أعلن متحدث باسم الأممالمتحدة في نيويورك، الخميس، أن 34 شخصاً قتلوا في معسكر أشرف، الذي يضم أنصاراً لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في شمال بغداد إثر هجوم شنه الجيش العراقي في 8 أبريل. وقال فرحان حق مساعد المتحدث باسم الأممالمتحدة في نيويورك: "لدينا معلومات بوجود 34 جثة في معسكر أشرف وفي محيطه. نأمل الحصول علي مزيد من التفاصيل لاحقاً". وكان الجيش العراقي شن في 8 أبريل هجوماً علي معسكر أشرف '80 كلم شمال بغداد'، حيث يقيم نحو 3500 من أنصار مجاهدي خلق. من ناحيته، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ: "سوف نحقق في هذه القضية لأن قواتنا الأمنية تعتقد أن هذا الأمر حصل من قبل حراسهم 'مجاهدو خلق'، الذي قتلوا كل من كان يريد الفرار. وقد ارتكبوا في الماضي أعمالاً من هذا النوع". وقال روبرت كولفيل، المتحدث باسم المجلس الأعلي لحقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة في جنيف، إن معظم الضحايا ومن بينهم نساء قتلوا بالرصاص، وأن هناك "عشرات" الجرحي. وأعلنت زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي، في بيان أن "الأسرة الدولية، تؤكد بذلك حجم الجريمة" التي ارتكبتها "القوات العراقية". ويقيم نحو 3500 من أنصار مجاهدي خلق في المعسكر، الذي يبعد ثمانين كلم عن الحدود الإيرانية، وقد سمح الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لمجاهدي خلق، بالإقامة هناك لحملهم علي مساندته في محاربة النظام الإيراني خلال الحرب بين العراق وإيران '1980-1988'. لكن بعد سقوط صدام حسين، نزعت القوات الأميركية أسلحة هؤلاء المعارضين، وسلمت السيطرة علي المعسكر إلي قوات الأمن العراقية التي يقيم قادتها علاقات جيدة مع نظام طهران. وأعرب الدباغ عن ارتياح بغداد "للاهتمام"، الذي تبديه الولاياتالمتحدة للطلب العراقي بنقل المقيمين في معسكر أشرف إلي بلد آخر، واعداً بتقديم "دعم لوجستي" لسكان المعسكر الراغبين في الرحيل من العراق، ويود العراق رحيل مجاهدي خلق عن أراضيه بحلول نهاية العام. وبحسب مجاهدي خلق فإن القوات العراقية هاجمت في الثامن من نيسان/أبريل معكسر أشرف بواسطة مصفحات، وأسلحة ثقيلة، مما أسفر عن 34 قتيلاً وأكثر من 300 جريح. وكانت المنظمة أفادت أن قوات الأمن العراقية تطوق المخيم، وترفض السماح بدخول الصحفيين والمنظمات الإنسانية التي قدمت لمساعدة الجرحي. وأقر الجيش الأمريكي بأن الحكومة العراقية رفضت في مرحلة أولي السماح له بدخول المعسكر، غير أنه أعلن، الأحد، أنه أذن أخيراً لفريق طبي "بتقديم مساعدة طبية إنسانية أساسية". وتأسست حركة مجاهدي خلق سنة 1965 بهدف قلب نظام الشاه، ثم قاومت النظام الإسلامي الذي تولي السلطة عام 1979، وتعتبرها الولاياتالمتحدة منظمة إرهابية لكن الاتحاد الأوروبي أزال عنها هذه الصفة مطلع 2009. وفي واشنطن وصف السناتور النافذ جون كيري الأحداث في معسكر أشرف، بأنها "مقلقة للغاية"، داعياً الولاياتالمتحدة إلي "مضاعفة جهودها" لإيجاد "حل دائم". وخلال مؤتمر نظمه مقربون من المعارضة الإيرانية في المنفي في العاصمة الأمريكية، اعتبر الجنرال المتقاعد وسلي كلارك الذي قاد الحلف الأطلسي بين 1997 و2000، أن الهجوم علي معسكر أشرف ينال من "مصداقية" التعهد الأمريكي بضمان أمن المقيمين فيه.