افتتح الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية معرض الحلي للفنانة نهلة قناوي بقاعة كمال خليفة بمركز الجزيرة للفنون, بحضور الفنان محمد رزق المشرف العام على مركز الجزيرة للفنون, والناقد الكبير كمال الجويلي, والفنان جورج البهجوري, ونخبة من الفنانين والاعلاميين. محيط رهام محمود في معرض الفنانة نهلة قناوي شاهدنا الحلى برؤية جديدة ومختلفة عن معارض الحلي التي اعتدنا أن نراها, حيث كانت القطعة الواحدة تجمع بين ثلاثة اتجاهات مختلة في الفن التشكيلي "النحت, والتصوير, والرسم" بدلا من أن تكون القطعة مسطحة, كما تنوعت المعروضات بين "بروشات, وخواتم, وأقراط, ودلايات", ويضم المعرض ستة وأربعون قطعة حلي, شكلتها الفنانة بخامات متعددة "كالأحجار, والجرانيت, والعقيق, والفصوص, والزجاج, والزيركون, والفضة, والنحاس, والكريستال, والمينا". قدمت الفنانة موضوعات مستوحاة من النباتات والحشرات المحورة والخطوط العضوية, فأخذت أنواعا مختلفة من الفراشات وأضافت إليها تشكيلات نحتية لعناصر أخرى مثل النباتات أو بعض التماثيل الصغيرة "لشكل إنساني", كما اضافت حلول أخرى كرسم البورتيرية داخل قطعة الحلي الصغيرة, وهذا الدمج بين الاتجاهات الفنية المختلفة صنع حوارا بين هذه العناصر, وساعد على إثراء العمل الفني. الخامة الاساسية هي سبيكة خاصة بالفنانة صنعتها بنفسها, كما انها ربطت وقاربت بين جميع اعمال المعرض باستخدامها اللون الغامق والخامة الواحدة. فكرة الحلي بالنسبة لها أنه ليس حلي تقليدي للزينة فقط أو تنسيق الاحجار مع بعضها, ولكنه محاولة لإجاد حلول من خلال وصائق مختلفة "الخامات", لخروج عمل فني من وجهة نظر الفنانة ليس حلي فقد بل يجمع بينه وبين الرسم والنحت, حيث نرى بعض القطع لها ابعاد ثلاثية ومستويات مختلفة, فمراحل العمل لدى الفنانة تبدأمن فكرة وكيفية تحويرها إلى عناصر أو اجزاء يمكن تنفيذها لتعطي احساس مميز, وهذه الفكرة تفرض على الفنانة استخدام خامات متعددة لتحقيقها, فاننا نستشعر بالشفافية في جناح الفراشة, الذي شكلته الفنانة من خلال تشابك الاسلاك الرفيعة التى اعطتنا الاحساس بنعومة جناح الفراشة. تقول الفنانة... في الخارج يوجد تصميمات للحلي مبتكرة بصرف النظر عن الخامة أو غرابة التصميم, فهم غير مقيدين بتصميم أو خامة معينة, كما أنهم بعد أقتناء القطعة يمكن أن تستعمل مرتان فقط, أما استعمالات الحلي في مصر محدودة جدا فهو للزينة فقط, أما الفنان فلابد أن يطلق في ذهنه حرية ابتكار التصميم لينتج فن حقيقي, لأن الحلي فرع من فروع التصميم كالأثاث. واضافت... انا احب أن أنظر للفنون القديمة كالقبطي والفرعوني والروماني, لكني لم أنقل منها, لأن الفنان يمكن أن يتأثر بهذه الفنون بشكل غير مباشر لكن لابد من الابتكار, فالفنان عندما ينتج اعمالا خاصة به دون التأثر بالآخرين تصبح ابداعاته مميزة, ويترك بصمة خاصة به. نجحت نهلة قناوي في الجمع بين التوظيف والشكل الجمالي, كما انها تشكل اعمالها بدقة شديدة, فهي تجمع بين أكثر من تقنية في القطعة الواحدة كالنحت وبعض فنون الصياغة مثل اللحمات, والتراكيب "الفصوص, والحجارة", بالاضافة إلى رسم البورتيرية بتفاصيله الدقيقة وباحجام صغيرة جدا داخل بعض الاعمال, فجميع هذه الاعمال نتيجة احساس مرهف بالاشياء, وخبرة عالية اكتسبتها الفنانة خلال السنوات الماضية, فهي تمارس هذا الفن منذ 13عام, واقامت العديد من المعارض الفردية, واشتركت في الكثير من المعارض الجماعية, في البداية كانت تصميماتها أكثر بساطة و أقل في الخامات, لكنها مع استمرار الممارسة تكتشف حلولا أكثر, واساليب جديدة, وتقنيات مختلفة لتنفيذ فكرة العمل, فهذه الأعمال الصغيرة تصلح أن ترسم في لوحات كبيرة كالتصوير أو لوحات فوتوغرافية, لإنها تحمل نفس تكوين لوحات التصوير, كما أن التصميمات تصلح استخدامها كتصميمات للملابس.