أفضل الصور الباقية على مر الزمن من مصر القديمة منحوتة في الحجر، فلا حدود لأهمية تلك الروائع الفنية في التعرف على تاريخ البشرية وإدراك أهمية أفضل الحضارات العالم توثيقا والتي ما زالت رغم ذلك أكثرها غموضا. وعلى ضفاف نهر النيل في مدينة أسوان بجنوب مصر ينحت مثالون معاصرون من نفس حجر الجرانيت الذي استخدمه أجدادهم أعمالا فنية يحاولون من خلالها إحياء عظمة تراث الفراعنة التي ما زالت تماثيلهم ومعابدهم ومسلاتهم تشهد بها إلى اليوم. وذكر هاني سعيد - المثّال المصري - أن سمبوزيوم أسوان الدولي للنحت نافذة تطل على ساحة فن النحت المعاصر الذي تنبأ له بالاستمرار والبقاء بقاء حجر الجرانيت الصلب. ولكن المثالين المعاصرين يختلفون عن الفنان الفرعوني القديم في أنهم يستخدمون الأدوات والآلات الحديثة في عملهم. ويشارك في الدورة الحالية لسمبوزيوم أسوان الدولي للنحت 15 مثالا من مصر وخارجها. وذكر آدم حنين – مؤسس سمبوزيوم أسوان - أن الفنانين الذين دعوا من خارج مصر للمشاركة قدموا خبراتهم التي كان يفتقر إليها الجيل الجديد من المثالين المصريين الذي خرجت منه بعد 15 دورة للسمبوزيوم مجموعة مواهب ساهمت بقوة في أحياء فن النحت بمصر. فمع تزايد الثقة لم يعد المثال المصري الذي يستخدم الحجارة الصلبة في عمله معزولا بعد أن أصبح سمبوزيوم أسوان للنحت القلب النابض لساحة فنية جديدة. ويمنح كل فنان - يدعى للمشاركة في سمبوزيوم أسوان الدولي للنحت سنويا - شهرين لإنجاز عمله الفني. ويرى المثال ناجي فريد أن استمرار السمبوزيوم على مدار 15 دورة منح مصر وضعا فريدا تتقاسم فيه خبراتها مع الدول الأخرى. وتستمر الدورة الحالية لسمبوزيوم أسوان الدولي للنحت حتى نهاية أبريل. وتنقل الأعمال الفنية التي أنتجت خلال الدورة بعد ذلك إلى موقع العرض الدائم في محجر قديم على شاطئ النيل في موقع بديع يعود فيه الجرانيت إلى بيئته الطبيعية بعد أن أضفى المثالون عليه إبداعهم. يذكر أن السمبوزيوم نتاج فكر وعمل مشترك بين وزير الثقافة المصري فاروق حسني والمثال المصري الكبير آدم حنين، ويشارك في السمبوزيوم زهاء سبعة فنانين من مصر وعدد مماثل من المثالين من الخارج.