محيط : أكدت صحيفة أمريكية أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رسخ قوته وعزز استقلاليته وتمكن من تخفيف تأثير إدارة جورج بوش على مستقبل العراق. وأضافت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أنه في الوقت الذي يصر فيه المالكي على استقلالية قراره، يتصاعد نفوذ إيران بالعراق, فيما تخسر الولاياتالمتحدة بعضا من نفوذها هناك, موضحةً أن الشرطة والجيش في بغداد يعملان الآن فعليا باستقلالية. وقالت إنه مع قرب انتهاء التفويض الصادر من مجلس الأمن الدولي الذي سمح للقوات الأمريكية بتوفير الأمن هناك، والذي تنتهي صلاحيته بعد أربعة أشهر، يصر المالكي على فرض قيود مشددة على الدور العسكري الطويل الأمد للجيش الأمريكي بالعراق، بما في ذلك انسحاب القوات الأمريكية من جميع المدن العراقية بحلول شهر يونيو/ حزيران. وأكدت أن تضاؤل النفوذ الأمريكي سمح لإيران عبر علاقاتها السياسية والتجارية بأن يكون لها وضع أفضل يتيح لها التأثير على سياسات الحكومة العراقية, معتبرةً أن هذا يعني أن أي مرشح رئاسي ينتخب في الولاياتالمتحدة سواء كان جون ماكين الذي يصر على ما يراه البعض أنه وصف غامض لانتصار أمربكي في العراق، أو باراك أوباما الذي يدعو منذ فترة طويلة إلى وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية، لن يتمكن من التأثير على حكومة بغداد أكثر مما فعلته إدارة بوش. وقالت الصحيفة إن المسئولين الأمريكيين يقرون الآن بأن نفوذهم قد تراجع، خاصة بعد أن فاق عدد أفراد الجيش العراقي على عدد القوات الأمريكية عام 2007 وأصبحت تحت إمرة المالكي مباشرة من خلال مراكز قيادية إقليمية جديدة, مرجعة هذا التحول في سلوك المالكي إلى ما حققه من نصر على ميليشيا جيش المهدي بمدينة البصرة في جنوب العراق وبمدينة الصدر الواقعة إلى الشرق من بغداد. وأوضحت "لوس أنجلوس تايمز" أن ذلك التحول جاء بعد أشهر من إنقاذ وزيرة الخارجية كوندوليسا رايس للمالكي من محاولة لتنحيته عن السلطة، حيث قامت في شهر ديسمبر/كانون أول الماضي بالاجتماع مع قادة الكتلة الكردية والمجلس الأعلى الإسلامي العراقي والحزب الإسلامي العراقي السني. وكانت هذه الكتل قد سعت بمباركه ضمنية من البيت الأبيض، إلى التصويت على تنحية المالكي عن السلطة الأمر الذي رفضته رايس. ولكن رايس أبلغت قادة هذه الكتل أن المالكي لا يزال يحظى بدعم الرئيس بوش، وفقا للعديد من المسؤولين العراقيين ممن هم على إطلاع بما دار في الاجتماع المذكور.