اعلن البيت الابيض انه تلقى "ضمانات" من بغداد بأنها لن تقدم على طرد عناصر مجاهدي خلق من العراق الى بلد تهددهم فيه خطر التنكيل,مستبعدا بذلك ترحيلهم الى ايران. وتحدث الناطق باسم البيت الابيض بنجامين تشانج الاثنين عن "ضمانات خطية"من الحكومة العراقية تؤكد ان مجاهدي خلق المحتشدين في معسكر اشرف شمال بغداد سيعاملون معاملة "انسانية"عند اغلاق المعسكر. فاغلاق المعسكر هو بالتحديد ما قالت الحكومة العراقية الاحد انها تريد فعله,مما يطرح المشكلة الشائكة المتمثلة بمصير 3500 عضو من المنظمة متجمعين في معسكر اشرف: اما بقاؤهم في العراق او ارسالهم الى ايران او الى بلد آخر. واضاف ان "ما قالته الحكومة العراقية هو ان ايا منهم لن ينقل بغير ارادته الى بلد يخشى ان يتعرض فيه للملاحقة بسبب معتقداته السياسية او الدينية او الى بلد قد يتعرض فيه للتعذيب". و قال تشانج ان المسؤولية عن معسكر أشرف ستنتقل بعد ذلك الى القوات العراقية في الاول من كانون الثاني/يناير. واوضح المتحدث ان الولاياتالمتحدة ستتوقف عندئذ عن اعتبار مجاهدي خلق مستفيدين من وضع الاشخاص الذين يتمتعون بالحماية بموجب القوانين الدولية. وستتعاون الولاياتالمتحدة مع الحكومة العراقية والمنظمات الدولية مثل اللجنة الدولية للصليب الاحمر او المفوضية العليا للامم المتحدة من اجل اللاجئين "لايجاد حل انساني". وقال المتحدث ان "الهدف لا يقضي بارسال المقيمين في المعسكر الى اي مكان الى ايران او سواها,حيث يمكن ان يتعرضوا للتعذيب او الاضطهاد"لكنه اضاف انه ليس على علم بأن الولاياتالمتحدة تفكر في امكانية الكف عن اعتبار مجاهدي خلق منظمة ارهابية. ويعتبر مصير مجاهدي خلق منذ سنوات احد مواضيع الخلاف والجدل بين الولاياتالمتحدةوايران. ومثل بقية مواضيع الخلاف يجد العراق نفسه وسط موقف لا يحسد عليه بين الولاياتالمتحدة,القوة العظمى التي تتمتع بوجود عسكري كبير في العراق وايران. وقالت الحكومة العراقية في بيان ان وفدا رسميا توجه الاحد الى اشرف لتأكيد ارادته اغلاق المعسكر وابعاد المقيمين فيه الى ايران او الى بلد آخر "من دون استخدام القوة". لكن البيان اشار ايضا الى انه ليس هناك اي مجال لبقاء مجاهدي خلق فوق الاراضي العراقية. وتريد الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة الذين يحتفظون بعلاقات طيبة مع ايران اغلاق معسكر اشرف منذ وقت بعيد. واصبح هذا الامر ممكنا مع انهاء مجلس الامن الدولي الاثنين تفويض القوة المتعددة الجنسية تحت قيادة اميركية في العراق في 31 كانون الاول/ديسمبر الحالي,بطلب من العراق ، وبهذا سيتولى العراقيون منذ الاول من كانون الثاني/يناير المقبل مسؤولية معسكر اشرف. ومنذ 22 عاما,يؤوي هذا المعسكر الذي يبعد حوالى مئة كلم شمال شرق بغداد وثمانين كلم عن الحدود الايرانية,انصارا لمنظمة مجاهدي خلق التي تعتبرها الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي ارهابية. كانت المنظمة التي تأسست في العام 1965 تهدف اولا الى الاطاحة بنظام شاه ايران ثم بالنظام الاسلامي,وطردت من ايران في الثمانينات. واعلن الرئيس العراقي جلال طالباني في اذار/مارس اثر لقائه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان بلاده تسعى الى "التخلص"من منظمة مجاهدي خلق ,واصفا اياها بانها "ارهابية". وتتهم الحكومة الايرانية هذه المنظمة بأنها كانت تتلقى الدعم المادي والمعنوي من نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من اجل قتال القوات النظامية الايرانية. (ا ف ب)