عائض القرني: الطائفية تدمر الأمة قال الداعية الإسلامي د. عائض القرني أن التطاحن الداخلي والاقتتال الطائفي بين المسلمين قد شلَّ الشيخ عائض القرني حركتهم ومزّق صفوفهم وشمت بهم أعداءهم، حيث أن كل طائفة تدّعي أنها المحقة الوحيدة وما سواها باطل. وأوضح في مقال بجريدة "الشرق الأوسط" أنه على علم اليقين أن ليس كل الطوائف على حق، وأن الله لا يترك عباده كلهم على ضلالة، بل الحق في اتباع الكتاب والسنّة وفهمهما على لغة العرب كما فهمها الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه. أضاف أن هذا الأمر لا يحتاج إلى إعمال ذهن ولا الاستعانة بصديق، فلسنا بصدد ذكر المحق من المبطل، ولكنني في موقف المحذر المنذر بالخطر الداهم والطوفان القادم الذي اجتاح الأمة وهو خطر الطائفية التي عصفت بأكثر من بلد مسلم. وأشار إلى أن أفغانستان بعدما دحر مجاهدوها الاتحاد السوفيتي قام قادتها السبعة بالاقتتال الداخلي وكل قائد منهم يرى هو وأتباعه أنه المحق المصيب المجاهد في سبيل الله وقتلاهم شهداء، وأن أخاه القائد الآخر ضال مضل معتدٍ باغٍ من حزب الشيطان، فأسقط بعضهم بعضاً وذبح المسلم أخاه بدم بارد وصاروا ضحكة للعالمين. وأردف قائلا: وأتت طالبان فقاتلتهم واستولت على أفغانستان ثم قامت بتصرفات رعناء حمقاء بلهاء فسقطت ودُمّرت أفغانستان، وقام العراقيون بطوائفهم تحت مظلة قتال المحتل فقتل العراقي أخاه العراقي وصار قتلى العراقيين بيد العراقيين أكثر مما قتل الأمريكان، وكل طائفة ترى أنها الأحق بنصر الله وكل طائفة سواها خارجة عن الإسلام تستحق المقاتلة والحرب. أضاف: وفي لبنان تهيأت كل طائفة لقتال الأخرى لتعيد الحرب الأهلية المشؤومة التي مزّقت لبنان، وعاد حزب الله من جنوب لبنان بسلاحه فصوّبه في نحور اللبنانيين ليلغي كل إنجاز حققه. وأوضح أن اليمن قد شبّ فيها القتال الطائفي بين الحوثيين والحكومة لاختلاف في فهم النص وتأويل الشرع ولا تزال الحرب طاحنة، وهناك طوائف ساكتة كامنة كمون البارود في الجمر تنتظر أي حركة لتقاتل في سبيل الله على زعمها وتقتل كل مخالف لها من الطوائف الأخرى. وأضاف أن بهذا تحقق قول الله عز وجل في الأمة لما ترك غالبها الاتباع الصحيح للكتاب والسنّة: (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ) ، ومن لم يحمل السلاح على أخيه المسلم حمل عليه القلم واللسان سبّاً وشتماً وتجريحاً وتشويهاً وتشهيراً في الصحف والقنوات الفضائية والإنترنت فشُغِلنا بأنفسنا وتطاحنا فيما بيننا، وتعطّلت حياتنا من الإنتاج والاختراع والإبداع والتصنيع. وفي نهاية المقال طالب العقلاء من كل طائفة أن يتداركوا أمرهم ويهبوا هبة رجلٍ واحد لتدارك أمر الأمة وأخذ زمام المبادرة وإنقاذ العباد والبلاد من الفتنة المشتعلة والطوفان الجارف.