أقامت مؤسسة بورتريه ، والتي تشمل مركز مصر القديمة الدولي للفنون, مجلة وجاليري "بورتريه"، مؤخرا سمبوزيوم التصوير الدولي الأول الذي شارك فيه ثلاثون فنانا من مختلف بلاد العالم "إنجلترا,المانيا, النمسا, هولندا, فرنسا, الأردن, إيطاليا", وذلك بمقر المركز حيث حمل اسم "سمبوزيوم مصر القديمة". محيط - رهام محمود من بين الفنانين المشاركين بالسمبوزيوم: د عبد الوهاب عبد المحسن, د خالد سرور, د محمد الطراوي, د عمر الفيومي, د حكيم جماعين, كلارا سولا, روماند برايند, ليزابيس فانجالن. استمر السمبوزيوم نحو عشرة أيام, مارس خلالها الفنانون الإبداع كل بجاني الآخر , وقد نظم د رضا عبد الرحمن ، صاحب مؤسسة "بورتريه" ، وقوميسير السمبوزيوم, ورشا طاهر المنسق العام للسمبوزيوم زيارات لعدة أماكن تراثية كالأزهر, والحسين, جامع عمرو بن العاص.... تقول رشا طاهر: بدأنا السمبوزيوم بعشرة فنانين أجانب, وعشرة مصريين, وأثناء العشرة أيام انضم إلينا عشرة فنانين آخرين وقد أعجبوا بجو الألفة والتواصل فقرروا الاشتراك معنا. اضافت طاهر : أقيم في اليوم الأخير من السمبوزيوم حفلا تكريميا للفنانين المشاركين, وقد تقدم د أحمد نوار رئيس هيئة قصور الثقافة بتسليم شهدات التقدير للفنانين. عقب انتهاء السمبوزيوم افتتح بقاعة بورتريه بباب اللوق معرضين لناتج أعمال السمبوزيوم, كما نقلت الأعمال لجاليري السلام بالمعادي, وقد أقيم على هامش المعرض ببورتريه ندوة ترصد ايجابيات وسلبيات السمبوزيوم الأول للإستفادة منها عند إقامة السمبوزيوم الثاني. استضافت الندوة الفنان د عبد الوهاب عبد المحسن, والناقد د محمد كمال, وقد أدار الندوة الفنان د رضا عبد الرحمن. يقول د عبد الوهاب: نشأت فكرة السمبوزيوم في مكان جميل بمصر القديمة يصلح للإحتكاك الدولي بين فناني الدول المختلفة تبلغ مساحته 450 متر, حضر الفنانون وتفاعلوا مع المكان وكانت النتيجة مجموعة الأعمال المعروضة بالقاعة "بورتريه". أضاف: مفهومنا عن السمبوزيوم يعتمد على مشاركة مجموعة من الفنانين في التواجد بمكان واحد والعمل كلا منهم بجانب الآخر, يتبع العمل مائدة مستديرة في الحوار حول الأعمال, فهو فعالية متكاملة من التنظيم والعمل, وبالتالي كان التقيم ان يوجد مجموعة من الأعمال لا تتقيد بشكل معين في الأداء أو التجهيز, فلا يوجد وعاء ولا شكل محدد في العالم يقام به سمبوزيوم. تابع: فكلا من الفنانين كان يعمل كما يشاء, على الأرض, على الحائط.... , وتبدو الدورة الأولى من وجهه نظري هي "الدورة زيرو" لإنها تجربة تسجل لها أرشيف, لكن البداية عموما يلزم لها تطوير. وعن التجهيزات التي وفرها السمبوزيوم يقول د عبد الوهاب: إن الخامات لم تكن عائق أمام الفنانين بل وفرها السمبوزيوم تبعا للتصورات التي وضعها المنظمون, وبقدر الإمكان تم تجهيز المتطلبات, وأنا أرى أن لابد من عمل لجنة للسمبوزيوم. وبدأت المداخلات بين الفنانين الحاضرين والمشاركين في السمبوزيوم. أعرب روماند برايند عن سعادته بوجوده في مصر وإستضافة السمبوزيوم له, وقال أن استخدامه للخامات بطرق مختلفة وجديدة هذا دليل على أنه فنان, فكل