بعد انتهائه بعدة أشهر، افتتح الدكتور عماد أبوغازي وزير الثقافة، والشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والمهندس محمد أبو سعدة مدير صندوق التنمية الثقافية، معرض نتاج ملتقي الفخار الدولي الحادي عشر بمركز الحرف التقليدية بالفسطاط، بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية. ضم المعرض الذي شارك فيه عشرة خزافين مصريين واثنان عرب وثلاثة أجانب، بالإضافة إلي ثلاثة من الحرفيين وأربعة من المصورين، وأنتج أكثر من 300 قطعة خزفية. قال الفنان عادل العجمي قوميسير الملتقي: يعتبر هذا المعرض نتاج ملتقي الفخار الذي أقيم في كوم أوشيم بالفيوم قبل الثورة مباشرة، والذي كان لابد من تأجيل عرضه حتي الانتهاء من جفاف الأعمال وحرقها، وتعد هذه الدورة من الملتقي الأولي التي شارك فيها فنانون عرب وأجانب من أمريكا وتونس والدنمارك وغيرها. وكان هدف الملتقي هذا العام احتكاك الفنانين المصريين والأجانب بالحرفيين كي يستطيعوا التطوير من حرفتهم، واستفادة الفنان أيضا مع الحرفي، بالإضافة إلي المحافظة علي المنطقة التي يتم فيها عمل الفخار؛ لأنها حرف تراثية وبيئية مهمة جدا لابد من الحفاظ عليها من الاندثار، وخصوصا أن الفخارين يحرقون الأعمال بالخشب وهذا ملوث للبيئة، مما يجعلهم مطاردين من قبل المسئولين بدلا من مساعدتهم والحفاظ علي الحرفة التي تعد بذلك مهددة بالاندثار؛ ولذلك هدف الملتقي إلي إلقاء الضوء علي المنطقة التي يتم فيها صناعة الفخار كمحاولة للفت نظر المسئولين بالمنطقة، وهذا ما حدث عندما أقمنا الملتقي في الفيوم؛ حيث وعد محافظ الفيوم الاهتمام بالمنطقة وإدخال الغاز للحرفيين بدلا من انتقالهم لأماكن أخري بعيدة. يواصل العجمي: المميز في الملتقي هذا العام هو عمل لوحة جدارية كبيرة من البلاطات متعددة المستويات، حجمها أكثر من عشرين مترا مربعًا، شارك فيها كل فناني الملتقي لتكون بصمة خاصة في مكان العمل. عرض الفنانون أعمالا متنوعة وتشكيلات حرة للخزفيات، فبعضهم تناول الأواني بأساليب مختلفة جدا عن أشكالها التقليدية، فاستطالت أحيانا لتصبح أشبه بالأسطوانات تعلوها الفوهة، متنوعة الأحجام ذات ملمس أو ملساء، وغيرها رسم عليها وكأنها لوحات تشكيلية تجريدية علي أسطح الأواني الخزفية، وأخري كانت تضيق وتتسع مع لفاتها الدائرية ذات الاستطالة، كما اختار بعض الفنانين أن يقدموا أطباقا ملونة بألوان الجليز ذات اللمعة، وقد قدم كل فنان ما بين خمسة أعمال، وعشرين عملا بحسب حجمها وطبيعتها. كما اختلفت أيضا وتنوعت أعمال الحرفيين لتخرج من شكلها التقليدي، وتصبح أشكالا حرة ممتزجة بالخيال. يذكر أن الملتقي استمر خمسة عشر يوما، تخلله ورشة عمل كبيرة للفخار، وورشة عمل لتعليم الأطفال الرسم والنحت والخزف، وندوات شارك فيها مجموعة من الأساتذة الجامعيين حضرها عدد كبير جدا من الطلاب.