بغداد : بدأ المتطرفون الإسلاميون باستهداف أطباء الأمراض النسائية في العراق بتهمة الكشف عن عورة النساء. وأعربت المنظمات غير الحكومية المهتمة بشئون المرأة عن قلقها لوجود عدد قليل فقط من طبيبات أمراض النساء في البلاد وتخوف زملائهن من الرجال من الاستمرار في ممارسة عملهم . ونقلت شبكة " أخبار العراق عن ميادة زهير الناطقة باسم جمعية حقوق المرأة :" أصبح الأطباء يخافون من مواصلة عملهم بسبب وجهات نظر المتطرفين، كما أن عدد طبيبات أمراض النساء قليل جداً ولا يمكنهن الاستجابة للطلب على خدماتهن ". قال المتطرفون :" إنه لا يحق للأطباء الرجال الكشف عن الأعضاء الخاصة للمرأة وقد تعرض طبيبان للقتل في الأسبوع الماضي عند مغادرتهما لعيادتيهما وتركت رسالة بجانب جثتيهما تفيد بأن القتل سيكون مصير كل طبيب يصر على انتهاك خصوصية المرأة المسلمة ". وقال ياسر عصام وهو طبيب أمراض نساء من بغداد :" إنه منذ 20 تشرين الأول / أكتوبر الماضي تعرض لمحاولتي قتل وتسلم رسالة تهديد تطالبه بالتوقف عن مزاولة عمله لأنه يكشف عن عورات النساء ". وأضاف عصام قائلاً :" لم يكن لدي أي خيار آخر فضلت واثنين من زملائي، التخلي عن مهنتنا، حيث تركنا العيادة في عهدة زميلتين ، لكنهما أخبرتانا فيما بعد بأنهما غير قادرتين على الاستجابة للطلب على خدماتهما وبدأتا ترفضان الكشف عن بعض المريضات". ومن جهتها، أفادت وزارة الصحة بأنها تجري تحقيقاً في الموضوع وطالبت وزارة الداخلية بتوفير الحماية للأطباء والممرضين في مختلف أنحاء البلاد. وقد أخذت الخدمات الصحية في العراق تعاني من مشاكل كثيرة بسبب النقص الحاد في عدد الأطباء. ووفقاً لجمعية الأطباء العراقيين، غادر حوالي 75 % على الأقل من الأطباء والصيادلة والممرضين وظائفهم في الجامعات والعيادات والمستشفيات بينما فضل 55 % منهم مغادرة البلاد كلياً. وقالت عفاف عبد القهار وهي أخصائية أمراض نساء في مركز الولادة بالكرادة :" إن هناك أيام يكون لدينا أكثر من 80 مريضة لكل طبيبة أي بمجموع 170 مريضة في اليوم الواحد ، يتم تقسيمهن على طبيبتين اثنتين فقط في عيادتنا " .