الكويت: تحت شعار " حفاظ القرآن الكريم أمان لمجتمعاتهم" اختتمت فى دولة الكويت فعاليات الملتقى العالمي الرابع لحفاظ القرآن الكريم، والذى أقامته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية بالتعاون مع الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم في رابطة العالم الاسلامي . حظى الملتقى هذا العام برعاية أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ، وجاء اختيار دولة الكويت لإقامة هذا الملتقى في اطار اهتمامها الرسمي والشعبي بالقرآن الكريم اهتماما يليق بمكانته كونه كلام الله المنزل على نبيه والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو دستور الأمة الإسلامية ومنهاجها، كما يأتي هذا الاهتمام تأكيدا على مكانة الكويت بين دول العالم الإسلامي وريادتها في إعلاء كلمة الإسلام والحرص على المحافظة على أصول الدين الحنيف والدعوة إلى الوسطية ونبذ العنف والتطرف. وفى ختام الملتقى أكد الشيخ الصباح على أهمية إبراز مكانة القرآن الكريم وتعاليم الدين الإسلامي السمحة ودورهما الفاعل في تنشئة جيل صالح يتميز بالوسطية ويعمل بكل إخلاص لخدمة وطنه في الميادين كافة. وخلال استقباله الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله عبد المحسن التركي ،أشاد الصباح بجهود القائمين على الملتقى الخيّر. وأعرب الدكتور التركي عن اعتزازه وامتنانه بالرعاية الكريمة التي أولاها أمير دولة الكويت لحفل ختام الملتقى العالمي الرابع لحفاظ القرآن الكريم، ودعا مؤسسات تحفيظ القرآن إلى العناية بالدراسات والبحوث التي توضح تلك المقاصد العظيمة استجابةً لأمر الله سبحانه وتعالى القائل: “كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِه". وبين التركى ،بحسب جريدة عكاظ، أن في كتاب الله مفاهيم أمنية ينبغي على المجتمعات المسلمة الأخذ بها وتعريف الشعوب الأخرى بها لما فيها من أسباب تحفظ المجتمعات من أنواع الجرائم الأمنية والاقتصادية والاجتماعية كما تحفظ المجتمعات من العدوان عليها ومن الآفات الخطيرة كآفة الإرهاب. وأكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور عبد الله المحيلبي أن الملتقى جاء لرسم خطط كفيلة بإعادة توجه الأمة عموما والشباب خصوصا إلى كتاب الله والالتفاف حوله قراءة وحفظا وفهما تمهيدا للقيام بالعمل به والدعوة إليه حتى نكوّن جيلا قرآنيا تسوده أخلاق التسامح والعدل والإنصاف والكرامة. ورأى رئيس فريق التحكيم الدكتور أيمن رشدي سويد ارتفاعاًً ملحوظاً فى المستوى العام للمتسابقين من مختلف الدول رغم تفاوت المستويات خصوصا الحفاظ القادمين من البلاد التي لا تتحدث العربية. وأوضح أن قواعد التحكيم منحت الطالب خمسة أسئلة كل واحد منها صفحة من المصحف فان سكت ولم يعرف ما بعده يترك له فرصة أخرى ليتم التصحيح للحافظ بعد ذلك وتخفيض درجة له. ودعا الملتقى الذي تناول جوانب الأمن الشامل (الاقتصادي والإنساني والفكري والاجتماعي البيئي) في ختام أعماله بإقامة دورات ولقاءات تربوية وثقافية متخصصة لرفع مستوى حفظة القرآن الكريم ودعا إلى تبني ورصد الدراسات الميدانية عن تأثير حفظ القرآن الكريم في المجتمعات والأقليات الإسلامية والتعاون بين الجهات الرسمية والهيئات المتخصصة لتوسيع مجال هذه الدراسات ونشرها إعلاميا. واقترح المؤتمر إنشاء قناة فضائية متخصصة لتعليم القرآن الكريم وإبراز أثره في حياة الأمم وغرس محبته في قلوب الناس. وأكد أهمية إسهام حفظة القرآن الكريم في تحقيق الأمن بجميع مجالاته وتقوية أواصر المحبة بين إفراد المجتمع. وحض الملتقى على إبراز دور حفظة القرآن الكريم في تحقيق الأمن الفكري لمجتمعاتهم والدعوة إلى الوسطية ونبذ العنف والغلو والتطرف إضافة إلى التنسيق والتكامل بين الهيئات والجمعيات والمؤسسات المتخصصة في تعليم القرآن الكريم والدراسات القرآنية وتوسيع مجال أعمالها لتشمل جميع فئات المجتمع والأقليات الإسلامية. وحث المشاركون على عقد المؤتمرات والندوات التي تبرز أثر حفظ القرآن الكريم في علاج المشكلات والاضطرابات النفسية لتحقيق الراحة والسعادة والطمأنينة، كما دعوا إلى السعي لتوفير أوقاف للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم في مكةالمكرمة والمدينة المنورة لتحقيق الاكتفاء الذاتي للهيئة وتوسيع أنشطتها لتلبية احتياجات التعليم القرآني.