«صحراويات» عنوان المعرض الذي أفتتح مساء أول من أمس في جرين آرت جاليري للفنان العراقي سعد الكعبي والذي يستمر لغاية التاسع عشر من الشهر الجاري. والمتأمل للوحات الإحدى وعشرين يلحظ وفقاً لجريدة "البيان" الإماراتية تشابهاً دقيقاً في الموضوع الواحد، وكأن الفنان الكعبي يصور مشهداً واحداً متكرراً في فصوله.فتمازج التكعيبات بين ثنايا الأجساد وتكرارها في أكثر من مشهد إن دلّ على شيء فهو يشي بمشهدية متكررة، وكأن الكعبي يريد أن يفصح عن تفاصيل أكثر عن موضوعه المنقول في فضاء اللوحة. العمل على اللوحة هو ما يشغل اللوحة بمساحة محدودة أمام المتلقي لتكون مساحتها الأخرى وتكويناتها تمتد بعيداً لتنقل المشاهد إلى أجواء ومدى ورؤى وتخيلات الفنان وعمقه في اختيار موضوعاته التي يطرحها عبرها، ولذا تتجسد الأحداث المشبعة بالجمال وتدفق الألوان عند الفنان وفق فن جمالي إبداعي يضع رؤاه ضمن سياق درامي يتشكل بين خطوط الألوان وتدرجها المتناسق في مساحة اللوحة. تختلف اللوحة عند الكعبي حسبما ذكرت "البيان" إذا جاز التعبير هنا باختلاف الرؤى ومنظور الرؤية للوحات ، وعوالمها التخيلية، ويمكن أن تسمى أي لوحة من اللوحات المعروضة بالحكاية الموحدة، أو لوحة الحكاية لأنها تحملنا إلى عالم تهيمن عليه الحكاية ذاتها.حيث الوجوه والأكف البشرية والزخارف والفلسفات تتشكل وتتداخل بتناسق، وهذا بدوره يستدرج المتلقي صوب باب الحكاية اللونية التي تتشكل بإتقان لتشير بالوقت ذاته لاشعورياً إلى مرحلة من مراحل تطور الحكاية إلى رمز شكلي يصير جزءا من بنية اللوحة، ولا عجب هنا أن تفتح المنافذ للغوص في عوالم التخيلية عند الفنان. إشراق لوني ، ووضوح تام ينعكس على اللوحات كافة، فالأدوات التعبيرية عند الكعبي تنقل طموحه الذي يعبر من خلاله عن عمل متكرر ودؤوب بألوان مختلفة وبذات الأسلوب. فالمتأمل للوحات يرى المساحات والأشكال والتكوينات للوحة مليئة بالهدوء والذي يتنامى تدريجياً كلما أمعن الرائي التأمل في اللوحات حيث يطغى استخدام الألوان الزيتية والتركواز الغامق على مساحة اللوحات مما ينقل المشاهد إلى حيز من الصفاء. تمثل اللوحة عند الكعبي الأفق الأبرز لتجربته الطويلة الممتدة في عمق التأملات الذاتية .ففضاء اللوحة عنده يستفز المشاهد للاقتراب أكثر من اللوحة لكشف سحر ألوان متناسقة، وخطوط لونية تختلف في أحجامها ومساحاتها.