الفنانة آية محيط - رهام محمود استضافت مؤخرا قاعة "جوجان" بالزمالك معرضا جديدا للفنان الدكتور صلاح المليجي رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض وتلاميذه، ضم سبعة فنانين هم: فاطمة عبد الرحمن، أيمان أسامة، حنان الشيخ، أحمد قاسم، لميس عادل، آية علاء، شيرين لطفي. أقيم المعرض تحت عنوان "أفكار لها أجنحة"، حيث تنوع العرض بحسب رؤية وأسلوب كل فنان. فعن هذا المعرض تحدثنا شبكة الأخبار العربية "محيط" مع الفنان صلاح المليجي موجهين إليه بعض الأسئلة عن هذه التجربة التي تجمع بين الفنان وتلاميذه. محيط: كيف جاءت فكرة إقامة هذا المعرض؟ د. صلاح: عندما شاهدت مجموعة من الفنانات المبتدءات في كلية الفنون الجميلة أثناء تنفيذهن لمشروع التخرج، فشعرت وقتها بأن الخطوة الأولى المتمثلة بالنسبة للفنانين البادئين بهذا المشروع في كثير من الأحيان لا يراها أحد، على الرغم من أهمية هذا العمل، فالموضوع لم يكن أنه طالب أو فنان محترف، بل أعني أنه فنان بدأ خطوة هامة في طريق الفن، فأنا شعرت أنهم تخطوا فكرة تجريب الطلبة، بل فهم طلاب استقروا على كيان ما ورؤى فنية معينة بدءوا يسجلونها بشكل واع . استشفيت هذا الوعي، وقلت أنهم لو استمروا في ممارسة الفن بعد مشروعاتهم سينتجون أعمالا جيدة، وبالفعل عندما استمروا أنتجوا أعمالا جيدة جدا، ومع الفنانة منى حسن مديرة جاليري "جوجان" اتفقنا على العرض. حنان الشيخ محيط: ماذا تشعر كونك فنانا كبيرا تعرض مع تلاميذك ؟ د. صلاح: أنا لي الشرف أن أعرض مع هؤلاء الفنانين، فأنا أشعر بذاتي حينما أكون وسط فنانين يحاولون إبداع شيء جديد، فهذا لم يكن نوعا من التبني بقدر أنه نوع من المصاحبة لهم في خطاهم الأولى، واعتقد أن هذا أمر مهم جدا، لأنني شخصيا حينما عرضت للمرة الأولى أعمالي كنت طالبا مع زملائي الجرافيكيين وكنا سعداء جدا بالعرض في كلية آداب عين شمس، فأنا أتذكر كل من شجعني وصافحني في بداياتي، فكل هذا يعتبر دافعا مهما جدا في حياة الفنان، حيث تجعله يخطو خطواط مهمة بعد ذلك. محيط: ما تقييمك للمعرض؟ د. صلاح: المعرض أعماله جيدة جدا ومميزة، اخترناها بعناية شديدة، بحيث لا توجد لوحة واحدة به غير جيدة. محيط: حدثنا عن أعمال الفنانات المشاركات في المعرض؟ د. صلاح: معي في المعرض الفنانة فاطمة عبد الرحمن، وهي من الفنانات اللاتي يعملن بدأب، ولها تجربة متمثلة في المعالجة بالحبر الشيني والريشة، فتأخذ وقتا طويلا جدا في إبداع كل عمل، قدمت في المعرض ثلاثة أعمال، منها عملان منفذان على ورق مصنع يدويا، كما أن رؤيتها للفن بشكل عام تقوم على الاستفادة من الطبيعة بشكل كبير، في الفورم والتكتيب والرؤية بشكل عام؛ لأنها في النهاية تخلق جو قريب للصحراء أو البحر، فالعمل عبارة عن زلط وأحجار، فهي لم تكن حريصة على معالجة الخامة، بل تحرص على وجود طابع روحي أو صوفي بقدر ما. الفنانة حنان الشيخ من الفنانات الممتازات، حيث قطعت شوطا جيدا في التصوير، قدمت فكرة عود الكبريت، الذي ترسمه كأنه عيدان محترقة، فأنا رأيته كلون وكمدلول بصري أكثر منه أدبي؛ لأن الناحية الأدبية تجعل الفنان يخرج من النطاق البصري الذي يعتبر في البداية هو المعيار الحقيقي، وهو كيف عالجت الموضوع بصريا وما انطباعي كمتلقي عن هذا العمل. لكن الفنانة أشارت إلى أن عملها عبارة عن الرأس وهو الأهم بالنسبة لعود الكبريت الذي من دونه لا يشتعل، واحتراقه دليل على انتهاء قيمته، فهذه وجهة نظرها وأنا احترمتها، لكن العمل يعالج الشكل بتبعثر العيدان من العلبة في رؤية بيضاء تماما كأن هذا هو المعنى الحقيقي في العمل بأكمله أي العنصر وتجسيده والإصرار عليه، في عمل آخر رسمت أربع أعواد تقف محترقة بعد انطفاءها، مدروسة بوعي شديد جدا وكأنها تقترب من التهاوي، فهي تمثل لحظة ما وهي لحظة ما قبل التهاوي، واعتقد أنها مثلتها بشكل جميل ونجحت في هذا. إيمان أسامة الفنانة إيمان أسامة عندها تجربة في الرسم والجرافيك، أعتقد أنها قدمتها جيدا في أكثر من معرض، وفي هذا المعرض تقدم أربعة أعمال، عبارة عن معالجة للجسد البشري برؤية بها لون من الرومانسية، وفي الوقت نفسه بها نوع من التعبيرية. فهي تجيد رسم الخطوط، وعندها القدرة على اللعب بالتناقض "كونتراست" بين الأبيض والأسود وما بينهما بشكل قوي ومتميز. أما عن الفنانات تلميذات الفنانة حنان الشيخ اللاتي رأيتهن حينما كن ينفذن مشروع التخرج وهن: لميس عادل، آية علاء، شيرين لطفي، ومعهم الفنان أحمد قاسم، فهؤلاء الأربعة كانوا مفاجأة في العرض لأن كلا منهم قدم رؤيته الخاصة، أحدهم يلعب على الفيجر "رسم الأشخاص" ويرسمه برؤية قوية وناضجة. آية رسمت مجموعة أطفال في الحضانة يرتدون زيا واحدا، ويجلسون على مقعد كبير لا يظهر منهم سوى أقدامهم، فالعمل يشير إلى المستقبل. ولميس أيضا تعالج الفيجر بشكل قوي به أداء تصويري جيد جدا، فكل هؤلاء الطلبة يتمتعون بميزة ما، فمنهم من عنده رؤية وغيرة من يمتلك الأداء قوي، ومن لدية أفكار متعددة يستطيع ترجمتها فيما بعد كأحمد قاسم من خلال رسمه لأسكتشاته. محيط: حدثنا أيضا عن تجربتك في المعرض؟ د. صلاح: تجربتي كانت مصاحبة لأعمالهم، وهي عبارة عن ستة أعمال صغيرة منفذه على كرتون التغليف، رسمت عليه بالأحبار والألوان الأكريلك والأويل باستيل والأقلام، وهذه المجموعة ضمن تجربة بدأتها في عام 2007، وآخر أعمال فيها أنتجتها عام 2008 بيع معظمها لأن أحجامها صغيرة، ولم يبقى منها سوى القليل