بغداد: نفت الحكومة العراقية مقتل منفيين إيرانيين في اشتباكات مع قوات أمنية اقتحمت معسكر أشرف شمال بغداد ، بعدما ترددت معلومات عن مقتل ثمانية وتم توزيع صور جثثهم. وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية "لا يوجد أي قتيل بين أفراد منظمة مجاهدي خلق"، مشددًا على أن الشرطة عندها أوامر الا تستخدم أي طلقات حية. كان الدباغ قد قال "إن سلطات بلاده كانت تحاول أن تقيم مركزا للشرطة في المخيم، إلاَّ أن الأشخاص المتواجدين فيه يقولون إنهم كانوا يخشون أن يكون ذلك جزءا من عملية ترحليهم قسرا إلى إيران". وسيطرت قوات عراقية الثلاثاء على معسكر أشرف إلى الشمال من بغداد الذي يأوي منذ 20 عاما أعضاء في جماعة مجاهدي خلق الإيرانية. ونقلت جريدة "القدس العربي" عن بزهاد سفاري- وهو من سكان معسكر أشرف ويعمل محاميا- إن القوات داهمت المعسكر وأطلقت النار على الكثير من الناس أو ضربتهم مما أسفر عن مقتل 11 وإصابة 500. وكانت قوة قوامها نحو ألف عسكري وشرطي عراقي قد اقتحمت الثلاثاء المعسكر الواقع على بعد حوالي 100 كيلو متر شمال شرق بغداد، ويأوي قرابة 3500 إيراني من أنصار الحركة المذكورة، بينهم نساء وأطفال. وفي أول رد فعل رسمي إيراني ، قال علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإيراني إن بلاده ترحِّب بما أسماه "استعادة القوات العراقية السيطرة على معسكر مجاهدي خلق في العراق". ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن لاريجاني قوله: "إن تحرك الحكومة العراقية موضع ترحيب، ولو جاء متأخرا". في غضون ذلك، أدانت المنظمة الإيرانية المعارضة استهداف معسكرها ، واتهمت الحكومة العراقية ب "تلقي أوامرها من طهران". وأصدرت مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، والذي يضم الحركة المسلحة لمجاهدي الشعب في إيران (مجاهدي خلق)، بيانا قالت فيه "إن هذا الاعتداء هو انتهاك فظيع وآثم للمواثيق الدولية وللتأكيدات والتطمينات التي كانت قد قطعتها الحكومة العراقية للولايات المتحدة بشأن حماية المقيمين في بلدة أشرف". ودعت رجوي المجتمع الدولي للتدخل لمنع ما ما قالت إنه سيصبح "كارثة إنسانية"، وحثت الولاياتالمتحدة على تحميل حلفائها الإيرانيين المسؤولية عن أمن معسكر الحركة في أشرف. وكانت الحكومة العراقية تعهدت بإغلاق معسكر أشرف الذي يقيم به معارضون إيرانيون منذ نحو عقدين من الزمان، وإعادة أعضاء جماعة مجاهدي خلق الإيرانية إلى إيران أو دولة ثالثة. ومع أن العراق والولاياتالمتحدة يعتبران جماعة مجاهدي خلق منظمة إرهابية، فإن سكان المعسكر وعددهم 3500 شخص حظوا ببعض الحماية التي وفرها لهم الجيش الأمريكي بعد الغزو عام 2003 لكن القوات العراقية تولت السيطرة عليه تدريجيا. وترتبط الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة وتضم كثيرا من المعارضين السابقين لصدام الذين كانوا يعيشون في المنفى، بإيران بعلاقات وطيدة مع طهران، ولا تتعاطف مع مجاهدي خلق.