فنان لابد ان تكون لديه المقدرة على التعامل مع الخامة المتاحة له, ومن لم يستطع تصبح المشكلة من جانبه. يقول الفنان هاني راشد أن الدورة الأولى لهذا السمبوزيوم نجحت وكان لها الكثير من الإيجابيات وخصوصا في جو مصر القديمة الممتع, ولكن لابد أن يلتزم الفنانون كل يوم بعد إنتهاء العمل بالتجمع حول المائدة المستديرة, لنرى جميعا مشاكل العمل لمساعدة كلا منا الآخر, وبهذا يكون السمبوزيوم إيجابي بشكل أكبر. اتفق عمر الفيومي مع راشد في ضرورة تواجد المائدة المستديرة, وأشاد بالدورة الأولى للسمبوزيوم واستشهد بالدورات المتعددة التي اشترك بها في أماكن أخرى بأنها لم تكن بنفس جودة هذا السمبوزيوم وخاماته المتوفرة. بينما يأمل د خالد سرور بتوفر الخامات بشكل أكبر في الدورة القادمة, وأن يلزم إعداد التوال قبل العمل لأن تحضيره يستغرق وقتا كبيرا, فلا داعي لإهدار الوقت في هذا, وأيضا لابد أن يختار الفنان المكان الذي يناسبه للعمل في اليوم الأول فقط ولا داعي أن يبحث كل يوم في مكان آخر يناسبه بعد ان تعود على مكانه الأول. يقول د رضا انه تعمد ترك القماش على طبيعته بدلا من تحضيره, حتي لا يفرض على الفنان التعامل معه بطريقة معينه, ومنحه فرصة لعمل تجربة جديدة والتعامل مع الخامة بطريقة لم يتعود عليها, وهذا بالفعل ما فعله بعض الفنانين الأجانب, فقد أنتجوا اعمالا جديدة مستخدمين قطع القماش بطرق مختلفة. "يفضل أن يطرح للسمبوزيوم موضوعا يتم الحوار على أساسه ويأتي الفنان بخبرته" هذا ما اقترحه د حكيم فهو يقول: لابد أن السمبوزيوم يناقش فكرة وبهذا يخرج الفنانون إلى موضوع معين للعمل من خلاله, بدلا من النقاش في موضوعات قديمة, واتفق الفيومي معه في هذا الأقتراح. بينما يرى د عبد الوهاب أن عرض تيمة للسمبوزيوم يلزمه ترتيبات أخرى, وبالفعل كان السمبوزيوم تحت مسمى "سمبوزيوم مصر القديمة" فبعض الفنانين التزم بهذا المسمى, والبعض الآخر لم يلتزم, والسمبوزيوم لم يفرض على فنان التحرك في اتجاه معين فنحن طرحنا المسمى والحافز "المكان مصر القديمة" وكلا منهم عمل كما يهوى. أما د محمد عبلة فقد اقترح فكرة جديدة وهي أن يطلق الفنانون في القاهرة وبعد أن يرجع كلا منهم لمقر السمبوزيوم يبدأ في العمل, كما انه لا يعتقد ان يحضر الفنانون الأجانب إلى مصر ليستكينوا في مكان واحد للرسم فقد, بل من الممكن أن يسمى هذا السمبوزيوم "القاهرة" ويتناول الفنانون المدينة بشكل مطلق, بحث يكون اللقاء اليومي بين الفنانين آخر اليوم على العشاء. سعد الناقد د محمد كمال بهذا السمبوزيوم الإيجابي الذي خرج من نطاق المؤسسة الرسمية, وأفترض أن تزيد فعاليته عن العشرة أيام المحددة لكي ينصهر الفنان مع المكان, كما وضع عدة مقترحات للدورة الثانية للسمبوزيوم وهي: وجود إدارة متواجدة كل عام للسمبوزيوم, الالتفاف حول المائدة المستديرة للعصف الذهني, دعوة النقاد من مصر والخارج, ويجب إصدار مطبوعة تلخص السمبوزيوم للعام القادم, وأن يتطور المكان أيضا, ويمكن أن تطرح تيمة للسمبوزيوم وربما تلعب الجغرافيا هذا الدور, ولابد من وجود منهج يتحرك السمبوزيوم من خلاله.