منها رجالا، قد نالوا الدرجات العلى، واستكملوا جوانب النفس، وتخلصوا من كل نقص، وجددوا إيمانهم بالله، وزادت صلتهم بربهم، وتواصلوا واتحدوا فيما بينهم، وكانوا لبنات صالحة فى نهضة الأمة وبنائها.
والله أكبر ولله الحمد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.