الداعية خالد الجندي بقناعة تامة يرفض الداعية الإسلامي الشيخ خالد الجندي أن يتصدى غير الأزهريين للفتوى، ويوضح أن من ضمن الأسباب الرئيسية في شيوع فوضى الإفتاء الحالية هي أن يتصدى الدعاة غير المخصصين الذين لم يتلقوا تعليمهم في كليات الأزهر للإفتاء، ويطالبهم بالابتعاد عن إطلاق الفتوى والتركيز في النصح والإرشاد إلى السلوكيات الحميدة أو الحصول على ترخيص من الأزهر الشريف للإفتاء.
ومن نقطة الانطلاق هذه كان لشبكة الإعلام العربية "محيط" هذا اللقاء السريع مع الداعية الإسلامي الشهير الشيخ الجندي على هامش ندوة الملتقى الإسلامي والذي أكد خلال اللقاء أن الدعاة هم بشر يخطئون ويصيبون ولهم حياتهم الخاصة التي لا يجب الخوض فيها وان تضخيم أخطائهم في وسائل الأعلام أمر يضر بغير الدعاة والدعوة، لافتا إلى أهمية أن يتقاضى الداعية أجرا معقولا ويحيا حياة كريمة حتى يتفرغ للدعوة.
محيط : يتعرض الدعاة الجدد من الحين للأخر لهجوم شرس من بعض الإعلاميين وعلماء الإسلام لدرجة إن البعض وصفهم بالوباء فما رأيك ؟ التعميم هنا مرفوض على الإطلاق لأنه ضد العقل والمنطق فالدعاة بشر يخطئون ويصيبون وليسوا ملائكة ولهم سلبياتهم وإيجابيتهم مثلهم مثل باقي البشر ومن العيب إن يتم وصف كل الدعاة بأنهم لا يفقهون شيئا لان لكل منا له أخطاؤه ولكن إبراز تلك الأخطاء وتضخيمها في وسائل الإعلام أمر لا يضر بالدعاة وحدهم وإنما يضر بغير الدعاة والدعوة الإسلامية نفسها كما انه عندما يقوم البعض بتضخيم هذه الأخطاء تسقط القدوة عند الشباب وبالتالي يتجه الى طريق الانحراف .
محيط : وهل تناول السلبيات والأخطاء لتقويمها وإصلاحها ام غير جائز ؟ لا بالطبع ولكن هناك أخطاء وعيوب لابد من كشفها وفضحها في وسائل الإعلام للعامة جميعا فإذا كان الداعية يفعل سلوكيات وتصرفات فجة في الشارع وأمام المارة لا تليق بالإنسان المسلم او يفعل الموبقات مثل شرب الخمر او ان يفعل أي شي يغضب الله فهو بذلك يسيء الى الدعوة الاسلامية وكل الدعاة وبالتالي هنا لابد من فضحه وكشفه أمام الرأي العام حتى يعرف حقيقة هذا الرجل ولكن هناك حياة شخصية للدعاة لا يجب الخوض فيها لأنها لا تهم احد إلا الداعية كأن يتزوج او يطلق او يتشاجر مع زوجته فلماذا يستغل البعض مثل هذه التصرفات الشخصية التي تحدث مع غير الدعاة للتشهير بهم والهجوم عليهم للنيل منهم بهدف تحقيق ظهور إعلامي ؟
محيط : نعيش حاليا حالة من الفوضى الرهيبة في الفتوى فهناك فتاوى لا تمت للإسلام بأي علاقة فضلا عن التضارب ما أسباب ذلك ؟ السبب الرئيسي في ذلك هو دخول غير الأزهريين في مجال الإفتاء فهم يتصدون للفتوى رغم أنهم لم يتلقوا تعليمهم في الكليات الشرعية بالأزهر الشريف ككليتي أصول الدين والشريعة والقانون لذلك هم غير مؤهلين للفتوى أصلا فالذي يتصدى للفتوى لابد أن يكون أزهري.
محيط : وهل الدعاة الذين لم يتخرجوا وينتشرون على شاشات القنوات الفضائية غير مؤهلين للإفتاء ؟ بالطبع فالداعية الذي لم يتخرج من الأزهر وغير متخصص في ابداء الفتوى لابد من أن يبتعد عن الفتوى ويتركها لخريج الأزهر الشريف واضرب لك مثلا هل يكمن لخريج كلية الطب ان يعمل مهندسا او خريج كلية الحقوق ان يعمل طبيبا وهل يمكن لخريج الآداب ان يعالج المرضى غير أنني أطالب هؤلاء الدعاة بالحصول على ترخيص من الأزهر الشريف إذا رادو التصدي للفتوى. جانب من الملتقى
محيط : وما المهمة التي يقوم بها هؤلاء الدعاة إذن ؟ إن يدعوا الشباب إلى إتباع السلوكيات الحميدة ويعالجون قضايا انحراف الشباب والقضايا الاجتماعية مثل المشاكل الأسرية والاجتماعية وقضايا الانفجار السكاني وتفاقم طوابير أزمة الخبز وانتشار الدجل والشعوذة وسلوكيات التجار الجشعين فالمجتمع يحتاج الى إرشادات هؤلاء الدعاة للتصدي للسلوكيات السلبية والتي تضر بالمجتمع وتخالف تعاليم الدين الإسلامي الحنيف؟
محيط : هناك ضعف ملحوظ في المستوى العام للدعاة ألان ؟ هذا يرجع إلى ثلاثة عوامل أما العامل الأول فهو تراجع الدعاة الأزهريين عن تطوير أنفسهم وتجويد أدائهم بالإطلاع على أمهات الكتب والمراجع الدينية والاستزادة منها لرفع أدائهم المهني أما العامل الثاني فهو تدني المردود المادي من الدعوة بشكل جعل الطبقات المستنيرة تعزف عن إلحاق أبنائهم بالتعليم الأزهري فهم يتمنون ان يعمل ابنهم ضابط او طبيب او صيدلي ولا يتمنون أن يكون داعية او إمام يؤم المصلين كما أن الذي يلتحقون بالكليات الشرعية في جامعة الأزهر حاصلون على درجات متدنية جدا مقارنة بزملائهم الذي يلتحقون بكليات الطب والهندسة والعلوم وعلاج هذه المشكلة يكمن في رفع رواتب الدعاة وعدم تشويه صورة الداعية كما تفعل بعض وسائل الأعلام والعلمانيين حتى يتبؤ الداعية مكانته.
محيط : تحدثت عن المردود المادي للدعوة أليس ذلك يحولها الى تجارة بدلا من ان تكون رسالة ؟ هذا لا تناقض مع كون الدعوة رسالة فالدعاة من حقهم الحصول على أجور ومرتبات معقولة حتى يستطيعون الإنفاق على أسرهم في ظل حالة الغلاء الشديدة الان ومن حق الداعية ان يحيا حياة كريمة بعيدا عن الحياة اليومية حتى يتفرغ لمهام دعوته ويؤديها على أكمل وجه وأود ان أقول لك أليس يقول الفنانون ان الفن رسالة ومع ذلك يجنون الملايين من أعمالهم الفنية.