الجزائر: أقام الفنان رضا إيديري معرضاً تشكيلياً بعنوان الطين والحياة ضم 20 لوحة متوسطة الأحجام. ووفقا لجريدة "الإتحاد" الإماراتية يخصص المعرض لإظهار دور الأواني الفخارية في الحياة اليومية لسكان منطقة القبائل "الأمازيغية" وسط الجزائر. وفي اللوحات نجد أشكالاً مختلفة للفخار عبارة عن أقداح وقدور مختلفة الأحجام لطهي الخبز التقليدي وأكلات جزائرية شعبية، وأوانٍ وجِرار ذات أشكال ووظائف مختلفة؛ منها جِرار لملء المياه وحفظها وأخرى لحفظ اللبن ومشتقاته أو القمح لفترات طويلة بعيداً عن الحرارة والرطوبة، فتبقى صالحة للاستهلاك. ولجأ الفنان إلى تزيين الأشكال الفخارية برسوم وأشكال زخرفية حيناً وتطعيمها برسوم للكائنات الحية حيناً آخر؛ فنجد في بعض اللوحات رسوماً لنساء أمازيغيات بلباسهن التقليدي وهنَّ يحملن جراراً على أكتافهن بعد ملئها بالمياه، وفي لوحات أخرى تبرز رسوم جميلة لحيوانات أليفة وفي مقدمتها القطط والعصافير، كما يحلو للفنان تزيين إحداها بأسماك جميلة، وفي لوحات أخرى يرسم نباتات وأزهاراً مختلفة. يقول إيديري عن فكرة المعرض إنها راودت ذهنه حينما زار بعض المتاحف الجزائرية الشهيرة بضمها عشرات القطع الفخارية التي تعود إلى عهود غابرة وبخاصة الفترة الرومانية، وحينما شاهد تلك الأشكال الفخارية المختلفة منتصبة في زوايا المتاحف، تحسر لوضع صناعة الفخار وباقي الصناعات التقليدية المحلية في الجزائر، حيث تتراجع باستمرار أمام غزو الحداثة والعصرنة التي جلبت لنا أشكالاً مستوردة لا روح فيها وهو ما يهدد بإحالة صناعاتنا التقليدية إلى المتحف بدورها كما حدث للفخار الروماني، فقرر الاشتغال على هذا الجانب وإبراز دور الفخار في حياة سكان الأرياف، فهو بسيط وجميل وصحِّي في الوقت نفسه عكس أواني الألمنيوم، لعله بذلك يقنع زائري المعرض بالتوقف عن إدارة ظهورهم للصناعات التقليدية العريقة واللهث وراء كل المنتجات الحديثة بغثِّها وسمينها.